بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

لَوْ وَجَدْتُ إلى ذَلِكَ فَاكَرِشٍ لفَعَلْتُهُ

لَوْ وَجَدْتُ إلى ذَلِكَ فَاكَرِشٍ لفَعَلْتُهُ

أي لو وَجَدْتُ إليه أدنى سبيل‏.‏

قَال الأصمعي‏:‏ نرى أن أصل هذا أن قوماً طَبَخُوا شاة في كرشها، فضاقَ فم الكرش عن بعض العِظَام، فَقَالوا للطباخ، ‏:‏ أدْخِلْهُ، فَقَال‏:‏ لو وجدتُ إلى ذلك فَاكرشٍ لفعلته‏.‏

قَال المدينى‏:‏ خرج النعمان بن ضَمْرَة مع ابن الأشعث، ثم استؤمن له الحجاج فأمنه فلما أتاه قلب له‏:‏ أنعمان‏؟‏ قَال‏:‏ نعم، قَال‏:‏ خرجت مع ابن الأشعث‏؟‏ قَال‏:‏ نعم، قَال‏:‏ فمن أهل الرس والبس والدهمسة والدخمسة والشكوى والنجوى أم من أهل المَحَاشد والمَشَاهد والمَخَاطب والمَوَاقف‏؟‏

قَال‏:‏ بل شر من ذلك إعطاء الفتنة واتباع الضلالة، قَال‏:‏ صدقت، وقَال‏:‏ لو أجد فاكرشٍ إلى دمِكَ لسقيتُه الأرضَ، ثم أقبل الحجاج على أهل الشام فَقَال‏:‏ إن أبا هذا قدمَ علىَّ وأنا محاصِرٌ بن الزبير، فرمى البيت بأحجاره، فحفظت لهذا ما كان من أبيه‏.‏

قلت‏:‏ قوله ‏"‏من أهل الرس‏"‏ أراد من أهل الإصلاح بين القوم، يُقَال‏:‏ رسَسْتُ، إذا أصلحت بين القوم، والبَسُّ‏:‏ الرفق واللين، يُقَال‏:‏ بَسَسْتُ الإبل، إذا سُقْتَهَا سَوْقاً ليناً، وأراد بالدهمسة الدخمسة وهي الختل والخدع، يُقَال‏:‏ دخمَسَ على، إذا لبَّسَ عليك الأمر، ويروى الرهمسة - بالراء - وهى المسارة، وقوله ‏"‏المحاشد‏"‏ أراد المحافل، يُقَال‏:‏ إحتَشَدَ القَوْمُ، إذا اجتمعوا، وأراد بالمخاطب مواضع الخُطَب، وقوله ‏"‏إعطاء الفتنة‏"‏ يريد الإنقياد للفتنة، يُقَال‏:‏ أعطى البَعِيرُ، إذا انقاد بعد استصعاب‏.‏

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر