رَيَشَ
(رَيَشَ) الرَّاءُ وَالْيَاءُ وَالشِّينُ أَصْلٌ وَاحِدٌ يَدُلُّ عَلَى حُسْنِ الْحَالِ، وَمَا يَكْتَسِبُ الْإِنْسَانُ مِنْ خَيْرٍ. فَالرِّيشُ: الْخَيْرُ. وَالرِّيَاشُ: الْمَالُ. وَرِشْتُ فُلَانًا أَرِيشُهُ رَيْشًا، إِذَا قُمْتَ بِمَصْلَحَةِ حَالِهِ. وَهُوَ قَوْلُهُ:
فَرِشْنِي بِخَيْرٍ طَالَمَا قَدْ بَرَيْتَنِي ... وَخَيْرُ الْمَوَالِي مَنْ يَرِيشُ وَلَا يَبْرِي
وَكَانَ بَعْضُهُمْ يَذْهَبُ إِلَى أَنَّ الرَّائِشَ الَّذِي فِي الْحَدِيثِ فِي " «الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي وَالرَّائِشِ» "، أَنَّهُ الَّذِي يَسْعَى بَيْنَ الرَّاشِي وَالْمُرْتَشِي. وَإِنَّمَا سُمِّيَ رَائِشًا لِلَّذِي ذَكَرْنَاهُ. يُقَالُ رِشْتُ فُلَانًا: أَنَلْتُهُ خَيْرًا. وَهَذَا أَصَحُّ الْقَوْلَيْنِ بِقَوْلِهِ:
فَرِشْنِي بِخَيْرٍ طَالَمَا قَدْ بَرَيْتَنِي
وَقَالَ آخَرُ:
فَرِيشِي مِنْكُمُ وَهَوَايَ فِيكُمْ ... وَإِنْ كَانَتْ زِيَارَتُكُمْ لِمَامَا
وَقَالَ أَيْضًا:
سَأَشْكُرُ إِنْ رَدَدْتَ إِلَيَّ رِيشِي ... وَأَثْبَتَّ الْقَوَادِمَ فِي جَنَاحِي
وَمِنَ الْبَابِ رِيشُ الطَّائِرِ. وَيُقَالُ مِنْهُ رِشْتُ السَّهْمَ أَرِيشُهُ رَيْشًا. وَارْتَاشَ فُلَانٌ، إِذَا حَسُنَتْ حَالُهُ. وَذَكَرُوا أَنَّ الْأَرْيَشَ الْكَثِيرُ شَعْرِ الْأُذُنَيْنِ خَاصَّةً.
فَهَذَا أَصْلُ الْبَابِ. ثُمَّ اشْتُقَّ مِنْهُ، فَقِيلَ لِلرُّمْحِ الْخَوَّارِ: رَاشٌ. وَإِنَّمَا سُمِّيَ بِذَلِكَ لِأَنَّهُ شُبِّهَ فِي ضَعْفِهِ بِالرِّيشِ. وَمِنْهُ نَاقَةٌ رَاشَّةُ الظَّهْرِ، أَيْ ضَعِيفَةٌ.