بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

أّعْرَضَ ثَوْبُ المِلْبَسِ

أّعْرَضَ ثَوْبُ المِلْبَسِ

وذلك إذا عرضَتِ القَرْفَةُ ‏(‏القَرْفَةُ - بكسر القاف وسكون الراء - التهمة‏)‏

فلم يدر الرجل من يأخذ، ويروى ‏"‏عَرَضَ‏"‏ فمن روى ‏"‏أعرض‏"‏ كان معناه ظهر، كقول عمر‏:‏ وأعْرَضَتِ اليَمَامَةُ واشْمَخَرَّتْ*

ومن روى ‏"‏عَرَضَ‏"‏ كان معناه صار عريضاً، والَمِلْبَسُ‏:‏ المُغَطَّى، وهو المتهم، كأنه قَال‏:‏ ظهر ثوب المتهم، يعني ما هو فيه واشتمل عليه من التهمة، وهذا قريب مِن قولهم ‏"‏أعْرَضَتِ القرْفَةُ‏"‏ وذلك إذا قيل لك‏:‏ من تتهم‏؟‏ فتقول‏:‏ بني فلان، للقبيلة بأسرها، وهذا من قولهم ‏"‏أعرَضْتُ الشَيء‏"‏ جعلته عريضاً

قَال أبو عمرو‏:‏ كان أبو حاضر الأسدي أسيد بن عمرو بن تميم من أجمل الناس وأكملهم منظراً، فرآه عبد الله بن صَفْوَان بن أمية الجُمَحِيُّ يطوف بالبيت، فراعَهُ جماله، فَقَال الغلام له‏:‏ ويْحَكَ أدنِنِي من الرجل، فإني أخاله امرأ من قريش العراق، فأدناه منه، وكان عبد الله أعرج، فَقَال ممن الرجل‏؟‏ فَقَال أبو حاضر‏:‏ أنا امرؤ من نِزَار، فَقَال عبدُ الله ‏(‏‏(‏ أعرض ثَوْبُ الملبس، نزار كثير، أيهم أنت‏؟‏‏)‏‏)‏ قَال‏:‏ امرؤ من مضر، قَال‏:‏ مضر كثير، أيهم أنت‏؟‏ قَال أحد بني عمرو بني تميم ثم أحد بني أسيد بن عمرو، وأنا أبو حاضر، فَقَال ابن صَفْوان‏:‏ أفه لك عُهَيْرَةَ تَيَّاس، والعُهَيْرة‏:‏ تصغير العُهر وهو الزنا‏.‏ قلت‏:‏ لعله أدخل الهاء في عُهَيْرَة للمبالغة، أو إرادة القبيلة، ونصبه على الزم، أو أراد يا عهيرة تياس‏.‏

قَال أبو عمرو‏:‏ وتزعم العربُ أن بني أسد تيَّاسُو العرب، وقَال الفرذدقَ في ‏ أبي حاضر وبعضُهم يرويها لزياد الأعجم، وكان أبو حاضر أحد المشهورين بالزنا‏:‏

أبا حاضِرٍ مَابالُ بُرْدَيْكَ أصْبَحَا * على ابنة فَرُّوج ردّاءً ومَئْزَرَا

أبا حاضَرٍ من يَزْنِ يَظْهَرْ زِنَاؤُهُ * ومَنْ يَشْرَبْ الصَّهْبَاء يُصْبِحُ مُسْكِرَا

وبنت فروج اسمها حمامة، وكان أبو حاضر يُتَّهم بها‏.‏

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر