بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

خَلَعَ

(خَلَعَ) الْخَاءُ وَاللَّامُ وَالْعَيْنُ أَصْلٌ وَاحِدٌ مُطَّرِدٌ، وَهُوَ مُزَايَلَةُ الشَّيْءِ الَّذِي كَانَ يُشْتَمَلُ بِهِ أَوْ عَلَيْهِ. تَقُولُ: خَلَعْتُ الثَّوْبَ أَخْلَعُهُ خَلْعًا، وَخُلِعَ الْوَالِي يُخْلَعُ خَلْعًا. وَهَذَا لَا يَكَادُ يُقَالُ إِلَّا فِي الدُّونِ يُنْزِلُ مَنْ هُوَ أَعْلَى مِنْهُ، وَإِلَّا فَلَيْسَ يُقَالُ خَلَعَ الْأَمِيرُ وَالِيَهُ عَلَى بَلَدِ كَذَا. أَلَا تَرَى أَنَّهُ إِنَّمَا يُقَالُ عَزَلَهُ. وَيُقَالُ طَلَّقَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ. فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ مِنْ قِبَلِ الْمَرْأَةِ يُقَالُ خَالَعَتْهُ وَقَدِ اخْتَلَعَتْ ; لِأَنَّهَا تَفْتَدِي نَفْسَهَا مِنْهُ بِشَيْءٍ تَبْذُلُهُ لَهُ. وَفِي الْحَدِيثِ: " «الْمُخْتَلِعَاتُ هُنَّ الْمُنَافِقَاتُ» " يَعْنِي اللَّوَاتِي يُخَالِعْنَ أَزْوَاجَهُنَّ مِنْ غَيْرِ أَنْ يُضَارَّهُنَّ الْأَزْوَاجُ. وَالْخَالِعُ: الْبُسْرُ النَّضِيجُ، لِأَنَّهُ يَخْلَعُ قِشْرَهُ مِنْ رُطُوبَتِهِ. كَمَا يُقَالُ فَسَقَتِ الرُّطَبَةُ، إِذَا خَرَجَتْ مِنْ قِشْرِهَا.
وَمِنَ الْبَابِ خَلَعَ السُّنْبُلُ، إِذَا صَارَ لَهُ سَفًا، كَأَنَّهُ خَلَعَهُ فَأَخْرَجَهُ.

وَالْخَلِيعُ: الَّذِي خَلَعَهُ أَهْلُهُ، فَإِنْ جَنَى لَمْ يُطْلَبُوا بِجِنَايَتِهِ، وَإِنْ جُنِيَ عَلَيْهِ لَمْ يَطْلُبُوا بِهِ. وَهُوَ قَوْلُهُ:


وَوَادٍ كَجَوْفِ الْعَيْرِ قَفْرٍ قَطَعْتُهُ ... بِهِ الذِّئْبُ يَعْوِي كَالْخَلِيعِ الْمُعَيَّلِ
وَالْخَلِيعُ: الذِّئْبُ، وَقَدْ خُلِعَ أَيَّ خَلْعٍ! وَيُقَالُ الْخَلِيعُ الصَّائِدُ. وَيُقَالُ: فُلَانٌ يَتَخَلَّعُ فِي مِشْيَتِهِ، أَيْ يَهْتَزُّ، كَأَنَّ أَعْضَاءَهُ تُرِيدُ أَنْ تَتَخَلَّعَ. وَالْخَالِعُ: دَاءٌ يُصِيبُ الْبَعِيرَ. يُقَالُ بِهِ خَالِعٌ، وَهُوَ الَّذِي إِذَا بَرَكَ لَمْ يَقْدِرْ عَلَى أَنْ يَثُورَ. وَذَلِكَ أَنَّهُ كَأَنَّهُ تَخَلَّعَتْ أَعْضَاؤُهُ حَتَّى سَقَطَتْ بِالْأَرْضِ. وَالْخَوْلَعُ. فَزَعٌ يَعْتَرِي الْفُؤَادَ كَالْمَسِّ; وَهُوَ قِيَاسُ الْبَابِ، كَأَنَّ الْفُؤَادَ قَدْ خُلِعَ. وَيُقَالُ قَدْ تَخَالَعَ الْقَوْمُ، إِذَا نَقَضُوا مَا كَانَ بَيْنَهُمْ مِنْ حِلْفٍ.


قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر