بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

كَفَاقِئِ عَيْنِيْهِ عَمْداً

كَفَاقِئِ عَيْنِيْهِ عَمْداً

يضرب لمن أخطَرَ وغَرَّرَ بنفسه

وروى عن عبيد أبي شَفْقَل روايةِ الفرزْدَقَ قَال‏:‏ أتتنى النَّوَارُ فَقَالت‏:‏ كَلَّمْ هذا الرجل أن يطلقني، قلت‏:‏ وما تريدين إلى ذلك‏؟‏ قَالت‏:‏ كلمه، قَال‏:‏ فأتيت الفرزدق فقلت‏:‏ يا أبا فِرَاسٍ إن النوار تطلب الطلاق فَقَال‏:‏ ما تَطِيْبُ نفسي حتى أُشْهِدَ الحسن، ‏(‏الحسن‏:‏ هو الحسن البصري‏)‏ فأتى الحسن، فَقَال‏:‏ يا أبا سعيدٍ اشْهَدْ أن النوار طالقَ ثلاثا، قَال‏:‏ قد شهدنا، قَال‏:‏ فلما صار في بعض الطريق قَال‏:‏ طلقتك‏؟‏ قَالت نعم‏:‏ قَال كلا، قَالت إذن يخزيك الله عز وجل، يشهد عليك الحسن وحلقته فتُرْجَم، فَقَال‏:‏

نَدِمْتُ نَدَامَةَ الكُسَعِّي لمَّا * غَدَتْ مِنِّي مُطَلَّقَةً نَوَارُ

وكانَتْ جَنَّتِي فَخَرَجْتُ منها * كآدَمَ حِيْنَ أخْرَجَهُ الضِّرَارُ

فَكُنْتُ كَفَاقِئٍ عَيْنَيِهْ عَمْدَاً * فأصْبَحَ مَا يُضِئُ لَهُ النَّسهَارُ

وَلَوْ أنِّي مَلكَتُ يَدِي وَقَلْبِي * لَكَانَ عَلَىَّ لِلْقَدَرِ الخِيَارُ

وَمَا طَلَّقْتُها شِبَعاً، ولكِنْ * رَأيْتُ الدَّهْرَ يأخُذُ مَايُعَارُ

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر