بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

أحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ المُعَارُ‏.‏

أحَقُّ الخَيْلِ بالرَّكْضِ المُعَارُ‏.‏

قالوا‏:‏ المُعَار من العارية، والمعنى لا شَفَقَة لك على العارية، لآنها ليست لك، واحتجوا بالبَيْت الذي قبله، وهو من قول بِشْر ابن أبي خازم يصف الفرسَ‏:‏

كأن حَفِيفَ مَنْخِرِه إذا ما * كَتَمْنَ الرَّبْوَ كِيرٌ مُسْتَعَارُ

وَجَدْنَا في كتاب بني تميم * أحَقُّ الخيلِ بالرَّكْضِ المُعَارُ

قالوا‏:‏ والكِير إذا كان عارية كان أشدَّ لكده، وقال من رد هذا القول‏:‏ المُعَار المُسَمَّنُ، يقال ‏"‏أعَرْتُ الفرَسَ إعارة‏:‏ إذا سَمَّنْته، واحتج بقول الشاعر‏:‏

أعِيُروا خَيْلَكم ثم ارْكُضُوها * أحَقُّ الْخَيْلِ بالركض المُعَارُ

واحتج أيضاً بأن أبا عُبَيدة كان يَزْعُم أن قوله *وجدنا في كتاب بني تميم* ليس‏ لبشر، وإنما هو للطِّرِمَّاح، وكان أبو سعيد الضرير يروى ‏"‏المُغَار‏"‏ بالغين المعجمة - أي المضَمَّر من قولهم ‏"‏أَغَرْتُ الحبْلَ‏"‏ إذا فَتَلْته قلت‏:‏ يجوز أن يكون ‏"‏المعار‏"‏ بالعين المهملة من قولهم ‏"‏عارَ الفَرَسُ يَعيرُ‏"‏ إذا انْفَلتَ وذهب ههنا وههنا، وأعاره صاحبُه إذا حمله على ذلك، فهو يقول‏:‏ أحق الخيل بأن يُرْكَضَ ما كان مُعَارا لأن صاحبَه لم يُشْفق عليه، فغيرُه أحق بأن لا يشفق عليه‏.‏

وقال أبو عبيدة‏:‏ مَنْ جعل المعار من العارية فقد أخطأ‏.‏

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر