أَوْفَى مَنْ خُمَاعَةَ
أَوْفَى مَنْ خُمَاعَةَ
كان من وفائه أن مَرْوَان القَرَظِ بن زنباع غزا بكر بن وائل، فَقَصُّوا أثرَ جيشِه، فأسره رجل منهم وهو لاَ يعرفه، فأتى به أمه، فلما دخل عليها قَالَت له أمه: إنك لتَخْتَالُ بأسيرك كأنك جئت بمَرْوان القرظ فَقَالَ لها مروان: وما تَرْتَجِينَ من مروان؟ قَالَت: عظم فدائه، قَالَ: وكم ترتجين من فِدَائِه؟ قَالَت: مائة بعير، قَالَ مروان: ذاك لك على أن تؤديني إلى خَمَاعَةَ بنت عَوْف بن مُحَلَم، وكان السبب في ذلك أن لَيْثَ بن مالك المسمى بالمنزوف ضَرِطاً لما مات أخذت بنو عَبْس فرسَه وسَلَبه ثم مالوا إلى خِبَائه فأخذوا أهلَه وسلَبوا امرأته خُمَاعَةَ بنت عَوْف بن مُحَلم، وكان الذي أصابها عَمْرو ابن قاربٍ وذُؤَاب بن أسماء، فسألها مروان القرظ: مَنْ أنتِ؟ فَقَالَت: أنا خُمَاعة بنت عَوف بن مُحَلم فانتزعها من عمرو وذُؤَاب لأنه كان رئيسَ القوم، وقَالَ لها: غَطَّي وجْهَك، والله لاَ ينظر إليه عربي حتى أردك إلى أبيك، ووقع بينه وبين بني عبس شر بسببها، ويُقال: إن مروان قَالَ لعمرو وذؤاب: حَكِّماني في خُماعة، قَالاَ: قد حكَّمناك يا أبا صهبان، قَالَ: فإني اشتريتها منكما بمائة من الإبل، وضمَّها إلى أهله، حتى إذا دخل الشهر الحرام أحسن كُسْوَتها وأخْدَمها وأكرمها وحَمَلَها إلى عُكاظ، فلما انتهى بها إلى منازل بني شيبان قَالَ لها: هل تعرفين منازل قومك ومنزل أبيك؟ فَقَالَت: هذه منازل قومي وهذه قُبَّةُ أبي، قَالَ: فانطلقي إلى أبيك، فانطلقت فخبرت بصنيع مروان، فَقَالَ مروان فيما كان بينه وبين قومه في أمر خُمَاعة ورَدَّها إلى أبيها:
رَدَدْتُ عَلَى عَوْفٍ خُمَاعَةَ بَعْدَ مَا * خَلاَها ذُؤَابٌ غَيْرَ خَلْوَةِ خَاطِبِ
وَلَوْ غَيرُها كَانَتْ سَبِيَّةَ رُمْحِهِ * لَجَاء بِهَا مَقْرُونةً بِالذَّوَائِبِ
وَلكِنَّهُ ألقَى عَلَيْهَا حِجَابَهُ * رَجَاء الثَّوَابِ أوْ حِذَارَ العَوَاقِبِ
فَدَافَعْتُ عَنْهَا نَاشِباً وَقَبِيلَهُ * وَفَارِسَ يَعْبُوبٍ وَعَمْرَو بنْ قَارِبِ
فَفَاديْتُها لمَّا تبَيَّنَ نصفها * بِكُومِ المتَالَي وَالعِشَارِ الضَّوَارِبِ
صُهَابِيَّةٍ حُمْرِ العَثَانِينِ وَالذَُرى * مَهَارِيسَ أمثالِ الصُّخُورِ مصاعِبِ
كان من وفائه أن مَرْوَان القَرَظِ بن زنباع غزا بكر بن وائل، فَقَصُّوا أثرَ جيشِه، فأسره رجل منهم وهو لاَ يعرفه، فأتى به أمه، فلما دخل عليها قَالَت له أمه: إنك لتَخْتَالُ بأسيرك كأنك جئت بمَرْوان القرظ فَقَالَ لها مروان: وما تَرْتَجِينَ من مروان؟ قَالَت: عظم فدائه، قَالَ: وكم ترتجين من فِدَائِه؟ قَالَت: مائة بعير، قَالَ مروان: ذاك لك على أن تؤديني إلى خَمَاعَةَ بنت عَوْف بن مُحَلَم، وكان السبب في ذلك أن لَيْثَ بن مالك المسمى بالمنزوف ضَرِطاً لما مات أخذت بنو عَبْس فرسَه وسَلَبه ثم مالوا إلى خِبَائه فأخذوا أهلَه وسلَبوا امرأته خُمَاعَةَ بنت عَوْف بن مُحَلم، وكان الذي أصابها عَمْرو ابن قاربٍ وذُؤَاب بن أسماء، فسألها مروان القرظ: مَنْ أنتِ؟ فَقَالَت: أنا خُمَاعة بنت عَوف بن مُحَلم فانتزعها من عمرو وذُؤَاب لأنه كان رئيسَ القوم، وقَالَ لها: غَطَّي وجْهَك، والله لاَ ينظر إليه عربي حتى أردك إلى أبيك، ووقع بينه وبين بني عبس شر بسببها، ويُقال: إن مروان قَالَ لعمرو وذؤاب: حَكِّماني في خُماعة، قَالاَ: قد حكَّمناك يا أبا صهبان، قَالَ: فإني اشتريتها منكما بمائة من الإبل، وضمَّها إلى أهله، حتى إذا دخل الشهر الحرام أحسن كُسْوَتها وأخْدَمها وأكرمها وحَمَلَها إلى عُكاظ، فلما انتهى بها إلى منازل بني شيبان قَالَ لها: هل تعرفين منازل قومك ومنزل أبيك؟ فَقَالَت: هذه منازل قومي وهذه قُبَّةُ أبي، قَالَ: فانطلقي إلى أبيك، فانطلقت فخبرت بصنيع مروان، فَقَالَ مروان فيما كان بينه وبين قومه في أمر خُمَاعة ورَدَّها إلى أبيها:
رَدَدْتُ عَلَى عَوْفٍ خُمَاعَةَ بَعْدَ مَا * خَلاَها ذُؤَابٌ غَيْرَ خَلْوَةِ خَاطِبِ
وَلَوْ غَيرُها كَانَتْ سَبِيَّةَ رُمْحِهِ * لَجَاء بِهَا مَقْرُونةً بِالذَّوَائِبِ
وَلكِنَّهُ ألقَى عَلَيْهَا حِجَابَهُ * رَجَاء الثَّوَابِ أوْ حِذَارَ العَوَاقِبِ
فَدَافَعْتُ عَنْهَا نَاشِباً وَقَبِيلَهُ * وَفَارِسَ يَعْبُوبٍ وَعَمْرَو بنْ قَارِبِ
فَفَاديْتُها لمَّا تبَيَّنَ نصفها * بِكُومِ المتَالَي وَالعِشَارِ الضَّوَارِبِ
صُهَابِيَّةٍ حُمْرِ العَثَانِينِ وَالذَُرى * مَهَارِيسَ أمثالِ الصُّخُورِ مصاعِبِ