بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

رمَاهُ اللّه بالصُّدَامِ وَالأَوْلَقِ وَالْجُذاَمِ‏.‏

رمَاهُ اللّه بالصُّدَامِ وَالأَوْلَقِ وَالْجُذاَمِ‏.‏

الصُّدَام‏:‏ داء يأخذ في رؤوس الدواب قال الجوهري‏:‏ هو الصِّدَام بالكسر، وقال الأزهري‏:‏ بالضم‏.‏ قلت‏:‏ وهذا هو القياس، لأن الأدواء على هذه الصيغة وردت مثل الزُّكَام والسُّعَال والْجُذَام والصُّدَاع والخُرَاع وغيرها، والأوْلَقُ‏:‏ الْجُنُون، وهو فَوْعَل، لأنه يقال ‏"‏رجُلٌ مُؤَوْلَقٌ‏"‏ أي مجنون، قال الشاعر‏:‏ وَمُؤَوْلَقٍ أَنْضَجْتُ كيَّةَ رأسِهِ * فَتَرَكْتُهُ ذَفِراً كرِيح الْجَوْرَبِ

ويجوز أن يكون وزنه أفعل، لأنه يقال‏:‏ أُلِقَ الرجل فهو مألوق، أي جُنَّ فهو مجنون‏.‏ والْجُذَام‏:‏ داء تتقرَّح منه الأعضاء وتتعفَّن، وربما تساقَطُ، نعوذ باللّه منه ومن جميع الأدواء‏.‏

والمثلُ من قول كثير بن المطلب بن أبي وَدَاعة‏.‏

قال الرياشي‏:‏ كتب هشام إلى والي المدينة أن يأخذ الناسَ بسبِّ علي بن أبي طالب رضي اللّه تعالى عنه، فقال كثير‏:‏

لَعَنَ اللّه من يَسُبُّ حُسَيْناً * وأخاه من سُوقَةٍ وإمَامِ

ورَمَي اللّه من يَسُبُّ عليّاً * بصُدَامٍ وَأَوْلَقٍ وَجُذَامِ

طِبْتَ بيتاً وطاب أَهْلُكَ أهْلاً * أَهْلِ بَيْتِ النبي والإسْلاَمِ

رَحْمَةُ اللّه والسَّلاَمُ عليكم * كلَّما قام قائم بسَلاَمِ

يأْمَنُ الطيرُ والظَّباءُ ولا يأ * مَنُ رَهْطُ النبيِّ عند المقامِ

قال‏:‏ فحبسه الوالي، وكتب إلى هشام بما فعل، فكتب إليه هشام يأمره بإطلاقه، وأمر له بعطاء‏.‏

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر