بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

لاَ عِتَابَ عَلَى الجَنْدَلِ

لاَ عِتَابَ عَلَى الجَنْدَلِ

ذكر بعضُهم أن مَلِكة كانت بسبأ، فأتاها قوم يخطبونها، فَقَالت‏:‏ لِيَصِفْ كلُّ رجلٍ منكم نفسه، ولبَصْدُقْ وليُوجِزْ، لأتقدم إن تقدمت أو أدَعَ إن تركت على عِلْم، فتكلم رجل منهم يُقَال له مُدْرِك فَقَال‏:‏ إن أبي كان في العز الباذخ، والحسَبِ الشامخ، وأنا شرس الخليقة، غيرُ رِعْدِيد عند الحقيقة، قَالت‏:‏ لا عتابَ على الجندل، فأرسلتها مَثَلاً‏.‏

يضرب في الأمر الذي إذا وَقَعَ لا مَرَدَّ له قَال أبو عمرو‏.‏

ثم تكلم آخر منهم يُقَال له ضَبِيسُ بن شرس، فَقَال‏:‏ أنا في مال أثيثٍ، وخُلُق غير خبيث، وحسَب غير عَثيث، وأخذُو النعلَ بالنعل، وأجْزَى القَرْضَ بالقرض، فَقَالت‏:‏ لا يَسُرُّكَ غائبا من لا يسرك شاهدا، فأرسلتها مَثَلاً‏.‏

ثم تكلم آخر منهم يُقَال له شَمَّاس بن عبَّاس، فَقَال‏:‏ أنا شَمَّاس بن عباس، معروف بالنَّدَى والباس، حُسْنُ الخلق في سجيته، والعدل في قضيتي، مالى غير مَحْظُور على القُلِّ والكُثْر، وبابي غيرُ محجوبٍ على العُسْر واليُسْر، قَالت‏:‏ الخير مُتَّبَع والشرُّ محذور، فأرسلتها مَثَلاً‏.‏

ثم قَالت‏:‏ اسمع يا مُدْرِك وأنت يا ضَبيس، لن يستقيم معكما مُعاشرة لعشير حتى يكون فيكما لين عَرِيكة، وأما أنت يا شَمَّاس فقد حَلَلْتَ منى محلَّ الأهزَعِ ‏(‏الهزع‏:‏ آخر ما يبقى من السهام في الكنانة، والكنانة‏:‏ وعاء السهام‏)‏‏.‏ من الكِنَانة والواسطة من القلادة؛ لدَمَاثة خُلُقك وكَرَم طِبَاعك، ثم اسْعَ بِجِدٍّ أودَعْ، فأرسلتها مَثَلاً، وتزوجت شماسا‏.‏

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر