علي بن أبي طالب
الملاحم
1 ـ مَنْ عَرَفَ الأيّامَ لَمْ يَغْفُلْ عَنِ الاِسْتِعْدادِ
2 ـ مَنْ أقْعَدَتْهُ نِكايَةُ الأيّامِ أقامَتْهُ مَعُونَةُ الكِرامِ
3 ـ ما أسْرَعَ السّاعاتِ فيِ الأيّامِ وَأسْرَعَ الأيّامَ فيِ الشُّهُورِ وَأسْرَعَ الشُّهُورَ فِي السَّنَةِ وَأسْرَعَ السَّنَةَ فِي العُمْرِ
4 ـ اَلأيّامُ صَحائِفُ آجالِكُمْ فَخَلِّدُوها ( فَجَلِّدُوها ) أحْسَنَ أعْمالِكُمْ
5 ـ اَلسّاعاتُ مُكْمَنُ الآفاتِ
6 ـ السّاعاتُ تَنْهَبُ الأعْمارَ ( الآجالَ )
7 ـ اَلأيّامُ تُفيدُ التَّجارِبَ
8 ـ اَلسّاعاتُ تُنَقِّصُ الأعْمارَ
9 ـ اَلأيّامُ تُوضِحُ السَّرائِرَ الكامِنَةَ
10 ـ إنَّما أنْتَ عَدَدُ أيّام فَكُلُّ يَوْم يَمْضي عَلَيْكَ يَمْضي بِبَعْضِكَ ، فَخَفِّضْ فيِ الطَّلَبِ ، وَأجْمِلْ فِي المُكْتَسَبِ
11 ـ إنَّما أبادَ القُرُونَ تَعاقُبُ الحَرَكاتِ وَالسُّكُونِ
12 ـ بَكْرُ السَّبْتِ وَالخَميسِ بَرَكَةٌ
13 ـ زَمانُ العادِلِ خَيْرُ الأزْمِنَةِ
14 ـ إنَّ أوْقاتَكَ أجْزاءُ عُمْرِكَ ، فَلا تُنفِدْ ( فَلا تُنْفِذْ ) لَكَ وَقْتاً إلاّ فيما يُنْجيكَ ( في غَيْرِما يُنجيكَ )
15 ـ في كُلِّ وَقْت عَمَلٌ
16 ـ يَأْتي عَلَى النّاسِ زَمانٌ لايَبْقى مِنَ القُرْآنِ إلاّ رَسْمُهُ ، وَلامِنَ الإسْلامِ إلاّ اسْمُهُ ، مَساجِدُهُمْ يَوْمَئِذ عامِرَةٌ مِنَ البُنى ( البِناءِ ) ، خالِيَةٌ ( خرّابٌ ) عَنِ الهُدى
17 ـ يَأْتي عَلَى النّاسِ زَمانٌ لايُقَرَّبُ فيهِ إلاّ الماحِلُ ، وَلايُسْتَظْرَفُ فيهِ إلاّ الفاجِرُ ، وَلايُضَعَّفُ فيهِ إلاّ المُنْصِفُ ، يَعُدُّونَ الصَّدَقَةَ غُرْماً ، وَصِلَةَ الرَّحِمِ مَنّاً ، وَالعِبادَةَ اسْتَطالَةً عَلَى النّاسِ ، وَيَظْهَرُ عَلَيْهِمُ الهَوى ، وَيَخْفى بَيْنَهُمُ الهُدى
18 ـ هَدَرَ فَنيقُ الباطِلِ بَعْدَ كَظُوم ، وَصالَ الدَّهْرُ صِيالَ السَّبُعِ العَقُورِ
19 ـ وَالَّذي فَلَقَ الحَبَّةَ ، وَبَرِيَ النَّسَمَةَ ، لَيَظْهَرَنَّ عَلَيْكُمْ قَوْمٌ ، يَضْرِبُونَ الْهامَ عَلى تَأوِيلِ القُرْآنِ كَما بَدَأَكُمْ مُحَمَّدٌ عَلى تَنْزيلِهِ ، ذلِكُمْ حُكْمٌ مِنَ الرَّحْمنِ عَلَيْكُمْ في آخِرِ الزَّمانِ
20 ـ لاتَقْتَحِمُوا مَا اسْتَقْبَلْتُمْ مِنْ فَوْرِ ( نارِ ) الفِتْنَةِ وَأميطُوا عَنْ سَنَنِها ، وَخَلُّوا قَصْدَ السَّبيلِ لَها
21 ـ يَعْطِفُ الهَوى عََلَى الهُدى إذا عَطَفُوا الهُدى عَلَى الهَوى ، وَيَعْطِفُ الرَّأْيَ عَلَى القُرْآنِ إذا عَطَفُوا القُرآنَ عَلَى الرَّأْيِ
22 ـ نَسِيتُمْ ما ذُكِّرْتُمْ ، وَأمِنْتُمْ ما حُذِّرْتُمْ فَتاهَ عَلَيْكُمْ رَأْيُكُمْ ، وَتَشَتَّتَ عَلَيْكُمْ أمْرُكُمْ
23 ـ هَلْ تَنْظُرُ ( تُبْصِرُ ) إلاّ فَقيراً يُكابِدُ فَقْراً ، أوْ غَنِيّاً بَدَّلَ نِعَمَ اللّهِ كُفْراً ، أوْ بَخيلاً اِتَّخَذَ البُخْلَ بِحَقِّ اللّهِ وَفْراً أوْ مُتَمَرِّداً ، كَأنَّ بِأُذُنَيْهِ عَنْ سَماعِ ( سَمْعِ المَواعِظِ ) الحِكْمَةِ وَقْراً
24 ـ وَالَّذي بَعَثَ مُحَمَّداً صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم بِالحَقِّ لَتُـبَلْبَلُنَّ بَلْبَلَةً ، وَلَتُغَرْبَلُنَّ غَرْبَلَةً ،
وَلَتُساطُنَّ سَوْطَ القِدْرِ ، حَتّى يَعْلُوَ أسْفَلُكُمْ أعْلاكُمْ ، وَأعْلاكُمْ أسْفَلَكُمْ ، وَلَيَسْبِقُنَّ سابِقُونَ ، كانُوا قَصَّرُوا ، وَلَيُقَصِّرَنَّ سابِقُونَ كانُوا سَبَقُوا
25 ـ اَلرَّعِيَّةُ لايُصْلِحُها إلاّ العَدْلُ
26 ـ قيلَ لَهُ ـ عَلَيْهِ السّلامُ ـ : إنَّ أهْلَ الكُوفَةِ لايُصْلِحُهُمْ إلاّ السَّيْفُ ، فَقالَ ـ عَلَيْهِ السّلام ـ : إنْ لَمْ يُصْلِحْهُمْ إلاّ إفْسادي فَلا أصْلَحَهُمُ اللّهُ
27 ـ آفَةُ الرَّعِيَّةِ مُخالَفَةُ الطّاعَةِ
28 ـ كَمْ مِنْ ذي ثَرْوَة خَطير صَيَّرَهُ الدَّهْرُ فَقيراً حَقيراً
29 ـ كَيْفَ تَبْقى عَلى حالَتِكَ وَالدَّهْرُ في إحالَتِكَ؟!
30 ـ مَنْ عَتَبَ عَلَى الدَّهْرِ طالَ مَعْتَبُهُ
31 ـ ما قالَ النّاسُ لِشَيْء طُوْبى إلاّ وَقَدْ خَبَأَ لَهُ الدَّهْرُ يَوْمَ سُوء
32 ـ إنَّكُمْ في زَمان اَلْقائِلُ فيهِ بِالحَقِّ قَليلٌ ، وَاللِّسانُ فيهِ عَنِ الصِّدْقِ كَليلٌ ، وَاللاّزِمُ فيهِ لِلْحَقِّ ذَليلٌ ، أهْلُهُ مُتَعَكِّفُونَ عَلَى العِصْيانِ ، مُصْطَلِحُونَ عَلَى الإدْهانِ ، فَتاهُمْ عارِمٌ ، وَشَيْخُهُمْ آثِمٌ ، وَعالِمُهُمْ مُنافِقٌ ، وَقاريهِمْ مُمارِقٌ ، لايُعَظِّمُ صَغيرُهُمْ كَبيرَهُمْ ، وَلايَعُولُ غِنِيُّهُمْ فَقيرَهُمْ
33 ـ إنَّكُمْ سَتُعْرَضُونَ عَلى سَبِّي وَالبَرائَةِ مِنّي ، فَسُبُّوني ، وَإيّاكُمْ وَالبَرائَةَ مِنّي
34 ـ قَدْ أصْبَحْنا في زَمان عَنُود ، وَدَهْر كَنُود ، يُعَدُّ فيهِ المُحْسِنُ مُسيئاً ، وَيَزْدادُ الظّالِمُ فيهِ عُتُوّاً
35 ـ قَدْ تَواخَي النّاسُ عَلَى الفُجُورِ ، وَتَهاجَرُوا عَلَى الدّينِ ، وَتَحابَبُوا عَلَى الكِذْبِ ، وَتَباغَضُوا عَلَى الصِّدْقِ
36 ـ فَاتَّقُوا اللّهَ تَقِيَّةَ مَنْ أنْصَبَ الخَوْفُ بَدَنَهُ ، وَأسْهَرَ التَّهَجُّدُ غِرارَ نَوْمِهِ ، وَأظْمَأَ الرَّجاءُ هَواجِرَ يَوْمِهِ
37 ـ فَيا عَجَبا وَمالِيَ لا أعْجَبُ مِنْ خَطاءِ هذِهِ الأُمَّةِ ( الفِرَقِ ) عَلَى اخْتِلافِ حُجَجِها في دِياناتِها ( دينِها ) ، لايَقْتَصُّونَ أثَرَ نَبِىّ ، وَلايَقْتَدُونَ بِعَمِلِ وَصِىّ ، وَلايُؤْمِنُونَ بِغَيْب ، وَلايَعِفُّونَ عَنْ عَيْب ، يَعْمَلُونَ فِي الشُّبَهاتِ ، وَيَسيرُُونَ فِي الشَّهَواتِ ، اَلْمَعْرُوفُ فيهِمْ ما عَرَفُوا ، وَالمُنْكَرُ عِنْدَهُمْ ما أنْكَرُوا ، مَفْزَعُهُمْ فِي المُعْضَلاتِ إلى أنْفُسِهمْ ، وَتَعْويلُهُمْ فِي المُبْهَماتِ عَلى آرائِهِمْ ، كَأنَّ كُلاًّ ( كُلُّ امْرئ ) مِنْهُمْ إمامُ نَفْسِهِ ، قَدْ أخَذَ فيما يَرى بِغَيْرِ وَثيقات بَيِّنات ، وَلا أسْباب مُحْكَمات
38 ـ قَد ْ صِرْتُمْ بَعْدَ الهِجْرَةِ أعْراباً ، وَبَعْدَ المُوالاةِ أحْزاباً
39 ـ قَدْ ذَهَبَ مِنْكُمْ الذّاكِرُونَ ، وَالمُتَذَكِّرُونَ ، وَبَقيَ النّاسُونَ وَالمُتَناسُونَ
40 ـ قَدْ قادَتْكُمْ أزِمَّةُ الحَيْنِ ، وَاسْتَغْلَقَتْ عَلى قُلُوبِكُمْ أقْفالُ الرَّيْنِ
41 ـ قَدْ تَصافَيْتُمْ عَلى حُبِّ العاجِلِ وَرَفْضِ الآجِلِ
42 ـ قَدْ صارَ دينُ أحَدِكُمْ لُعْقَةً عَلى لِسانِهِ ، صَنيعَ مَنْ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ ، وَأحْرَزَ رِضى سَيِّدِهِ
43 ـ قَدْ خاضُوا بِحارَ الفِتَنِ ، وَأخَذُوا بِالبِدَعِ دُونَ السُّنَنِ ، وَتَوَغَّلُوا الجَهْلَ ، وَاطَّرَحُوا العِلْمَ
44 ـ لاتَيْأَسْ مِنَ الزَّمانِ إذا مَنَعَ ، وَلاتَثِقْ بِهِ إذا أعْطى ، وَكُنْ مِنْهُ عَلى أعْظَمِ الحَذَرِ
45 ـ إنَّ الدَّهْرَ يَجْري بِالباقينَ ، كَجَرْيِهِ بِالماضينَ ، ما يعُودُ ما قَدْ وَلّى ، وَلايَبْقى سَرْمَداً ما فيهِ ، آخِرُ فِعالِهِ كَأوَّلِهِ ، مُتَسابِقَةٌ أُمُورُهُ مُتَظاهِرَةٌ أعْلامُهُ ، لايَنْفَكُّ مُصاحِبُهُ مِنْ عَناء وَفَناء وَسَلَب وَحَرَب
46 ـ إنَّ الدَّهْرَ مُوتِرٌ قَوْسَهُ ، لاتَخْطي سِهامُهُ وَلاتُؤْسى جِراحُهُ ، يَرْمِي الصَّحيحَ بِالسَّقَمِ ، وَالنّاجِيَ بِالعَطَبِ
47 ـ الدَّهْرُ مُوَكَّلٌ بِتَشْتيتِ الأُلاّفِ
48 ـ ساعَةُ ذُلّ لاتَفي بِعِزِّ الدَّهْرِ
49 ـ ساهِلِ الدَّهْرِ ما ذَلَّ لَكَ قُعُودُهُ وَلاتُخاطِرْ بِشَيْء رَجاءَ أكْثَرَ مِنْهُ
50 ـ قَدْ أوْجَبَ الدَّهْرُ شُكْرَهُ عَلى مَنْ بَلَغَ سُؤْلَهُ
51 ـ اَلدَّهْرُ يُخْلِقُ الأبْدانَ ، وَيُجَدِّدُ الآمالَ ، وَيُدْنِى المَنِيَّةَ ، وَيُباعِدُ الأُمْنِيَّةَ
52 ـ اَلدَّهْرُ يَوْمانِ : يَوْمٌ لَكَ ، وَيَومٌ عَلَيْكَ ، فَإذاكانَ لَكَ فَلا تَبْطَرْ ، وَإذا كانَ عَلَيْكَ فَاصْطَبِرْ
53 ـ اَلدَّهْرُ ذُو حالَتَيْنِ : إبادَة وَإفادَة ، فَما أبادَهُ فَلا رَجْعَةَ لَهُ ، وَما أفادَهُ فَلا بَقاءَ لَهُ
54 ـ إنَّ الدَّهْرَ لَخَصْمٌ غَيْرُ مَخْصُوم ، وَمُحْتَكِمٌ غَيْرُ ظَلُوم ، وَمُحارِبٌ غَيْرُ مَحْرُوب
55 ـ مَنْ عانَدَ الزَّمانَ أرْغَمَهُ ، وَمَنِ اسْتَسْلَمَ إلَيْهِ لَمْ يَسْلَمْ
56 ـ زَمانُ الجائِرِ شَرُّ الأزْمِنَةِ.
57 ـ كُلُّ يَوْم يَسُوقُ إلى غَدِهِ
58 ـ مِنَ السّاعاتِ تَوَلُّدُ الآفاتِ
59 ـ لاضَمانَ عَلَى الزَّمانِ
60 ـ لايَأمَنُ أحَدٌ صُرُوفَ الزَّمانِ ، وَلايَسْلَمُ مِنْ نَوائِبِ الأيّامِ
61 ـ يَنْبَغي لِمَنْ عَرَفَ الزَّمانَ أنْ لايَأمَنَ الصُّرُوفَ وَالغِيَرَ
62 ـ اَلطّاعَةُ جُنَّةُ الرَعِّيَةِ وَالعَدْلُ جُنَّةُ الدُّوَلِ
63 ـ فَالقُلُوبُ لاهِيَةٌ مِنْ رُشْدِها ، قاسِيَةٌ عَنْ حَظِّها ، سالِكَةٌ في غَيْرِ مِضْمارِها ، كَأنَّ المَعْنِيَّ سِواها ، وَكَأنَّ الحَظَّ في إحْرازِ دُنْياها
64 ـ فَيا لَها مَواعِظَ شافِيَةً لَوْ صادَفَتْ قُلُوباً زاكِيَةً وَأسْماعاً واعِيَةً ، وَآراءً عازِمَةً
65 ـ مِنْهُمْ تَخْرُجُ الفِتْنَةُ ، وَإلَيْهِمْ تَأْوِى الخَطيئَةُ ، يَرُدُّونَ مَنْ شَذَّ عَنْها فيها ، وَيَسُوقُونَ مَنْ تَأَخَّرعَنْها إلَيْها
66 ـ فَلَئِنْ أمَرَ الباطِلُ لَقَديماً فَعَلَ ، وَلَئِنْ قَلَّ الحَقُّ لَرُبَّما وَلَعَلَّ ، لَقَلَّما أدْبَرَ شَيْءٌ فَأدْبَرَ
67 ـ قَدْ ظَهَرَ أهْلُ الشَّرِّ ، وَبَطَنَ أهْلُ الخَيْرِ ، وَفاضَ الكِذْبُ ، وَغاضَ الصِّدْقُ
68 ـ قَدِ اِسْتَدارَ الزَّمانُ كَهَيْئَتِه يَوْمَ خَلَقَ السَّمواتِ وَالأرْضَ
69 ـ قَدْ كَثُرَ القَبيحُ حَتّى قَلَّ الحَياءُ مِنْهُ
70 ـ قَدْ كَثُرَ الكِذْبُ حَتّى قَلَّ مَنْ يُوثَقُ بِهِ
71 ـ مالي أراكُمْ أشْباحاً بِلا أرْواح ، وَأرْواحاً بِلا فَلاح ، وَنُسّاكاً بِلا صَلاح ، وَتُجّاراً بِلا أرْباح
72 ـ اَلزَّمانُ يَخُونُ صاحِبَهُ وَلايَسْتَعْتِبُ لِمَنْ عاتَبَهُ
73 ـ إذا فَسَدَ الزَّمانُ سادَ اللِّئامُ
74 ـ فِي الزَّمانِ اَلْغِيَرُ ( اَلْعِبَرُ )
75 ـ مَنْ تَشاغَلَ بِالزَّمانِ شَغَلَهُ
76 ـ مَنْ أمِنَ الزَّمانَ خانَهُ ، وَمَنْ أعْظَمَهُ أهانَهُ