بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

دَرَّ

(دَرَّ) الدَّالُ وَالرَّاءُ فِي الْمُضَاعَفِ يَدُلُّ عَلَى أَصْلَيْنِ: أَحَدُهُمَا تَوَلُّدُ شَيْءٍ عَنْ شَيْءٍ، وَالثَّانِي اضْطِرَابٌ فِي شَيْءٍ.


فَالْأَوَّلُ الدَّرُّ دَرُّ اللَّبَنِ. وَالدَّرَّةُ دَرَّةُ السَّحَابِ: صَبُّهُ. وَيُقَالُ سَحَابٌ مِدْرَارٌ. وَمِنْ ذَلِكَ قَوْلُهُمْ: " لِلَّهِ دَرُّهُ "، أَيْ عَمَلُهُ، وَكَأَنَّهُ شُبِّهَ بِالدَّرِّ الَّذِي يَكُونُ مِنْ ذَوَاتِ الدَّرِّ. وَيَقُولُونَ فِي الشَّتْمِ: " لَا دَرَّ دَرُّهُ " أَيْ لَا كَثُرَ خَيْرُهُ. وَمِنَ الْبَابِ: دَرَّتْ حَلُوبَةُ الْمُسْلِمِينَ، أَيْ فَيْئُهُمْ وَخَرَاجُهُمْ. وَلِهَذِهِ السُّوقِ دِرَّةٌ، أَيْ نَفَاقٌ، كَأَنَّهَا قَدْ دَرَّتْ. وَهُوَ خِلَافُ الْغِرَارِ. قَالَ:


أَلَا يَا لَقَوْمِي لَا نَوَارُ نَوَارُ ... وَلِلسُّوقِ مِنْهَا دِرَّةٌ وَغِرَارُ


وَمِنْ هَذَا قَوْلُهُمُ: اسْتَدَرَّتِ الْمِعْزَى اسْتِدْرَارًا، إِذَا أَرَادَتِ الْفَحْلَ، كَأَنَّهَا أَرَادَتْ أَنْ يَدِرَّ لَهَا مَاءُ فَحْلِهَا.


وَأَمَّا الْأَصْلُ الْآخَرُ فَالدَّرِيرُ مِنَ الدَّوَابِّ: الشَّدِيدُ الْعَدْوِ السَّرِيعُهُ. قَالَ:


دَرِيرٌ كَخُذْرُوفِ الْوَلِيدِ أَدَرَّهُ ... تَتَابُعُ كَفَّيْهِ بِخَيْطٍ مُوَصَّلِ
وَالدُّرْدُرُ: مَنَابِتُ أَسْنَانِ الصَّبِيِّ. وَهُوَ مِنْ تَدَرْدَرَتِ اللُّحْمَةُ تَدَرْدُرًا، إِذَا اضْطَرَبَتْ، وَدَرْدَرَ الصَّبِيُّ الشَّيْءَ، إِذَا لَاكَهُ، يُدَرْدِرُهُ.
وَدَرَرُ الرِّيحِ: مَهَبُّهَا. وَدَرَرُ الطَّرِيقِ: قَصْدُهُ ; لِأَنَّهُ لَا يَخْلُو مِنْ جَاءٍ وَذَاهِبٍ. وَالدُّرُّ: كِبَارُ اللُّؤْلُؤِ، سُمِّيَ بِذَلِكَ لِاضْطِرَابٍ يُرَى فِيهِ لِصَفَائِهِ، كَأَنَّهُ مَاءٌ يَضْطَرِبُ. وَلِذَلِكَ قَالَ الْهُذَلِيُّ:


فَجَاءَ بِهَا مَا شِئْتَ مِنْ لَطَمِيَّةٍ ... يَدُومُ الْفُرَاتُ فَوْقَهَا وَيَمُوجُ


يَقُولُ: كَأَنَّ فِيهَا مَاءً يَمُوجُ فِيهَا، لِصَفَائِهَا وَحُسْنِهَا.


وَالْكَوْكَبُ الدُّرِّيُّ: الثَّاقِبُ الْمُضِيءُ. شُبِّهَ بِالدُّرِّ وَنُسِبَ إِلَيْهِ لِبَيَاضِهِ.

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر