عَوَضَ
(عَوَضَ) الْعَيْنُ وَالْوَاوُ وَالضَّادُ كَلِمَتَانِ صَحِيحَتَانِ، إِحْدَاهُمَا تَدُلُّ عَلَى بَدَلٍ لِلشَّيْءِ، وَالْأُخْرَى عَلَى زَمَانٍ.
فَالْأُولَى: الْعِوَضُ، وَالْفِعْلُ مِنْهُ الْعَوْضُ، قَالَ الْخَلِيلُ: عَاضَ يَعُوضُ عَوْضًا وَعِيَاضًا، وَالِاسْمُ الْعِوَضُ، وَالْمُسْتَعْمَلُ التَّعْوِيضُ، تَقُولُ: عَوَّضْتُهُ مِنْ هِبَتِهِ خَيْرًا. وَاعْتَاضَنِي فُلَانٌ، إِذَا جَاءَ طَالِبًا لِلْعِوَضِ وَالصِّلَةِ. وَاسْتَعَاضَنِي، إِذَا سَأَلَكَ الْعِوَضَ. وَقَالَ رُؤْبَةُ:
نِعْمَ الْفَتَى وَمَرْغَبُ الْمُعْتَاضِ ... وَاللَّهُ يَجْزِي الْقَرْضَ بِالْإِقْرَاضِ
وَتَقُولُ: اعْتَضْتُ مِمَّا أَعْطَيْتُ فُلَانًا وَعُضْتُ، أَصَبْتُ عِوَضًا. وَقَالَ:
يَا لَيْلَ أَسْقَاكِ الْبُرَيْقُ الْوَامِضُ ... هَلْ لَكِ وَالْعَارِضُ مِنْكِ عَائِضُ
فِي مِائَةٍ يُسْئِرُ مِنْهَا الْقَابِضُ
وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ خَطَبَهَا عَلَى مِائَةٍ مِنَ الْإِبِلِ ثُمَّ قَالَ لَهَا: وَأَنَا آخُذُكِ فَأَنَا عَائِضٌ، قَدْ عُضْتُ، أَيْ صَارَ الْفَضْلُ لِي وَالْعِوَضُ بِأَخْذِيكِ.
وَالْكَلِمَةُ الْأُخْرَى: قَوْلُهُمْ عَوْضُ، وَاخْتُلِفَ فِيهَا، فَقَالَ قَوْمٌ هِيَ كَلِمَةُ قَسَمٍ. وَذُكِرَ عَنِ الْخَلِيلِ أَنَّهُ قَالَ: هُوَ الدَّهْرُ وَالزَّمَانُ. يَقُولُ الرَّجُلُ لِصَاحِبِهِ: عَوْضُ لَا يَكُونُ ذَلِكَ، أَيْ أَبَدًا. ثُمَّ قَالَ الْخَلِيلُ: لَوْ كَانَ عَوْضُ اسْمًا لِلزَّمَانِ لَجَرَى بِالتَّنْوِينِ، وَلَكِنَّهُ حَرْفٌ يُرَادُ بِهَا الْقَسَمُ، كَمَا أَنَّ أَجَلْ وَنَعَمْ وَنَحْوَهُمَا لَمَّا لَمْ يَتَمَكَّنْ حُمِلَ عَلَى غَيْرِ الْإِعْرَابِ. وَقَالَ الْأَعْشَى:
رَضِيعَيْ لِبَانٍ ثَدْيَ أُمٍّ تَقَاسَمَا ... بِأَسْحَمَ دَاجٍ عَوْضُ لَا نَتَفَرَّقُ
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ