علي بن أبي طالب
محمّد صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم واهل بيته
1 ـ اِرْضَ بِمُحَمَّد صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم رائِداً ، وَإلَى النَّجاةِ قائِداً
2 ـ اِقْتَدُوا بِهُدى نَبِيِّكُمْ ، فَإنَّهُ أصْدَقُ الهُدى ، وَاسْتَنُّوا بِسُنَّتِهِ ، فَإنَّها أهْدىَ السُّنَنِ
3 ـ إيّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فينا ، قُولُوا : إنّا مَرْبُوبُُونَ ، وَاْعْتَقِدُوا في فَضْلِنا ما شِئْتُمْ
4 ـ ألا وَإنّا أهْلَ البَيْتِ أبْوابُ الحِكَمِ ، وَأنْوارُ الظُّلَمِ ، وَضِياءُ الأُمَمِ
5 ـ أيْنَ تَتِيهُونَ ، وَمِنْ أيْنَ تُؤْتَوْنَ ، وَأنّى تُؤْفَكُونَ ، وَعَلامَ تعْمَهُونَ ، وَبَيْنَـكُمْ عِتْرَةُ نَبِيِّكُمْ ، وَهُمْ أزِمَّةُ الصِّدْقِ وَألْسِنَةُ الْحَقِّ؟
6 ـ أيْنَ الَّذينَ زَعَمُوا أنَّهُمُ الرّاسِخُونَ فِي العِلْمِ دُونَنا كِذْباً وَبَغْياً عَلَيْنا وَحَسَداً لَنا ، أنْ رَفَعَنا اللّهُ سُبْحانَهُ وَوَضَعَهُمْ ، وَأعْطانا وَحَرَمَهُمْ ، وَأدْخَلَنا وَأخْرَجَهُمْ ، بِنا يُسْتَعْطَي الهُدى ، وَيُسْتَجْلَي العَمى لا بِهِمْ
7 ـ أحْسَنُ الحَسَناتِ حُبُّنا ، وَأسْوَءُ السَّـيِّئاتِ بُغْضُنا
8 ـ أسْعَدُ النّاسِ مَنْ عَرَفَ فَضْلَنا ، وَتَقَرَّبَ إلَى اللّهِ بِنا ، وَأخْلَصَ حُبَّنا ، وَعَمِلَ بِما إلَيْهِ نَدَبْنا ، وَانْتَهى عَمّا عَنْهُ نَهَيْنا ، فَذاكَ مِنّا ، وَهُوَ فِي دارِ الْمُقامَةِ مَعَنا
9 ـ أوْلَى النّاسِ بِنا مَنْ والانا ، وَعادا مَنْ عادانا
10 ـ إنَّ لِلا إلهَ إلاّ اللّهُ شُرُوطاً وَإنّي وَذُرِّيَتي مِنْ شُرُوطِها
11 ـ إنَّ الْمِسْكِينَ رَسُولُ اللّهِ فَمَنْ أعْطاهُ فَقَدْ أعْطَى اللّهَ وَمَنْ مَنَعَهُ فَقَدْ مَنَعَ اللّهَ سُبْحانَهُ
12 ـ إنَّ أمْرَنا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ ، لايـحْتَمِلُهُ إلاّ عَبْدٌ امْتَحَنَ اللّهُ قَلْبَهُ لِلاْيمانِ ، وَلايَعِي حَدِيثَنا إلاّ صُدُورٌ أمِينَةٌ ، وَأحْلامٌ رَزِينَةٌ
13 ـ إلَيْنا يَرْجِـعُ الغالِي ، وَبِنا يَلْحَقُ التّالِي
14 ـ إنَّ اللّهَ تَعالى أطْلَعَ عَلَى الأرْضِ فَاخْتارَنا ، وَاخْتارَ لَنا شِيعَةً يَنْصُرُونَنا ، وَيَفْرَحُونَ لِفَرَحِنا ، وَيَحزَنُونَ لِحُزْنِنا ، وَيَبْذُلُونَ أنْفُسَهُمْ وَأمْوالَهُمْ فِينا ، فَأُولئِكَ مِنّا ، وَإلَيْنا ، وَهُمْ مَعَنا فِي الْجِنانِ
15 ـ إنَّ أمْرَنا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ ، خَشِنٌ مُخْشَوْشِنٌ ، سِـرٌ مُسْتَسِـرٌّ ، مُقَنِّعٌ ، لا يَحْمِلُهُ إلاّ مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، أوْ نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ، أوْ مُؤْمِنٌ إمْتَحَنَ اللّهُ سُبْحانَهُ قَلْبَهُ لِلإيمانِ
16 ـ إنَّ هيهُنا « وَأشارَ بِيَدِهِ إلى صَدْرِهِ » لَعِلْماً جَمّاً ، لَوْ أصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً ، بَلى أُصِيبُ لَقِناً غَيْرَ مَأْمُون عَلَيْهِ ، مُسْتَعْمِلاً آلَةَ الدّينِ لِلدُّنيا ، أوْ مُسْتَظْهِراً بِنِعَمِ اللّهِ عَلى عِبادِهِ ، وَبِحُجَجِهِ عَلى أوْلِيائِهِ ، أوْ مُنْقاداً لِحَمَلَةِ الحَقِّ ، لا بَصِيرَةَ لَهُ في إحْنائِهِ ، يَنْقَدِحُ الشَّكُّ في قَلْبِهِ لأوَّلِ عارِض مِنْ شُبْهَة
17 ـ أهْلُ الذِّكْرِ ( القُرْْآنِ ) ، أهْلُ اللّهِ ، وَخاصَّتُهُ ( حامَّتُهُ )
18 ـ أنَا قَسيمُ النّارِ ، وَخازِنُ الجِنانِ ، وَصاحِبُ الحَوْضِ ، وَصاحِبُ الأعْرافِ ، وَلَيْسَ مِنّا أهْلَ البَيْتِ إمامٌ إلاّ وَهُوَ عارِفٌ ( عالِمٌ ) بِأهْلِ وِلايَتِهِ ، وَذلِكَ لِقَوْلِ اللّهِ تَعالى : إنَّما أنْتَ مُنْذِرٌ وَلِكُلِّ قَوْم هاد (1)
19 ـ أنَا صِنْوُ رَسُولِ اللّهِ ، وَالسّابِقُ إلَى الإسْلامِ ، وَكاسِرُ الأصْنامِ ، وَمُجاهِدُ الكُفّارِ ، وَقامِعُ الأضْدادِ
20 ـ أنَا كابُّ الدُّنْيا لِوَجْهِها ، وَقادِرُها بِقَدْرِها ، وَرادُّها عَلى عَقِبِها
21 ـ أنَا يَعْسُوبُ المُؤْمِنينَ ، وَالمالُ يَعْسُوبُ الفُجّارِ
22 ـ أنَا مَعَ رَسُولِ اللّهِ صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِ وَمَعي عِتْرَتي عَلَى الحَوْضِ ( فَلْيَأْخُذْ آخِذُكُمْ بِقَولِنا ، وَلْيَعْمَلْ بِعَمَلِنا ، إنّا لَنُنافِسُ عَلَى الحَوْضِ ) وَإنّا لَنَذُودُ عَنْهُ أعْدائَنا ، وَنَسْقي مِنْهُ أوْلِياءَنا ، فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ شَرْبَةً ، لَمْ يَظْمَأْ بَعْدَها أبَداً
23 ـ أنَا وَضَعْتُ بِكَلْكَلِ ( بِكَلاكِلِ ) العَرَبِ ، وَكَسَرْتُ نَواجِمَ ( قُرُونَ ) رَبِيعَةَ وَمُضَـرَ
24 ـ أنَا شاهِدٌ لَكُمْ ، وَحَجيجٌ يَوْمَ القِيمَةِ عَلَيْكُمْ
25 ـ أنَا داعِيكُمْ إلى طاعَةِ رَبِّكُمْ ، وَمُرْشِدُكُمْ إلى فَرائِضِ دِينِكُمْ ،وَدَليلُكُمْ إلى ما يُنْجِيكُمْ
26 ـ أنَا وَأهْلُ بَيْتي أمانٌ لأهْلِ الأرْضِ كَما أنَّ النُّجُومَ أمانٌ لاِهْلِ السَّماءِ
27 ـ أنَا خَلِيفَةُ رَسُولِ اللّهِ فيكُمْ وَمُقِيمُكُمْ عَلى حُدُودِ دينِكُمْ ، وَداعِيكُمْ إلى جَنَّةِ المَأْوى
28 ـ إنّي لَعَلى بَيِّنَة مِنْ رَبّي ، وَبَصيرَة مِنْ دِيني ، وَيَقين مِنْ أمْرِي
29 ـ إنّي لَعَلى جادَّةِ الحَقِّ ، وَإنَّهُمْ لَعَلى مَزَلَّةِ الباطِلِ
30 ـ إنّي لَعَلى إقامَةِ حُجَجِ اللّهِ أُقاوِلُ ، وَعلى نُصْرَةِ دِينِهِ أُجاهِدُ وَأُقاتِلُ
31 ـ إنّي لأرْفَعُ نَفْسي أنْ تَـكُونَ حاجَةٌ لا يَسَعُها جُودي ، أوْ جَهْلٌ لايَسَعُهُ حِلْمي ، أوْ ذَنْبٌ لايَسَعُهُ عَفْوِي ، أوْ أنْ يَكُونَ زَمانٌ أطْوَلَ مِنْ زَمانِي
32 ـ إنّي كُنْتُ إذا سَئَلْتُ رَسُولَ اللّهِ صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم أعْطانِي ، وَإذا سَكَتُّ عَنْ مَسْألَتِهِ إبْتَدَأَني
33 ـ إنَّما مَثَلي بَيْنَـكُمْ كَالسِّراجِ في ِ الظُّلْمَةِ ، يَسْتَضِيءُ بِها مَنْ وَلَجَها
34 ـ إنّما الأئِمَّةُ قُوّامُ اللّهِ عَلى خَلْقِهِ ، وَعُرَفاؤُهُ عَلى عِبادِهِ ، وَلا يَدْخُلُ الجَنَّةَ إلاّ مَنْ عَرَفَهُمْ وَعَرَفُوهُ ، وَلا يَدْخُلُ النّارَ إلاّ مَنْ أنْكَرَهُمْ وَأنْكَرُوهُ
35 ـ إنَّما المُسْتَحْفَظُونَ لِديْنِ اللّهِ هُمُ الَّذِينَ أقامُوا الدّينَ ، وَنَصَرُوهُ ، وَحاطُوهُ مِنْ جَمِيعِ جَوانِبِهِ ، وَحَفِظُوهُ على عِبادِ اللّهِ وَرَعَوْهُ
36 ـ ( في ذِكْرِ رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ) بَلَّغَ عَنْ رَبِّهِ مُعْذِراً ، وَنَصَحَ لاُِمَّتِهِ مُنْذِراً ، وَدَعا إلَى الجَنَّةِ مُبَشِّراً
37 ـ بِنَا اهْتَدَيْتُمْ ( في ) الظُّلَماءِ ، وَبِنا تَسَنَّمْتُمُ العَلْياءَ ، وَبِنَا انْفَجَرْتُمْ عَنِ السِّرارِ
38 ـ بِنا فَتَحَ اللّهُ ، وَبِنا يَخْتِمُ ، وَبِنا يَمْحُو ما يَشاءُ ، وَيُثْبِتُ ، وَبِنا يَدْفَعُ اللّهُ الزَّمانَ الكَلِبَ ، وَبِنا يُنَزِّلُ اللّهُ الْغَيْثَ فَلا يَغُرَنَّكُمْ بِاللّهِ الْغَرُورِ
39 ـ خالِطُوا النّاسَ بِما يَعْرِفُونَ ، وَدَعُوهُمْ مِمّا يُنْكِرُونَ ، وَلاتُحَمِّلُوهُمْ عَلى أنْفُسِكُمْ وَعَلَيْنا ، فَإنَّ أمْرَنا صَعْبٌ مُسْتَصْعَبٌ
40 ـ وَقالَ ـ عَلَيهِ السّلامُ ـ في ذِكْرِ رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم : خَرَجَ مِنَ الدُّنْيا خَمِيصاً ، وَوَرَدَ الآخِرَةَ سَلِيماً ، لَمْ يَضَعْ حَجَراً عَلى حَجَر حَتّى مَضى لِسَبِيلِهِ وَأجابَ داعِيَ رَبِّهِ
41 ـ داع دَعا ، وَراع رَعا ، فَاسْتَجيبُوا لِلدَّاعي ، وَاتَّبِعُوا الرّاعي
42 ـ سَـلُوني قَبْلَ أنْ تَفْقِدُوني ، فَإنّي بِطُرُقِ السَّماءِ أخْبَرُ ( أعْلَمُ ) مِنْكُمْ بِطُرُقِ الأرْضِ
43 ـ سَلُوني قَبْلَ أنْ تَفْقِدُوني ، فَوَ اللّهِ ما في القُرآنِ آيَةٌ إلاّ وَأنَا أعْلَمُ فِيمَنْ نَزَلَتْ ، وَأيْنَ نَزَلَتْ ، في سَهْْل أوْ في جَبَل ، وَإنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْباً عَقُولاً ، وَلِساناً ناطِقاً
44 ـ وَقالََ ـ عَلَيْه السّلامُ ـ في ذِكْرِ رَسُوْلِ اللّهِ صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم : سُنَّتُهُ القَصْدُ ، وَفِعْلُهُ الرُّشْدُ ، وَقَوْلُهُ الْفَصْلُ ، وَحُكْمُهُ الْعَدْلُ ، كَلامُهُ بَيانٌ ، وَصَمْتُهُ أفْصَحُ لِسان
45 ـ صِلُوا الَّذي بَيْنكُمْ وَبَيْنَ اللّهِ تَسْعَدُوا
46 ـ صِلِ الَّذي بَيْنَكَ وَبَيْنَ اللّهِ تَسْعَدْ بِمُنْقَلَبِكَ
47 ـ وقالَ ـ عَلَيْهِ السّلام ـ في ذِكْرِ رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم : طَبِيبٌ دَوّارٌ بِطِبِّهِ ، قَدْ أحْكَمَ مَراهِمَهُ ، وَأحْمى مَواسِمَهُ ، يَضَعُ ذلِكَ حَيْثُ الحاجَةِ إلَيْهِ مِنْ قُلُوبِ عُمْي ، وَآذان صُمّ ، وَاَلْسِنَة بُكْم ، يَتَتَبَّعُ ( مُتَّبِـعٌ ) بِدَوائِهِ مَواضِعَ الغَفْلَةِ ، وَمَواطِنَ الحَيْرَةِ
48 ـ عَلَيْكُمْ بِحُبِّ آلِ نَبِيِّكُمْ ، فَإنَّهُ حَقُّ اللّهِ عَلَيْكُمْ ، وَالمُوجِبُ عَلَى اللّهِ حَقَّكُمْ ، ألا تَرَوْنَ إلى قَوْلِ اللّهِ تَعالى ( قُلْ لا أسْألُكُمْ عَلَيْهِ أجْراً إلاّ المَوَدَّةَ فيِ القُرْبى )
49 ـ عَلَيْكُمْ بِطاعَةِ أئِمَّتِكُمْ ، فَإنَّهُمُ الشُّهَداءُ عَلَيْكُمُ اليَوْمَ ، وَالشُّفَعاءُ لَكُمْ عِنْدَ اللّهِ غَداً
50 ـ عَلَى الإمامِ أنْ يُعَلِّمَ أهْلَ وِلايَتِهِ حُدُودَ الإسْلامِ وَالإيمانِ
51 ـ فَلْيَصْدُقْ رائِدٌ أهْلَهُ ، وَلْيُحْضِرْ عَقْلَهُ ، وَلْيَكُنْ مِنْ أبْناءِ الآخِرَةِ ، فَمِنْها قَدِمَ وَإلَيْها يَنْقَلِبُ
52 ـ قَدْ طَلَعَ طالِعٌ ، وَلَمعَ لامِعٌ ، وَلاحَ لائِحٌ ، وَاعْتَدَلَ مائِلٌ
53 ـ وَقالَ ـ عَلَيْهِ السّلام ـ في ذِكْرِ رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم : قَدْ حَقَّرَ الدُّنيا وَأهْوَنَ بِها وَهَوَّنَها ، وَعَلِمَ أنَّ اللّهَ زَواها عَنْهُ اخْتِياراً ، وَبَسَطَها لِغَيْرِهِ اخْتباراً
54 ـ كُنْتُ إذا سَألْتُ رَسُولَ اللّهِ صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم أعْطاني ، وإذا أمْسَكْتُ ابْتَدَأني
55 ـ لِبُغْضِنا أمْواجٌ مِنْ سَخَطِ اللّهِ سُبْحانَهُ
56 ـ لَقَدْ رَقَعْتُ مِدْرَعَتِي هذِهِ حَتَّى اسْتَحْيَيْتُ مِنْ راقِعِها ، فَقالَ لي قائِلٌ ألا تَنْبِذُها؟ فَقُلتُ لَهُ : أُعْزُبْ عَنِّي ، عَلَى الصَّباحِ يَحْمَدُ القَوْمُ السُّرى
57 ـ لَتَعْطِفَنَّ عَلَيْنا الدُّنيا بَعْدَ شِماسِها عَطْفَ الضَّرُوسِ عَلى وَلَدِها
58 ـ لَقَدْ كُنْتُ وَما أُهَدَّدُ بِالْحَرْبِ ، وَلا أُرَهَّبُ بِالضَّرْبِ
59 ـ لَوْ كُشِفَ الغِطاءُ مَا ازْدَدْتُ يَقِيناً
60 ـ لَوِ اسْتَوَتْ قَدَمايَ مِنْ هذِهِ المَداحِضِ لَغَيَّرْتُ أشْياءً
61 ـ لَوْ كُنّا نَأْتِي ما تَأْتُونَ ( آنَيْتُم ) ، لَما قامَ لِلْدّينِ عَمُودٌ ، وَلا اخْضَـرَّ لِلإيمانِ عُودٌ
62 ـ لَوْ شِئْتُ أنْ أُخْبِرَ كُلَّ رَجُل مِنْكُمْ بِمَخْرَجِهِ وَمَوْلِجِهِ وَجَمِيعَ شَأْنِهِ لَفَعَلْتُ ، لكِنّي أخافُ أنْ تَـكْفُرُوا فِيَّ بِرَسُولِ اللّهِ صَلَواتُ اللّهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ ، إلاّ أنّي مُفْضِيهِ إلَى الخاصَّةِ مِمَّنْ يُؤْمَنُ ذلِكَ مِنْهُ ، وَالَّذي بَعَثَهُ بِالحَقِّ وَاصْطَفاهُ عَلَى الخَلْقِ ما أنْطِقُ إلاّ صادِقاً ، وَلَقَدْ عَهَدَ إلَيَّ بِذلِكَ كُلِّهِ ، وَبِمَهْلِكِ مَنْ يَهْلِكُ ، وَِمَنْجا مَنْ يَنْجُو ( وَمَ آلِ هذا الأمْرِ ) وَما أبْقى شَيْئاً يَمُرُّ عَلى رَأسي إلاّ أفْرَغَهُ في أُذُنَيّوَ أفضى بِهِ إلَيَّ
63 ـ لَنا حَقٌّ إنْ أُعْطِيناهُ ، وَإلاّ رَكِبْنا أعْجازَ الإبِلِ وَإنْ طالَ السُّرى
64 ـ لَنا عَلَى النّاسِ حَقُّ الطّاعَةِ وَالوِلايـةِ ، وَلَهُمْ مِنَ اللّهِ سُبْحانَهُ حُسْنُ الجَزاءِ
65 ـ مَنْ تَمَسَّكَ بِنا لَحِقَ
66 ـ مَنْ تَخَلَّفَ عَنّا مُحِقَ
67 ـ مَنِ اتَّبَعَ أمْرَنا سَبَقَ
68 ـ مَنْ رَكِبَ غَيْرَ سَفينَتِنا غَرِقَ
69 ـ هُمْ مَوْضِعُ سِـرِّ رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ، وَحُماةُ أمْرِهِ ، وَعَيْبَةُ عِلْمِهِ ، وَمَوْئِلُ حُكْمِهِ ، وَكُهُوفُ كُتُبِهِ ، وَجِبالُ دينِهِ
70 ـ هُمْ كَرائِمُ الإيمانِ ، وَكُنُوزُ الرَّحْمنِ ، إنْ قالُوا صَدَقُوا ، وَإنْ صَمَتُوا لَمْيُسْبَقُوا
71 ـ هُمْ كُنُوزُ الإيمانِ ، وَمَعادِنُ الإحْسانِ ، إنْ حَكَمُوا عَدَلُوا ، وَإنْ حاجُّوا خَصَمُوا
72 ـ هُمْ أساسُ الدّينِ ، وَعِمادُ الْيَقينِ ، إلَيْهِمْ يَفِيءُ الغالِي ، وَبِهِمْ يَلْحَقُ التّالِي
73 ـ هُمْ مَصابِيحُ الظُّلَمِ ، وَيَنابِيعُ الحِكَمِ ، وَمَعادِنُ العِلْمِ ، وَمَواطِنُ الحِلْمِ
74 ـ هُمْ عَيْشُ العِلْمِ ، وَمَوْتُ الجَهْلِ ، يُخْبِرُ كُمْ حِلْمُهُمْ ( حُكْمُهُمْ ) عَنْ عِلْمِهِمْ ، وَصَمْتُهُمْ عَنْ مَنْطِقِهِمْ ( وَظاهِرُهُمْ عَنْ باطِنِهِمْ ) ، لا يُخالِفُونَ الحَقَّ ( الدّين ) ، وَلا يَخْتَلِفُونَ فيهِ ، فَهُوَ بَيْنَهُمْ صامِتٌ ناطِقٌ ، وَشاهِدٌ صادِقٌ
75 ـ لاتَزِلُّوا عَنِ الحَقِّ وَأهْلِهِ ، فَإنَّهُ مَنِ اسْتَبْدَلَ بِنا أهْلَ البَيْتِ هَلَكَ ، وَفاتَتْهُ الدُّنْيا وَالآخِرَةِ
76 ـ لاتَخْلُو الأرْضُ مِنْ قائِم لِلّهِ بِحُجَجِهِ ( بِحُجَّة ) ، إمّا ظاهِراً مَشْهُوراً ، وَإمّا باطِناً ( خائِفاً ) مَغْمُوراً ، لِئَلاّ تَبْطُلَ حُجَجُ اللّهِ وَبَيِّناتُهُ
77 ـ لا يُقاسُ بِ آلِ مُحَمَّد صَلَواتُ اللّهِ عَلَيْهِمْ مِنْ هذِهِ الأُمَّةِ أحَدٌ ، وَلايَسْتَوي ( ولا يُسَوّى ) بِهِمْ مَنْ جَرَتْ نِعْمَتُهُمْ عَلَيْهِ أبَداً
78 ـ يا أيُّها النّاسُ إنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِلّهِ سُبْحانَهُ حُجَّةٌ في أرْضِهِ أوْكَدُ مِنْ نَبِيِّنا مُحَمَّد صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم ، وَلاحِكْمَةٌ أبْلَغُ مِنْ كِتابِهِ القُرآنِ العَظيمِ ، وَلا مَدَحَ اللّهُ تَعالى مِنْكُمْ إلاّ مَنِ اعْتَصَمَ بِحَبْلِهِ ، وَاقْتَدى بِنَبِيِّهِ ، وَإنَّما هَلَكَ مَنْ هَلَكَ عِنْدَ ماعَصاهُ وَخالَفَهُ ، وَاتَّبَعَ هَواهُ ، فَلِذلِكَ يَقُولُ عَزَّ مِنْ قائِل : ( فَلْيَحْذَرِ الَّذينَ يُخالِفُونَ عَنْ أمْرِهِ أنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أوْ يُصِيبَهُمْ عَذابٌ أليمٌ )
79 ـ ناظِرُ قَلْبِ اللَّبِيبِ بِهِ يُبْصِرُ رُشْدَهُ ( أمَدَهُ ) ، وَيَعْرِفُ غَوْرَهُ وَنَجْدَهُ
80 ـ نَحْنُ دُعاةُ الحَقِّ ، وَأئِمَّةُ الخَلْقِ ، وَاَلْسِنَةُ الصِّدْقِ ، مَنْ أطاعَنا مَلَكَ ،وَمَنْ عَصانا هَلَكَ
81 ـ وَاللّهِ ما كُنْتُ وَشْمَةً ، وَلاكَذَبْتُ كِذْبَةً
82 ـ وَاللّهِ ما فَجَعَنِي مِنَ الْمَوْتِ وارِدٌ كَرِهْتُهُ ، وَلاطالِعٌ أنْكَرْتُهُ ، وَما كُنْتُ إلاّ كَغارِب ( كَقارِب ) وَرَدَ ، أوْ طالِب وَجَدَ
83 ـ وَاللّهِ لأنْ أبيتَ عَلى حَسَكِ السَّعْدانِ مُسَهَّداً ، وَأُجَرَّ فِي الأغْلالِ مُصَفَّداً ، أحَبُّ إلَيَّ مِنْ أنْ ألْقَي اللّهَ وَرَسُولَهُ ظالِماً لِبَعْضِ العِبادِ ، أوْ غاصِباً لِشَيْء مِنَ الحُطامِ ، وكَيْفَ أظْلِمُ لِنَفْس يُسْرِعُ إلَى الْبِلى قُفُولُها ، وَيَطُولُ فِي الثَّرى حُلُولُها
84 ـ وَلَقَدْ عَلِمَ المُسْتَحْفِظُونَ مِنْ أصْحابِ رَسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عليه وآله وسلَّم إنَّنِي لَمْ أرُدَّ عَلَى اللّهِ سُبْحانَهُ وَلاعَلى رَسُولِهِ ساعَةً قَطُّ ، وَلَقَدْ واسَيْتُهُ بِنَفْسِي فيِ المَواطِنِ الَّتي تَنْكِصُ فيها الأبـطالُ ، وَتَتَـأَخَّرُ عَنْها الأقْدامُ نَجْدَةً ، أكْرَمَنِي اللّهُ بِها ، وَلَقَدْ بَذَلْتُ في طاعَتِهِ صَلَواتُ اللّهِعَلَيْهِ وَآلِهِ جُهْدِي ، وَجاهَدْتُ أعْدائَهُ بِكُلِّ طاقَتِي ، وَوَقَيْتُهُ بِنَفْسِي ، وَلَقَدْ أفْضى إلَيَّ مِنْ عِلْمِهِ بِما لَمْ يُفْضِ بِهِ إلى أحَد غَيْرِي
85 ـ هَجَمَ بِهِمُ الْعِلْمُ عَلى حَقيقَةِ الإيمانِ ( الْبَصيرةِ ) ، وَباشَـرُوا رُوحَ اليَقينِ ، فاَسْتَسْهَلُوا ( فَاسْتَلانُوا ) ، مَا اسْتَوْعَرَ المُتْرَفُونَ ، وَأنِسُوا بِمَا اسْتَوْحَشَ مِنْهُ الجاهِلُونَ ، وَصَحِبُوا الدُّنيا بِأبْدان أرْواحُها مُعَلَّقَةٌ بِالمَحَلِّ الأعْلى ، أُولئِكَ خُلَفاءُ اللّهِ فِي أرْضِهِ وَالدُّعاةُ إلى دينِهِ آه آه شَوْقاً إلى رُؤْيَتِهِمْ
86 ـ هُمْ دَعائِمُ الإسْلامِ ، وَوَلائِجُ الإعْتِصامِ ، بِهِمْ عادَ الحَقُّ في نِصابِهِ وَانْزاحَ الباطِلُ عَنْ مُقامِهِ ، وَانْقَطَعَ لِسانُهُ مِنْ مَنْبَتِهِ ، عَقَلُوا الدِّينَ عَقْلَ وِعايَة ، وَرِعايَة ، لاعَقْلَ سـماع وَرِوايَة / 10062.
87 ـ وَإنّا لأُمَراءُ الكَلامِ فيِنا تَشَبَّثَتْ ( وَفينا تَنَشَّبَتْ عُرُوقُهُ ) فُرُوعُهُ وَعَلَيْنا تَهَدَّلَتْ أغْصانُهُ ( غُصُونُهُ )
88 ـ لَنْ تَنْقَطِعَ سِلْسِلَةُ الهَذَيانِ حَتّى يُدْرَكَ الثّارُ مِنَ الزَّمانِ
89 ـ نَحْنُ بابُ حِطَّة ، وَهُوَ بابُ السّلامِ ، مَنْ دَخَلَهُ سَلِمَ وَنَجا ، وَمَنْ تَخَلَّفَ عَنْهُ هَلَكَ
90 ـ نَحْنُ النُّمْرُقَةُ الوُسْطى ، بِها يَلْحَقُ التّالِي ، وَإلَيْها يَرْجِعُ الغالِي
91 ـ نَحْنُ أُمَناءُ اللّهِ عَلى عِبادِهِ ، وَمُقِيمُوا الْحَقِّ في بِلادِهِ ، بِنا يَنْجُو المُوالِي ، وَبِنا يَهْلِكُ المُعادِي
92 ـ نَحْنُ شَجَرَةُ النُّبُوَّةِ ، وَمَحَطُّ الرِّسالَةِ ، وَمُخْْتَلَفُ الْمَلائِكَةِ ، وَيَنابيعُ الْحِكَمِ ، وَمَعادِنُ الْعِلْمِ ، ناصِرُنا وَمُحِبُّنا يَنْتَظِرُ الرَّحْمَةَ ، وَعَدُوُّنا وَمُبْغِضِينا يَنْتَظِرُ السَّطْوَةَ
93 ـ نَحْنُ الشِّعارُ وَالأصْحابُ ، وَالسَّدَنَةُ وَالأبوابُ ، وَلا يُؤْتَى البُيُوتُ إلاّ مِنْ أبْوابِها ، وَمَنْ أتاها مِنْ غَيْرِ أبْوابِها كانَ سارِقاً لاتَعْدُوهُ العُقُوبَةُ
94 ـ هَيْهاتَ لَوْلاَ التُّقى لَكُنْتُ أدْهَى العَرَبِ
95 ـ ما أنْكَرْتُ اللّهَ تَعالى مُنْذُ عَرَفْتُهُ
96 ـ ما شَكَكْتُ فِي الحَقِّ مُذْ أُرِيتُهُ
97 ـ ما كَذَبْتُ وَلاكُذِّبْتُ
98 ـ ما ضَلَلْتُ وَلاضُلَّ بِي
99 ـ ما نَزَلَتْ آيَةٌ إلاّ وَقَدْ عَلِمْتُ فيما نَزَلَتْ وَأيْنَ نَزَلَتْ ، في نَهار ، أوْ لَيْل ، في جَبَل ، أوْ سَهْل ، وَإنَّ رَبِّي وَهَبَ لِي قَلْباً عَقُولاً ، وَلِساناً قَؤُولاً
100 ـ نَحْنُ أقَمْنا عَمُودَ الْحَقِّ ، وَهَزَمْنا جُيُوشَ الباطِلِ