أمْسَخُ مِنْ لَحْمِ الحُوَارِ، وأمْلَخُ مِن لَحْمِ الحُوَار
أمْسَخُ مِنْ لَحْمِ الحُوَارِ، وأمْلَخُ مِن لَحْمِ الحُوَار
المسيخ والمليخ: الذي لاَ طَعْم له، قَالَ الأشعر الزَّفَياَن:
تجانَفَ رِضْوَانُ عَنْ ضَيْفِهِ * ألم يأتِ رِضْوَانَ عَنَّي النُّذُرْ
بحَسْبِكَ فِي الْقَوْمِ أن يَعْلَموا * بأنَّكَ فِيهِمْ غَنِيٌّ مُضِرْ
وَقَدْ عَلِمَ المَعْشرُ الطَّارِقُونَ * بأنَّكَ للضيف جُوعٌ وَقُرْ
مَسِخ مَلِيخ كَلَحْمِ الحَوارِ * فَلاَ أنْتَ حُلْو وَلاَ أنتَ مُرْ
كَأََنك ذَاك الذِي فِي الضُّرُو * عِ قُدَّامَ ضَرَّتِهاَ المُنْتَشِرْ
إذا مَا انْتَدَى القومُ لم تأتِهِمْ * كأنَّكَ قد وَلَدَتْكَ الْحُمُرْ
قَالَ حمزة: قوله "تجانف" أي انحرف وتَنَحَّى، والمُضِر: الذي تروح عليه
ضرة من المال وهو المال الكثير الذي تولده من ضرة الضَّرْع، وقوله "كأنك ذاك الذي في الضروع" يعني ثقلاً يكون زائدا في أخلاَف الناقة والشاة، ويُقَال: بل المعنى أن الحالب قبل أن يحلب في العُلبة يستحلب شَخْباً أو شَخبين في الأَرض؛ لأن الخارج في الشَّخْب الأَوَّل والثاني يكون ماء أصفر تزعم العرب أنه داء وسم، فمن ذهب إلى هذا التفسير رواه "قدام درتها" ومن إلى التفسير الأَوَّل رواه "قدام ضرتها"
قَالَ: وكان من حديث رضوان أنه كان مُكْثِراً بخيلاً، فنزل به ضيف، فأساء قِرَاه، فسأله الضيفُ عن اسمه فَقَالَ: أنا أسمى الأشعر الزَّفَيَان، فغدا الضيفُ من عند ذاماًّ له، فنزل على الأشعر الزفيان، فأحسن قِرَاه، فَقَالَ الضيف: إذا أحسن الله جزاك فلاَ أحْسَنَ جزاء الأشعر، فإني بتّ به البارحة فأساء قِرَاى، فَقَالَ: أنا الأشعر الزفيان فَبِمَنْ بِتَّ؟ فوصف له الرجل، وكان ابن عمه، فهجاه، وكلاَهما من بنى أسد.