حَرَدَ
(حَرَدَ) الْحَاءُ وَالرَّاءُ وَالدَّالُ أُصُولٌ ثَلَاثَةٌ: الْقَصْدُ، وَالْغَضَبُ، وَالتَّنَحِّي.
فَالْأَوَّلُ: الْقَصْدُ. يُقَالُ حَرَدَ حَرْدَهُ، أَيْ قَصَدَ قَصْدَهُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى:
{وَغَدَوْا عَلَى حَرْدٍ قَادِرِينَ} [القلم: 25] . [وَ] قَالَ:
أَقْبَلَ سَيْلٌ جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ... يَحْرُدُ حَرْدَ الْجَنَّةِ الْمُغِلَّهْ
وَمِنْ هَذَا الْبَابِ الْحُرُودُ: مَبَاعِرُ الْإِبِلِ، وَاحِدُهَا حِرْدٌ.
وَالثَّانِي: الْغَضَبُ ; يُقَالُ حَرِدَ الرَّجُلُ غَضِبَ حَرْدًا، بِسُكُونِ الرَّاءِ. قَالَ الطِّرِمَّاحُ:
وَابْنُ سَلْمَى عَلَى حَرْدٍ
وَيُقَالُ أَسَدٌ حَارِدٌ. قَالَ:
لَعَلَّكِ يَوْمًا أَنْ تَرَيْنِي كَأَنَّمَا ... بَنِيَّ حَوَالَيَّ اللُّيُوثُ الْحَوَارِدُ
وَالثَّالِثُ: التَّنَحِّي وَالْعُدُولُ. يُقَالُ نَزَلَ فُلَانٌ حَرِيدًا، أَيْ مُتَنَحِّيًا. وَكَوْكَبٌ حَرِيدٌ. قَالَ جَرِيرٌ:
نَبْنِي عَلَى سَنَنِ الْعَدُوِّ بُيُوتَنَا ... لَا نَسْتَجِيرُ وَلَا نَحِلُّ حَرِيدًا
قَالَ أَبُو زَيْدٍ: الْحَرِيدُ هَاهُنَا: الْمُتَحَوِّلُ عَنْ قَوْمِهِ. وَقَدْ حَرَدَ حُرُودًا. يَقُولُ إِنَّا لَا نَنْزِلُ فِي غَيْرِ قَوْمِنَا مِنْ ضَعْفٍ وَذِلَّةٍ ; لِقُوَّتِنَا وَكَثْرَتِنَا. وَالْمُحَرَّدُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ:
الْمُعَوَّجُ. وَحَارَدَتِ النَّاقَةُ، إِذْ قَلَّ لَبَنُهَا، وَذَلِكَ أَنَّهَا عَدَلَتْ عَمَّا كَانَتْ عَلَيْهِ مِنَ الدَّرِّ. وَكَذَلِكَ حَارَدَتِ السَّنَةُ إِذَا قَلَّ مَطَرُهَا. وَحَبْلٌ مُحَرَّدٌ، إِذَا ضُفِّرَ فَصَارَتْ لَهُ حِرْفَةٌ لِاعْوِجَاجِهِ.