بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 6 سنة
  •  0
  •  0

حَرَّ


(حَرَّ) الْحَاءُ وَالرَّاءُ فِي الْمُضَاعَفِ لَهُ أَصْلَانِ:


فَالْأَوَّلُ مَا خَالَفَ الْعُبُودِيَّةَ وَبَرِئَ مِنَ الْعَيْبِ وَالنَّقْصِ. يُقَالُ هُوَ حُرٌّ بَيِّنُ الْحَرُورِيَّةِ وَالْحُرِّيَّةِ. وَيُقَالُ طِينٌ حُرٌّ: لَا رَمْلَ فِيهِ. وَبَاتَتْ فُلَانَةُ بِلَيْلَةِ حُرَّةٍ، إِذَا لَمْ يَصِلْ إِلَيْهَا بَعْلُهَا فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ ; فَإِنْ تَمَكَّنَ مِنْهَا فَقَدْ بَاتَتْ بِلَيْلَةِ شَيْبَاءَ. قَالَ:


شُمْسٌ مَوَانِعُ كُلِّ لَيْلَةٍ حُرَّةٍ ... يُخْلِفْنَ ظَنَّ الْفَاحِشِ الْمِغْيَارِ


وَحُرُّ الدَّارِ: وَسَطُهَا. وَحُمِلَ عَلَى هَذَا شَيْءٌ كَثِيرٌ، فَقِيلَ لِوَلَدِ الْحَيَّةِ حُرٌّ. قَالَ:


مُنْطَوٍ فِي جَوْفِ نَامُوسِهِ ... كَانْطِوَاءِ الْحُرِّ بَيْنَ السِّلَامْ


وَيُقَالُ لِذَكَرِ الْقَمَارِيِّ سَاقُ حُرٍّ. قَالَ حُمَيْدٌ:


وَمَا هَاجَ هَذَا الشَّوْقَ إِلَّا حَمَامَةٌ ... دَعَتْ سَاقَ حُرٍّ تَرْحَةً وَتَرَنُّمَا


وَامْرَأَةٌ حُرَّةُ الذِّفْرَى، أَيْ حُرَّةُ مَجَالِ الْقُرْطِ. قَالَ:


وَالْقُرْطُ فِي حُرَّةِ الذِّفْرَى مُعَلِّقُهُ ... تَبَاعَدَ الْحَبْلُ مِنْهُ فَهُوَ مُضْطَرِبُ
وَحُرُّ الْبَقْلِ: مَا يُؤْكَلُ غَيْرَ مَطْبُوخٍ. فَأَمَّا قَوْلُ طَرَفَةَ:


لَا يَكُنْ حُبُّكِ دَاءً دَاخِلًا ... لَيْسَ هَذَا مِنْكِ مَاوِيَّ بِحُرْ


فَهُوَ مِنَ الْبَابِ، أَيْ لَيْسَ هَذَا مِنْكِ بِحَسَنٍ وَلَا جَمِيلٍ. وَيُقَالُ حَرَّ الرَّجُلُ يَحَرُّ، مِنَ الْحُرِّيَّةِ.


وَالثَّانِي: خِلَافُ الْبَرْدِ، يُقَالُ هَذَا يَوْمٌ ذُو حَرٍّ، وَيَوْمٌ حَارٌّ. وَالْحَرُورُ: الرِّيحُ الْحَارَّةُ تَكُونُ بِالنَّهَارِ وَاللَّيْلِ. وَمِنْهُ الْحِرَّةُ، وَهُوَ الْعَطَشُ. وَيَقُولُونَ فِي مَثَلٍ: " حِرَّةٌ تَحْتَ قِرَّةٍ.


وَمِنْ هَذَا الْبَابِ: الْحَرِيرُ، وَهُوَ الْمَحْرُورُ الَّذِي تَدَاخَلَهُ غَيْظٌ مِنْ أَمْرٍ نَزَلَ بِهِ. وَامْرَأَةٌ حَرِيرَةٌ. قَالَ:


خَرَجْنَ حَرِيرَاتٍ وَأَبْدَيْنَ مِجْلَدًا ... وَجَالَتْ عَلَيْهِنَّ الْمُكَتَّبَةُ الصُّفْرُ


يُرِيدُ بِالْمُكَتَّبَةِ الصُّفْرِ الْقِدَاحَ.


وَالْحَرَّةُ: أَرْضٌ ذَاتُ حِجَارَةٍ سَوْدَاءَ. وَهُوَ عِنْدِي مِنَ الْبَابِ لِأَنَّهَا كَأَنَّهَا مُحْتَرِقَةٌ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: نَهْشَلُ بْنُ حَرِّيٍّ، بِتَشْدِيدِ الرَّاءِ، كَأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَى
الْحَرِّ. قَالَ الْكِسَائِيُّ: حَرِرْتَ يَا يَوْمُ تَحَرُّ، وَحَرَرْتَ تَحِرُّ، إِذَا اشْتَدَّ حَرُّ النَّهَارِ.

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر