أَصْبِحْ لَيْلُ
أَصْبِحْ لَيْلُ.
ذكر المفضل بن محمد بن يعلى الضبي أن امرأ القَيْس بن حُجْر الكِنْدِيَّ كان رجلا مفرَّكاً لا تحبه النساء، ولا تكاد امرأة تصبر معه، فتزوج امرأة من طَيِّء فابتنى بها، فأبغضته من تحت ليلتها، وكرهت مكانها معه، فجعلت تقول: يا خَيْرَ الفِتْيَانِ أصْبَحْتَ أصبحت، فيرفع رأسه فينظر فإذا الليل كما هو، فتقول: أصْبَحْ لَيْلُ، فلما أصبح قال لها: قد علمتُ ما صنعتِ الليلَةَ، وقد عرفتُ أن ما صنعتِ كان من كراهية مكاني في نفسك، فما الذي كرهت مني؟ فقالت: ما كرهتُك، فلم يَزَلْ بها حتى قالت: كرهت منك أنك خفيف العَزَلة ثقيل الصدر، سريع الإراقة، بطيء الإفاقة، فلما سمع ذلك منها طَلَّقها، وذهب قولها "أَصْبِحْ ليل" مثلا، قال الأعشى:
وحتى يبيت القوم كالضَّيْفِ لَيْلة * يَقُولُونَ أَصْبِحْ لَيْلُ والليلُ عَاتِمُ
وإنما يقال ذلك في الليلة الشديدة التي يَطُول فيها الشر، ومعنى بيت الأعشى حتى يبيت القوم غيرَ مطمئنين.