بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

لاَ أُحِبُّ تَخْدِيشَ وَجْهِ الصّاحب

لاَ أُحِبُّ تَخْدِيشَ وَجْهِ الصّاحب

قَالَ يونس‏:‏ تزعم العربُ أن الثعلبَ رأي حَجَرا أبيض بين لِصْبَيْن ‏(‏اللصبان‏:‏ معنى لصب - بكسر اللام وسكون الصاد - وهو الشعب الصغير في الجبل‏)‏

فأراد أن يَغْتَالَ به الأَسد، فأتاه ذاتَ يوم فَقَالَ‏:‏ يا أبا الحارث، الغنيمة الباردة، شحمة رأيتها بينِ لصْبَين، فكرهت أن أدنو منها، وأحببت أن تولى ذلك أنت، فهلم لأريكها، قَالَ‏:‏ فانطَلَقَ به حتى قام به عليه، فَقَالَ‏:‏ دونَكَ يا أبا الحارث، فذهب الأَسد ليدخل فضاق به المكان، فَقَالَ له الثعلب‏:‏ اردُسْ برأسك، أي ادفَعْ برأسك، قَالَ‏:‏ فأقبل الأَسد يردس برأسه حتى نَشَبَ فلم يقدر أن يتقدم ولاَ أن يتأخر، ثم أقبل الثعلبُ يخورُه، أي يخدش خَوَرَانه ‏(‏الخوران‏:‏ مجرى الروث، ويُقَال‏:‏ طعنه فخاره، إذا أصاب خورانه‏)‏

من قُبُل دُبُره، فَقَالَ الأَسد‏:‏ ما تصْنع يا ثُعَالة‏؟‏ قَالَ‏:‏ أريد لاَستنقذك، قَالَ‏:‏ فمن قبل الرأس إذن، فَقَالَ الثعلب‏:‏ لاَ أحب تخديشَ وجه الصاحب‏.‏

يضرب للرجل يُرِيكَ من نفسه النصيحة ثم يَغْدِر‏.‏

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر