لم أر أحدًا أبرَّ من الفضل بن يحيى رحمه الله بأبيه، بلغ من برّه به أن يحيى كان لا يتوضأ إلا بماء مسخَّن وهما في السجن، فمنعهما السجّان من إدخال الحطب في ليلة باردة، فقام الفضل حين أخذ يحيى مَضْجَعه إلى قُمْقُم كان يُسَخّن فيه الماءُ، فملأه ثم أدناه من نار المصباح، فلم يزل قائمًا وهو في يده حتى أصبح.
إنما منع أويسًا رحمه الله أن يقدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بره بأمه
قال عثمان رضى الله عنه : كان عمر يمنع أَقْرِباءه ابتغاء وجه الله، وأنا أُعطِي قَرَاباتي لوجه الله، ولن يُرى مثلُ عمَر
صلاة الرجل عند أهله من عمل السر
قدم الجريري رحمه الله من سفر فأتاه إخوانه يسلمون عليه فجعل يخبرهم بما أبلاه الله في سفره مما يحب وصرف عنه مما يكره وتكلم في ذلك فأحسن وأبلغ وقال: إنه كان يقال: إن من الشكر تعداد النعم
كان عبد الله بن غالب رحمه الله إذا أصبح يقول: لقد رزقني الله البارحة خيرًا؛ قرأت كذا، وصليت كذا، وذكرت كذا، وفعلت كذا. فيقال له: يا أبا فراس: إن مثلك لا يقول مثل هذا ! فيقول إن الله تعالى يقول: " وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ " وأنتم تقولون: لا تحدث بنعمة
ما عملتُ عملاً أبالي مَن رآه إلا أن يخلو الرجل بأهله أو يقضي حاجة غائطٍ
ليتَّق الله رجلٌ. فإن زهد، فلا يَجْعَلَنَّ زُهدَه عذابًا على الناسِ، فلأَن يُخْفيَ الرجلُ زهدَهُ خيرٌ من أنْ يُعلِنه
كن محباًّ للخمول كراهية الشهرة ولا تظهر من نفسك أنك تحبّ الخمول فترفَع نفسك، فإنَّ دعواك الزهد من نفسك هو خروجك من الزهد لأنّك تجرّ إلى نفْسك الثناء والمدْحة
كنا عند الحسن البصري رحمه الله فوعظ فانتحب رجل فقال الحسن: أما والله ليسألنك الله - عزَّ وجلَّ - يوم القيامة: ما أردت بهذا
يا ابن آدم إن لك قولاً وعملاً، وسرًا وعلانية، وعملك أولى بك من قولك، وسرك أولى بك من علانيتك
لقي رجل فقيه رجلاً هو أفقه منه، فقال له: يرحمك الله، ما الذي أعلن من عملي؟ قال: يا عبد الله، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر