كَفَاقِئِ عَيْنِيْهِ عَمْداً
كَفَاقِئِ عَيْنِيْهِ عَمْداً
يضرب لمن أخطَرَ وغَرَّرَ بنفسه
وروى عن عبيد أبي شَفْقَل روايةِ الفرزْدَقَ قَال: أتتنى النَّوَارُ فَقَالت: كَلَّمْ هذا الرجل أن يطلقني، قلت: وما تريدين إلى ذلك؟ قَالت: كلمه، قَال: فأتيت الفرزدق فقلت: يا أبا فِرَاسٍ إن النوار تطلب الطلاق فَقَال: ما تَطِيْبُ نفسي حتى أُشْهِدَ الحسن، (الحسن: هو الحسن البصري) فأتى الحسن، فَقَال: يا أبا سعيدٍ اشْهَدْ أن النوار طالقَ ثلاثا، قَال: قد شهدنا، قَال: فلما صار في بعض الطريق قَال: طلقتك؟ قَالت نعم: قَال كلا، قَالت إذن يخزيك الله عز وجل، يشهد عليك الحسن وحلقته فتُرْجَم، فَقَال:
نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِّي لمَّا * غَدَتْ مِنِّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ
وكانَتْ جَنَّتِي فَخَرَجْتُ منها * كآدَمَ حِيْنَ أخْرَجَهُ الضِّرَارُ
فَكُنْتُ كَفَاقِئٍ عَيْنَيِهْ عَمْدَاً * فأصْبَحَ مَا يُضِئُ لَهُ النَّسهَارُ
وَلَوْ أنِّي مَلكَتُ يَدِي وَقَلْبِي * لَكَانَ عَلَىَّ لِلْقَدَرِ الخِيَارُ
وَمَا طَلَّقْتُها شِبَعاً، ولكِنْ * رَأيْتُ الدَّهْرَ يأخُذُ مَايُعَارُ