الشافعي
أدخل الشافعي رحمه الله يوما الى بعض حجر هارون الرشيد ، ليستأذن له ، ومعه سراج الخادم ، فأقعده عند أبي عبد الصمد ، مؤدب أولاد الرشيد. فقال سراج للشافعي: يا أبا عبد الله هؤلاء أولاد أمير المؤمنين ، وهو مؤدبهم ، فلو أصيته بهم. فأقبل الشافعي على أبي عبد الصمد فقال: ليكن أول ما تبدأ به من اصلاح أولاد أمير المؤمنين ، اصلاح نفسك ، فان أعينهم معقودة بعينك ، فالحسن عندهم ما تستحسنه ، والقبيح عندهم ما تكرهه. علمهم كتاب الله ولا تكرههم عليه فيملوه ، ولا تتركهم منه فيهجروه. ثم روّهم من الشعر أعفّه ، ومن الحديث أشرفه. ولا تخرجهم من علم الى علم غيره حتى يحكموه ، فان ازدحام الكلام في السمع مضلّة للفهم .
المصادر
قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر