بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

لاَأَكُونُ أَوَّلَ مَنِ التَبَأَ لِبَأهُ

لاَأَكُونُ أَوَّلَ مَنِ التَبَأَ لِبَأهُ

يُقَال‏:‏ ألبَأتِ الشاة ولَدَها، أي أرضعته الِّلبأ، والْتَبَأها وَلَدها‏.‏

وأصل المثل أن حكيم بن مُعًية بن ربيعة الجوع كانت عنده امرَأة من بنى سَليط، وكان حكيم راجزاً، وكان جرير يهجو بنى سليط، فَقَالت بنو سليط لحكيم‏:‏ قَبَحَك الله من صهر قوم، هذا الغلام يقطع أعراضنا - يعنون جريرا - وأنت راجز بنى تميم لا تعينُ أبا زوجك، فخرج حكيم نحوه، وأقبل مع بنى سليط، ودون الموقف الذي به جرير والجماعة نَجْفَة - وهى مارتفع من الأرض كالأكَمة - قَال حكيم‏:‏ فلما وافيتها سمعتُه يقول

لا تَحِسَبَنِّي عَنْ سَلِيطٍ غَافِلاَ * إنْ تَغشَ لَيْلاً بسَليط نازلاَ

لاَ تَلْقَ أفْرَاساً وَلاَ صَوَاهِلاَ * وَلاَ قِرَى لِلْنازِلينَ عَاجِلاَ

لا يتقى حُولاً ولا حَوَامِلاَ * يترك أصْفَانَ الخُصَي جَلاَ جِلاَ

فنكصتُ على عَقِبى، فَقَالت لي بنو سليط‏:‏ أين تريد‏؟‏ فقلت‏:‏ والله لقد جلجل الحصى جلجلةً لا أكون أولَ من التَبَأ لِبَأة فعرفتُ أنه بحر لا يُنكش ولا يُفْثَج، ‏(‏لا ينكش‏:‏ لا ينزف ولا يغيض، ولا يفثج‏:‏ لا ينزح‏)‏

فنكصْتُ وانصرفت عنه، وقلت‏:‏ ايم الله لا جَلْجَلتنى اليوم، فأرسلها مَثَلاً، ومعنى قوله ‏"‏لا أكون أول من التَبَأَ لِبَاه‏"‏ أي لا أعرض نفسى لهجائه ولا أتحكك به‏.‏

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر