أنبياء - رؤية الأنبياء في المنام
تفسير رؤيا الأنبياء في المنام (أكبر موسوعة تفسير أحلام)
O الإشارات في علم العبارات - خليل بن شاهين الظاهري
قَالَ ابْن سِيرِين: رُؤْيا أولى الْعَزْم من الرُّسُل تدل على الْعِزّ والشرف
ورؤيا الرُّسُل تدل على الظفر والنصر
ورؤيا النَّبِي دين وديانة وَأَدَاء أَمَانه
وَقَالَ الْكرْمَانِي: من رأى النَّبِي فَرحا مَسْرُورا ذَا بشاشة يدل على الْعِزّ والجاه وَالظفر
وَإِن رَآهُ غَضْبَان عبوس الْوَجْه يدل على الشدَّة وَالْعلَّة
وَرُبمَا يجد بعْدهَا فرجا
وَإِن رأى أَنه سمع أَو أَخذ شَيْئا من نَبِي يُصِيب نَصِيبا من علم ذَلِك النَّبِي وَيكون مَسْرُورا
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق: من رأى آدم عَلَيْهِ السَّلَام إِن كَانَ أَهلا يُصِيب السِّيَادَة وَالْولَايَة الْعَظِيمَة لقَوْله تَعَالَى: {اني جَاعل فِي الأَرْض خليفه} وَإِن لم يكن أَهلا لَهُ يَتُوب لقَوْله تَعَالَى: {فَتَابَ عَلَيْهِ وَهدى}
(وَمن رأى) أَنه كلم آدم عَلَيْهِ السَّلَام يحصل لَهُ علم وَمَعْرِفَة لقَوْله تَعَالَى: {وَعلم آدم الْأَسْمَاء كلهَا}
(وَمن رأى) إِنَّه لم يطع آدم عَلَيْهِ السَّلَام يدل على نحوسته وعصيان
وَقيل من رأى آدم فَهُوَ حُصُول خير
وَإِن رأى أَنه ذبح آدم فَإِنَّهُ عَاق لوَالِديهِ أَو معلميه
(وَمن رأى) حَوَّاء يدل على وجدان دولة الدُّنْيَا وازدياد مَال ونعمة وَأَوْلَاد وإصابة مُرَاد يهواه.
(وَمن رأى شَيْئا) يكون عَيْشًا طيبا وَيحصل لَهُ مَال وَأَوْلَاد
وَقيل من رأى شَيْئا فَإِنَّهُ يدل على أَنه وصّى ومقدم على أُمُور عِظَام وانه يُوفي بِالْوَصِيَّةِ ويؤديها حَقًا لِأَن شَيْئا كَانَ وَصِيّا على وَجه الأَرْض
من رأى ادريس يحسن أمره وَيكون عاقبته محموده
وَقيل من رأى ادريس يدل على اجْتِهَاد فِي الْعِبَادَة وان يكون فِيهَا بَصيرًا فَإِن ادريس كَانَ أعدل أهل زَمَانه وأعرفهم بالحكمة
(وَمن رأى) نوحًا يطول عمره وَلَكِن يصادفه من الاعداء ضَرَر وتعب وعاقبة الْأَمر يحصل مُرَاده
وَقيل: من رأى نوحًا يكون لَهُ أَعدَاء وجيران يحسدونه وينجيه الله تَعَالَى من شرهم وينتقم الله مِنْهُم
(وَمن رأى) هودا فَإِن الأعادي تتسلط عَلَيْهِ وَهُوَ يظْهر عَلَيْهِم
وَقيل (وَمن رأى) هودا فَإِنَّهُ يفوز برشد وَخير وينجو قوم من سوء على يَدَيْهِ
(وَمن رأى) لوطا فَإِنَّهُ يتَحَوَّل من مَكَان إِلَى مَكَان وعاقبة أمره تكون محمودة فِي تسهيل اشغاله
وَقيل من رأى لوطا فَإِنَّهُ يكون لَهُ امْرَأَة فاسقة لَا خير فِيهَا فَلْينْظر فِي مصْلحَته مَعهَا
وَإِن كَانَ مِمَّن يعْمل عمل قومه فليتق الله وليتب.
(وَمن رأى) صَالحا فتعبيره فِي إشتقاق اسْمه
وَقيل من رأى إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ يحجّ
وَقيل يصل إِلَيْهِ جور من سُلْطَان ظَالِم
وَقَالَ بَعضهم يُخَالف أَبَوَيْهِ
وَقيل من رأى إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ يرْزق محبَّة الله تَعَالَى وَيذْهب همه وغمه ويصيب خيرا وَدُنْيا وَاسِعَة
(وَمن رأى) إِسْمَاعِيل يَعْلُو قدره وتقضى حَوَائِجه
وَقيل من رأى إِسْمَاعِيل يدل على إِنْسَان صَدُوق أَو يوعده أحد بوعد وَيصدق فِيهِ
(وَمن رأى) إِسْحَاق يحصل لَهُ بِشَارَة وَفتح وغنيمة لقَوْله تَعَالَى: {وبشرناه باسحاق نَبيا من الصَّالِحين}
وَقيل من رأى إِسْحَاق فَإِنَّهُ نجاة من عقوق أَصله
(وَمن رأى) يَعْقُوب فَإِنَّهُ يصل إِلَيْهِ هم وغم من جِهَة الْأَوْلَاد ويفرح بعد ذَلِك
وَقيل من رأى يَعْقُوب فَإِن كَانَ لَهُ غَائِب يَأْتِي بِخَير وَبشَارَة
(وَمن رأى) يُوسُف فَإِنَّهُ يحصل لَهُ من جِهَة أَقَاربه بهتان وَفِي عاقبته يصل إِلَى مرتبَة السُّلْطَان ويعلو قدره ويبلغ مُرَاده
وَقيل من رأى يُوسُف رُبمَا يحصل لَهُ هم من قبل امْرَأَة وعاقبته إِلَى خير وَرُبمَا دلّت رُؤْيَته على بشرى
(وَمن رأى) شعيبا فَإِن النَّاس يقهرونه ثمَّ بعد ذَلِك يظفر على من يَقْهَرهُ
(وَمن رأى) مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام فَإِنَّهُ يَبْتَلِي بالأهل والعيال ثمَّ يَسْتَقِيم حَاله ويظفر لقَوْله تَعَالَى: {وَوَهَبْنَا لَهُ من رَحْمَتنَا أَخَاهُ هَارُون نَبيا}
وَقَالَ بَعضهم: يهْلك فِي هَذِه الديار سُلْطَان ظَالِم
وَقيل من رأى مُوسَى فَإِنَّهُ يدل على أَنه رجل مغلوب ثمَّ يظفر بالنصر على أعدائه ويقهر من يعاديه وَإِن كَانَ فِي بَحر ينجو سالما
وَمن أعطي عَصا مُوسَى فِي مَنَامه فَإِنَّهُ يرْزق علم الكيمياء حَقًا وينجو مِمَّا يخَاف
وَمن أعْطى سيف على يرْزق الشجَاعَة حَقًا
(وَمن رأى) هَارُون يكون خَليفَة أَو رجلا كَبِيرا يُصِيب بلَاء وخصومة وَتَكون عاقبته إِلَى خير. (وَمن رأى) اليسع تيَسّر امْرَهْ العسير
(وَمن رأى) دَاوُد فَإِنَّهُ يحصل لَهُ ضَرَر وضيق صَدره من جِهَة الْعِيَال
وَقيل من رأى دَاوُد يكون خَليفَة فِي أَهله
وَرُبمَا ينَال خيرا وَحكما وملكاً
وَرُبمَا يبتلى بِسَبَب امْرَأَة
وَرُبمَا كَانَ عِنْده شَيْء مدخر فاثر فِيهِ السوس فلينقذه
(وَمن رأى) سُلَيْمَان فَإِنَّهُ يَعْلُو قدره ويصل إِلَى مرتبَة السُّلْطَان ان كَانَ مِمَّن يَلِيق بِهِ ويزداد مَاله وَنعمته
وَقيل نَفاذ أَمر وَحُصُول خير على كل حَال
وَقيل من رأى سُلَيْمَان فَإِنَّهُ يدل على السّفر وَالرُّجُوع مِنْهُ عَن قريب وَرُبمَا ينَال سَلامَة لاشتقاق الِاسْم
(وَمن رأى) زَكَرِيَّا فَإِن الله تَعَالَى يوفقه لفعل الْخيرَات
وَقيل من رأى زَكَرِيَّا فَإِنَّهُ يرْزق ولدا صَالحا
(وَمن رأى) يحيى فَإِنَّهُ يتَجَنَّب عَن اكْتِسَاب الدُّنْيَا وأشغالها وَيكون مَشْغُولًا بأشغال الْآخِرَة
وَقيل من رأى يحيى فَإِنَّهُ يدل على حَيَاة ودولة وبشرى وَخير
(وَمن رأى) الْخضر فَإِنَّهُ يُسَافر سفرا بَعيدا بِالسَّعَةِ والأمان
وَقيل من رأى الْخضر فَإِنَّهُ يحجّ وَيكون عمره طَويلا.
(وَمن رأى) إلْيَاس فَإِنَّهُ يسهل عَلَيْهِ الْأُمُور الصعاب
وَقيل من رأى إلْيَاس فَإِنَّهُ يدل على أَنه يَدْعُو الله تَعَالَى فيستجاب لَهُ
(وَمن رأى) أَيُّوب فَإِنَّهُ يخلص من الْأَمْرَاض والأوجاع وتنصلح أَحْوَاله
وَقيل من رأى أَيُّوب فَإِن كَانَ مَرِيضا أَو عِنْده مَرِيض يحصل لَهُ الشِّفَاء من الله تَعَالَى
(وَمن رأى) يُونُس فَإِنَّهُ يحصل لَهُ الْفرج بعد الشدَّة وَالسُّرُور بعد الثبور وَيخرج من الظُّلُمَات إِلَى النُّور
وَقيل من رأى يُونُس فَإِنَّهُ يخرج من الضّيق إِلَى الفضاء
(وَمن رأى) ذَا الكفل فَإِن كَانَ مِمَّن تلِيق بِهِ الْكفَالَة فَإِنَّهُ يتقلدها وَإِن لم يكن فيؤتمن أَمَانَة
(وَمن رأى) لُقْمَان يرزقه الله تَعَالَى حِكْمَة وسداداً ورأيا صَالحا
(وَمن رأى) ذَا القرنين فَإِنَّهُ يتبع رجلا كَبِيرا ويشفع عِنْده وَتقبل شَفَاعَته وتقضى حَاجته (وَمن رأى) عِيسَى فَإِنَّهُ يحيى أشغاله الْميتَة وَيُقَوِّي الطَّاعَات وَيحصل لَهُ التَّوْفِيق لفعل الْخيرَات
وَقيل من رأى عِيسَى يرْزق الْعِبَادَة والزهد وَالتَّقوى
وَرُبمَا كثرت أَسْفَاره وينجو مِمَّا يخَاف
وَرُبمَا رزق علم الطِّبّ حَتَّى لَا يكون فِي زَمَانه مثله
(وَمن رأى) أمه مَرْيَم فانها آيَة عَظِيمَة تظهر فِي ذَلِك الْموضع
O تعطير الأنام في تعبير المنام - عبد الغني النابلسي
(نبي من الأنبياء) عليهم السلام من رآه في المنام دلت على الولد لإشفاقه عليه من نار الدنيا والآخرة
ويدل على الأستاذ لتأديبه بآدابه وعلى المؤدب لما يعلمه من كتاب الله تعالى
وتدل رؤيته الأنبياء والمرسلين عليهم السلام على الإنذار والبشارة
وإذا رآهم في الصفات اللائقة بهم أو ائتم بهم في الصلاة أو أتباعهم في الطريق أو أطعموه مأكولاً طيباً أو سقوه شيئاً عطراً لذيذاً أو علموه علماً أو أخبروه بخبر فذلك وما أشبهه دليل على حسن متابعته لهم وحفظ سنتهم وبالعكس لو خالفهم في متابعته حتى يتقدم أمامهم أو يرشدهم إلى أضيق الطريق أو يسخر بهم أو يرجمهم أو لا يوافقهم في معروف دل ذلك على بدعته وضلالته
وربما تنكد من جهة ولاة الأمور فإن الأنبياء عليهم السلام رؤيتهم تدل على الملوك لأنهم ملوك الدنيا والآخرة وعلى العلماء لعلمهم بالله تعالى وقربهم منه على ما شرعوه من صلاة وزكاة وتوحيد وعبادة الله تعالى وعلى ولاة الأمور كالحكام والخطباء والأئمة المحتسبين أو المؤدبين لأنهم الداعون إلى الله تعالى
وكل نبي يراه الإنسان في صفة حسنة كان دليلاً على حسن متابعة قومه له أو تجديد أمر صالح يظهر من جهتهم
فإن رؤى النبي في صفة حسنة كان ما يظهر من جهة أمته خيراً وإن كان في صفة غير لائقة كان ما يظهر من أمته تعدياً ومخالفة لما كان يأمرهم به أو يزجرهم عنه
كأمة موسى وهم اليهود
وأمة عيسى وهم النصارى على زعم الفريقين
وإلا فإنهم كلهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقد انقرضت أمة موسى وعيسى عليهما السلام بانتساخ شرعهما بشرعنا اليوم
ومن ادعى النبوة في المنام ظهر منه نبأ على قدره فإن كان أهلاً للملك ملك أو القضاء أو التدريس خصوصاً إن أمر بالمعروف أو نهى عن المنكر وإلا نزلت به آفة من ولى أمر بسبب باطل يدعيه أو بدعة يحدثها
وإن صار في المنام رسولاً أو داعياً إلى الله تعالى فإن أجابه أحد وقبل منه دعواه نال منزلة رفيعة وإلا صار سمساراً أو مؤذناً على قدره ورتبته أو نزلت به آفة مناسبة لمحنة ذلك النبي الذي تسمى باسمه أو تشبه به.
(ومن رأى) نبياً من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام صار في موضع فإنه إن كانوا في حرب ظفروا بعدوهم وإن كانوا في كرب أو قحط فرج الله تعالى عنهم وأصلح بالهم.
(ومن رأى) أنه لبس ثوب نبي من الأنبياء عليهم السلام فإن كان من أهل الرياسة فإنه يصيب سلطاناً وإن كان من طلاب العلم فإنه يبلغ منه إلى درجة عالية وتظهر فضائله وبراهينه.
(ومن رأى) أنه نبي فإنه يموت شهيداً أو يقتر في رزقه ويرزق الصبر والاحتساب على المصائب ويصير بعده إلى الظفر والكفاية.
(من رأى) أنه يعمل بعض أعمال النبيين من العبادة والبر فهو دليل على صحة دينه وحسن يقينه.
(ومن رأى) أنه صار نبياً من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وتصيبه شدائد الدنيا وغمومها بقدر حالة ذلك النبي بين الأنبياء عليهم السلام ثم ينجو بلطف الله تعالى وكرمه ولا يخذل.
(ومن رأى) نبياً من الأنبياء وهو مفلس أو طالب حاجة يسر الله تعالى أمره وقضيت حاجته ببركة ذلك النبي صلى الله عليه وسلم
ورؤية الأنبياء عليهم السلام على ضربين
إما أن يرى نبياً على حاله وهيئته فذلك دليل على صلاح صاحب الرؤيا وعزه وكمال جاهه وظفره ممن عاداه
أو يراه متغير الحال عابس الوجه فذلك يدل على سوء حال الرائي وعلى شدة تصيبه ثم يفرج الله تعالى عنه.
(ومن رأى) أنه قتل نبياً دل على أن يخون في أمانة وينقض العهد.
(ومن رأى) أنه في زمن الأنبياء عليهم السلام فإنه ينال شرفاً ونعمة وسلطاناً إن كان محتملاً لذلك وإلا فإن الشيطان يلعب به
وإن رأى نبياً من الأنبياء عليهم السلام يضربه فإنه يبلغ مناه من أمر آخرته إن كان رجلاً صالحاً شريفاً.
(ومن رأى) إن الأنبياء عليهم السلام يكلمونه أو كلم أحداً منهم فإن كان الكلام خيراً نال منفعة وعزاً وشرفاً وصيتاً بين الناس.
(وَمن رأى) الْمُصْطَفى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَإِنَّهُ يحصل لَهُ الْفرج بعد الْغم وَيقْضى دينه
وَإِن كَانَ مَحْبُوسًا أَو مُقَيّدا فَإِنَّهُ يتَخَلَّص من حَبسه وَقَيده ويأمن من خَوفه
وَإِن كَانَ فِي ضيق وقحط توافرت النِّعْمَة وَالْخَيْر عَلَيْهِ
وَأما إِذا كَانَ غَنِيا فَإِنَّهُ يزْدَاد غنى
وَقَالَ أَبُو هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ: سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول: من رَآنِي فِي الْمَنَام فقد رَآنِي حَقًا فَإِن الشَّيْطَان لَا يتَمَثَّل بِي
وَقيل رُؤْيَته عَلَيْهِ السَّلَام تدل على سَعَادَة العقبى
وَقيل ان كَانَ مَغْلُوبًا ينتصر على أعدائه
وَإِن كَانَ مَرِيضا شفَاه الله تَعَالَى.
(وَمن رأى) أَنه يزور نَبيا من الْأَنْبِيَاء سَوَاء كَانَ حَيا أَو مَيتا فَإِن ذَلِك يؤول على ثَلَاثَة أوجه: الأول ان كَانَ متقياً زَادَت تقواه وَإِن كَانَ عَاصِيا تَابَ الله عَلَيْهِ
وَالثَّانِي يزوره كَمَا رأى أَو حُصُول خير وبركة
وَالثَّالِث دَلِيل أَنه من أهل الْجنَّة وَمن الفائزين
(وَمن رأى) أَنه يسب نَبيا فَإِنَّهُ يطعن فِيمَا أَتَى بِهِ
(وَمن رأى) نَبيا ازْدَادَ طولا أَو عرضا عَمَّا هُوَ فَتكون فِي النَّاس فتْنَة
(وَمن رأى) أحدا مِنْهُم عَلَيْهِم السَّلَام وَهُوَ شيخ كَبِير فَإِنَّهُ يكون رَاحَة لأهل ذَلِك الْمَكَان
(وَمن رأى) أحدا مِنْهُم وَهُوَ فِي صُورَة حَسَنَة فَإِنَّهُ صَلَاح فِي دينه ودنياه
(وَمن رأى) أَن أحدا مِنْهُم ألبسهُ شَيْئا من مَتَاع الدُّنْيَا وَأَعْطَاهُ فَهُوَ حُصُول بركَة وشفاعة يَوْم الْقِيَامَة
(وَمن رأى) أَنه أعْطى أحدا مِنْهُم بِشَيْء من مَتَاع الدُّنْيَا فَإِنَّهُ يهمل سنته وَلَيْسَ ذَلِك بِصَالح إِن أعطَاهُ شَيْئا مِمَّا يسْتَحبّ نَوعه فَإِنَّهُ يفعل الْخيرَات
(وَمن رأى) أَنه نبش قبر أحد من الْأَنْبِيَاء فَإِنَّهُ يتبع سنته
وَإِن وجد من عظمه شَيْئا يكون اتِّبَاعه أبلغ وَحصل مُرَاده من ذَلِك.
(وَمن رأى) أحدا من الْأَنْبِيَاء وَهُوَ يَأْمُرهُ بِمَا يُخَالف الشَّرِيعَة يكون ذَلِك نهيا لَهُ وزجراً وتهديداً لقَوْله عَلَيْهِ السَّلَام: إِذا لم تستح من الله فَاصْنَعْ مَا شِئْت فَإِن ذَلِك لَيْسَ بِأَمْر على فعل وَإِنَّمَا هُوَ تهديد
(وَمن رأى) أحدا من الْأَنْبِيَاء فِيهِ نُقْصَان فَإِنَّهُ يدل على نُقْصَان دين الرَّائِي فليتق الله
(وَمن رأى) أحدا من الْأَنْبِيَاء على غير صُورَة حَسَنَة فَهُوَ قريب من ذَلِك
وَقَالَ جَعْفَر الصَّادِق رَضِي الله عَنهُ: رُؤْيا الْأَنْبِيَاء أَو أحد مِنْهُم يؤول على أحد عشر وَجها: رَحْمَة ونعمة وَعز وعلو قدر ودولة وظفر وسعادة ورياسة وَقُوَّة أهل السّنة وَالْجَمَاعَة وَالْخَيْر فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وراحة لأهل ذَلِك الْمَكَان
وَقَالَ: من رأى أَنه يناقش أحدا من الْأَنْبِيَاء ويجادله وَيرْفَع عَلَيْهِ صَوته فَإِن ذَلِك بِدعَة قد أحدثها فِي الدّين وَالسّنَن
(وَمن رأى) أَنه يقْتله فَلْينْظر فِيمَا يرْوى عَنهُ فليتق الله تَعَالَى ولينته
(وَمن رأى) أَنه يلبس ملبوس الْأَنْبِيَاء فَإِنَّهُ صَالح لدينِهِ ودنياه
(وَمن رأى) أَنه صَار نَبيا فَإِنَّهُ يَمُوت شَهِيدا أَو يرْزق الصَّبْر وَالْعِبَادَة والاحتساب على المصائب
(وَمن رأى) أَنه يفعل بعض أَفعَال النَّبِيين من الْعِبَادَة وَالْبر فَهُوَ دَلِيل على حسن دينه وَصِحَّة يقينه للشَّرْع
وَإِذا رأى مَا لَا يُنَاسب فِيهَا فَهُوَ ضد ذَلِك وَقيل تفريج هم وغم
(وَمن رأى) أحدا مِنْهُم وَفِيه نُقْصَان أَو عيب فَإِنَّهُ قلَّة دين.
رؤية محمد صلى الله عليه وسلم
ورد في الحديث الصحيح عنه أنه قال: "من رآني في المنام فسيراني في اليقظة فإن الشيطان لا يتمثل بي".
وفي رواية: "من رآني فقد رأى الحق".
وفي رواية أنس رضي الله عنه: "من رآني في المنام فلن يدخل النار".
وفي رواية: "لن يدخل النار من رآني في المنام".
وفي رواية: "من رآني في منامه فقد رآني حقاً ولا ينبغي للشيطان أن يتصور بصورتي". وهناك روايات أخر غير هذا وقد اختلف العلماء في معنى الحديث
فقال جماعة محل هذا إذا رآه صلى الله عليه وسلم في صورته التي كان عليها وبالغ بعضهم فقال في صورته التي قبض عليها ومن هؤلاء ابن سيرين رحمه الله تعالى
فإنه صح عنه أنه كان إذا قصت عليه رؤياه قال للرائي صف لي الذي رأيته فإن وصف له صفة لم يعرفها قال لم تره
ويؤيده حديث عاصم بن كليب ولفظه عند الحاكم بسند جيد قلت لابن عباس رضي الله عنهما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فقال صفه لي قال فذكرت الحسن ابن علي فشبهته به فقال رأيته ولا يعارضه خبر من رآني في المنام فقد رآني فإنني أرى في كل صورة لأنه ضعيف
وقال آخرون ولا يشترط ذلك منهم ابن العربي رضي الله تعالى عنه قال ما حاصله رؤيته صلى الله عليه وسلم بصفته المعلومة إدراك للحقيقة وبغيرها إدراك للمثال فإن الصواب أن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام لا تغيرهم الأرض فإدراك الذات الكريمة حقيقة وإدراك الصفات إدراكاً للمثال ومعنى قوله فسيراني تفسير ما رأى لأنه حق وغيب فكأنما رآني أي أنه لو رآني يقظة لطابق ما رآه نوماً فيكون الأول حقاً وحقيقة والثاني حقاً وتمثلاً
هذا إن رآه بصفته المعروفة وإلا فهو مثال
فإن رآه مقبلاً عليه مثلاً فهو خير للرائي وعكسه بعكسه ومنهم القاضي عياض رحمه الله تعالى حيث قال قوله فقد رآني وفقد رأى الحق يحتمل المراد به أن من يراه بصورته المعروفة في حياته كانت رؤياه حقاً
ومن رآه بغير صورته كانت رؤياه تأويلاً وتعقبه النووي رحمه الله تعالى فقال هذا ضعيف بل الصحيح أنه رآه حقيقة سواء كان على صفته المعروفة أو غيرها وأجاب عنه بعض الحفاظ بأن كلام القاضي عياض لا ينافي ذلك بل ظاهر كلامه أنه رآه حقيقة في الحالين لكن في الأول لا تحتاج تلك الرؤيا إلى تعبير وفي الثانية تحتاج إليه ومنهم الباقلاني وغيره فإنهم ألزموا الأولين بأن
من رآه بغير صفته تكون رؤياه أضغاثاً وهو باطل إذ من المعلوم أنه يرى نوماً على حالته اللائقة به مخالفه لحالته في الدنيا ولو تمكن الشيطان من التمثيل بشيء مما كان عليه أو ينسب إليه لعارض عموم قوله فإن الشيطان لا يتمثل بي فالأولى تنزيه رؤياه ورؤيا شيء مما ينسب إليه عن ذلك فإنه أبلغ في الحرمة وأليق بالعصمة كما عصم من الشيطان في اليقظة فالصحيح أن رؤيته في كل حال ليست باطلة ولا أضغاثاً بل هي حق في نفسها وإن رؤي بغير صفته إذ تصور تلك الصورة من قبل الله تعالى فعلم أن الصحيح بل الصواب كما قاله بعضهم أن رؤياه حق على أي حالة فرضت ثم إن كانت بصورته الحقيقية في وقت سواء كان في شبابه أو رجوليته أو كهولته أو آخر عمره لم تحتج إلى تأويل وإلا احتيجت لتعبير يتعلق بالرائي ومن ثم قال بعض علماء التعبير
من رآه شيخاً فهو في غاية سلم
ومن رآه شاباً فهو في غاية حرب
ومن رآه مبتسماً فهو متمسك بسنته
وقال بعضهم من رآه على هيئته وحاله كان دليلاً على صلاح الرائي وكمال جاهه وظفره بمن عاداه
ومن رآه متغير الحال عابساً كان دليلاً على سوء حال الرائي.
وقال ابن أبي حمرة رؤياه في صورة حسنة حسن في دين الرائي ومع شين أو نقص في بعض بدنه خلل في دين الرائي لأنه صلى الله عليه وسلم كالمرأة الصقيلة ينطبع فيها ما يقابلها وإن كانت ذات المرآة على أحسن حال وأكمله وهذه الفائدة الكبرى في رؤيته صلى الله عليه وسلم إذ بها يعرف حال الرائي
ذكر هذا كله ابن حجر الهيثمي رحمه الله تعالى في شرح شمائل الترمذي وكذلك سائر الأنبياء عليهم الصلاة والسلام فإن الشيطان لا يتمثل بالله ولا بآياته ولا بالأنبياء ولا بالملائكة عليهم السلام
فمن رأى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم لم يزل خفيف الحال
وإن كان مهموماً فرج عنه
أو مسجوناً خرج من سجنه
وإذا رأى في مكان حصار أو غلاء فرج عنهم ورخصت أسعارهم
وإن كانوا مظلومين نصروا
أو خائفين آمنوا ورؤيته صلى الله عليه وسلم على ما وردت به السنة من صفاته التي لا يحسن واصف أن يعبر عنها فبشارة للرائي بحسن العاقبة في دينه ودنياه وعلى قدر ذاتك وصفاء مرآتك تنزل لك رؤيته صلى الله عليه وسلم في المنام
فإن رآه مقبلاً عليه أو معلماً له أو مؤتماً به في صلاته أو طريق أو أنه أعطاه شيئاً حسناً أو كساه ملبوساً لائقاً أو وعده أو دعا له بخير فإن كان الرائي أهلاً للملك ملك وكان في زمنه عادلاً حاكماً بالحق يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر
وإن كان عالماً عمل بما علم وإن كان عابداً بلغ منازل أهل الكرامات
وإن كان عاصياً تاب وأناب إلى الله تعالى
وإن كان كافراً اهتدى وربما بلغ قصده من علم أو قراءة أو عمارة باطن مع أميته لقوله تعالى: {فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي} .
وإن كان الرائي خائفاً أمن من ذي سلطان ورزق شفيعاً مقبولاً لأنه صاحب الشفاعة
وإن كان الرائي على بدعة وضلالة فليتق الله في نفسه خصوصاً إن رآه معرضاً عنه
وربما قدمت على الرائي بشارة مفرحة
وتدل رؤيته صلى الله عليه وسلم على إظهار الحجج وصدق المقالة والوفاء بالعهد
وربما نال من بين أهله وأقاربه مبلغاً لم يبلغه أحد منهم
وربما حصلت له منهم العداوة والحسد والبغض
وربما فارق أهله وانتقل من وطنه إلى غيره
وربما أدركه اليتم من أبويه وقد تدل رؤيته صلى الله عليه وسلم على إظهار الكرامات لأن الظبي سلم عليه والبعير قبل قدميه وأسري به إلى السماء وكلمه الذراع وسعت الأشجار إليه وإن كان الرائي من الكحالين الذين يعالجون الأبصار بلغ في صناعته مبلغاً لم يبلغه أحد لأنه صلى الله عليه وسلم رد عين قتادة
وإن كان الرائي في سفره وقد أجهد الناس العطش دل على نزول الغيث وانصباب الرحمة لأنه صلى الله عليه وسلم نبع الماء من بين أصابعه عند عدم الماء
وكذلك إن كان الناس في جهد وقحط دل على الشبع والرخاء والبركة من حيث لا يحتسبون وإن رأته امرأة بلغت رتبة عظيمة وشهرة صالحة وعفة وأمانة في نفسها وصيانة
وربما ابتليت بالضرائر ورزقت نسلاً صالحاً وإن كانت ذات مال أنفقته في طاعة الله تعالى ورؤيته صلى الله عليه وسلم تدل على الصبر على الأذى
وإن رآه يتيم بلغ مبلغاً عظيماً وكذلك وإن كان غريباً
وإن كان الرائي ممن يعالج الأبدان انتفع الناس بطبه
وربما دلت رؤيته على نصر المؤمنين ودمار الكافرين خصوصاً إن كان معه أصحابه
وإن رآه مديون قضى الله دينه
وإن رآه مريض شفاه الله تعالى
وإن رآه من لم يحج حج البيت الحرام
وإن رآه محارب نصره الله تعالى
وإن رآه ممتحن كفاه الله تعالى
وإن رؤي في أرض أجدبت أخصبت إذا كان على هيئته
وإن رآه شاحب اللون مهزولاً أو ناقصاً بعض الجوارح فذلك يدل على وهن الدين في ذلك المكان وظهور البدعة وكذلك إن رأى عليه كسوة رثة
وإن رأى أنه شرب دمه صلى الله عليه وسلم حباً فيه خفية فإنه يستشهد في الجهاد
وإن رأى أنه شربه علانية دل ذلك على نفاقه ودخل في دم أهل بيته وأعان على قتلهم
وإن رآه راكباً فإنه يزور قبره راكباً
وإن رآه راجلاً توجه إلى زيارته راجلاً
وإن رآه قائماً استقام أمره وأمر إمام زمانه
وإن رآه قد مات يموت من نسله رجل شريف.
(ومن رأى) جنازته فإنه يحدث في تلك البقعة مصيبة فظيعة
وإن رأى أنه شيع جنازته حتى قبره فإنه يميل إلى البدعة
إن رأى أنه قد زار قبره أصاب مالاً عظيماً
وإن رأى أنه ابن النبي صلى الله عليه وسلم وليس هو من نسله دلت رؤياه على خلوص إيمانه ويقينه
ورؤيا الرجل الواحد رسول الله صلى الله عليه وسلم في منامه لا يختص ببركته بل يعم جماعة المسلمين
وإن رأى النبي صلى الله عليه وسلم وقد أعطاه شيئاً من متاع الدنيا أو من طعام أو شراب فهو خير يناله بقدر ما أعطاه
وإن كان ما أعطاه رديء الجوهر مثل البطيخ ونحوه فإنه ينجو من أمر عظيم إلا أنه يقع به أي وتعب
وإن رأى أن عضواً من أعضائه صلى الله عليه وسلم عند صاحب الرؤيا قد أحرزه فإنه يدل على بدعة من شرائعه.
(ومن رأى) أنه تحول في صورته صلى الله عليه وسلم أو لبس ثوباً من ثيابه أو دفع له خاتمه أو سيفه
فإن كان طالباً للملك ناله ودانت له الأرض
وإن كان في ذل وهوان أعزه الله
وإن كان طالب علم نال من ذلك مراده
وإن كان فقيراً استغنى أو عزباً تزوج
ومن رآه في مكان خراب فإنه يعمر ببركته
وإن رآه في داخل مكان جالساً فيه فإنه يكون في ذلك المكان آية وعبرة
ومن رآه صلى الله عليه وسلم يؤذن في موضع كثر خصبه وعمارته ورجاله
وإن رآه أقام الصلاة في مكان وصلى فيه اجتمع الأمر المتفرق بالمسلمين
ومن رآه يكتحل فإنه يأمن بصلاح دينه وطلب حديثه
وإن رأته حامل أو رآه بعلها فإن الحمل غلام
ومن رآه حسناً زائد الحسن فإن ذلك زيادة في دين صاحب الرؤيا.
(ومن رأى) لحيته الكريمة سوداء ليس فيها بياضاً فإنه ينال سروراً وخصباً عظيماً
ومن رآه في صورة كهل فإنه يدل على قوة حاله ونصره على أعدائه
وإن رآه صلى الله عليه وسلم أعظم ما يكون فإن الإمام تعظم رياسته وسلطانه
وإن رأى عنقه غليظاً فإن الإمام حافظ لأمانة المسلمين
وإن رأى أن صدره أوسع ما يكون وأحسن فإن الإمام يكون سخياً في عطاء الجند
وإن رأى بطنه خالياً فإن الخزانة خالية لا مال فيها
وإن رأى أصابعه اليمنى مضمومة فإن الإمام لا يعطي الأرزاق وصاحب الرؤيا لا يحج ولا يجاهد ولا ينفق على عياله
وإن رأى يده اليسرى مضمومة فإن الإمام يحبس رزق أجناده وأموال الجهاد والصدقات وصاحب الرؤيا لا يؤدي الزكاة ويمنع السائل
وإن رأى يده مفرجة الأصابع فإن الإمام يعطي الأرزاق وصاحب الرؤيا يحج ويجاهد
وإن رأى يده قابضة أصابعها على كفها انعقدت أمور الإمام وأصابه هم وكذا صاحب الرؤيا.
(ومن رأى) فخذه صلى الله عليه وسلم أعظم وأجمل وأكثر شعراً فإن عشيرته يقوون بالمكثرة والمال
وإن رأى ساقيه طويلين طال عمر الإمام
ومن رآه صلى الله عليه وسلم في عسكر وعليه سلاح وهم يضحكون ويعجبون فإن جيش المسلمين ينهزم في تلك السنة
وإن رآه في عسكر قليل وسلاح غير تام وتظهر عليهم الذلة والخضوع فإن المسلمين ينتصرون على أعدائهم لقوله تعالى: {لقد نصركم الله ببدر وأنتم أذلة} .
(ومن رأى) أنه صلى الله عليه وسلم يمشط رأسه ولحيته فإنه يدل على زوال هم صاحب الرؤيا
وإن رآه في مسجده صلى الله عليه وسلم أو حرمه أو مكانه المعروف فإنه ينال قوة وعزاً
ومن رآه يواخي بين الصحابة فإنه ينال علماً وفقهاً.
(ومن رأى) قبره صلى الله عليه وسلم فإنه يستغني وينال مالاً وإن كان تاجراً ربح في تجارته وإن كان مسجوناً خلص.
(ومن رأى) أنه أبو النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يفسد دينه ويضعف يقينه.
(ومن رأى) أن واحدة من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم أمه زاد إيمانه
فإن رأى أنه يمشي وراء النبي صلى الله عليه وسلم فإنه متبع السنة.
(ومن رأى) النبي صلى الله عليه وسلم ينظر في أمره فإنه يأمره بأداء حقوق امرأته.
(ومن رأى) أنه يأكل مع النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يأمره بأداء زكاة ماله
ومن رآه صلى الله عليه وسلم يأكل وحده فإن صاحب الرؤيا يمنع السائل ولا يتصدق فأمره بالصدقة
وإن رأى النبي صلى الله عليه وسلم بلا نعل فإنه تارك الصلاة مع الجماعة فأمره بالصلاة مع الجماعة
ومن رآه لابساً خفيه فإنه يأمره بالجهاد في سبيل الله تعالى ومن رآه صافحه فإنه متبع سنته.
(ومن رأى) دمه مخلوطاً بدم النبي صلى الله عليه وسلم فإنه يصاهر شريفاً أو يناكح العلماء
وإن رأى النبي صلى الله عليه وسلم يناوله شيئاً من البقول فإنه ينجو من هم
وإن ناوله شيئاً مما يستحب نوعه كالرطب والعسل فإنه يحفظ القرآن وينال العلم بقدر ما ناوله.
(ومن رأى) النبي صلى الله عليه وسلم يخطب فإنه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر.
(ومن رأى) النبي صلى الله عليه وسلم أعطاه شيئاً فإنه ينال علماً ويتبع الحق فإن رده عليه فإنه يدخل في بدعة.
(ومن رأى) النبي صلى الله عليه وسلم في صورة شاب طويل فإنه يكون في الناس فتنة وقتل
وإن رآه هو شيخ كبير فإن الناس في عافية
وإن رآه وهو آدم اللون فإنه يترك الصبأ ويحدث نفسه بالتوبة
وإن رآه أبيض اللون فإنه يتوب إلى الله تعالى ويحسن عمله وتستقيم طريقته
ومن رآه يعاتبه أو يجادله أو يرفع عليه صوته فإن ذلك بدع قد أحدثها في الدين.
(ومن رأى) أنه يقبله فلينظر ماذا يروى عنه فليتثبت في ذلك.
(ومن رأى) أنه مات في موضع من المواضع فإنه تموت السنة في ذلك الموضع.
O جامع تفاسير الأحلام - أبو بكر الإحسائي
وَمن رأى آدم عَلَيْهِ السَّلَام جماله وبهائه ولي ولَايَة إِن كَانَ أَهلا وَإِلَّا نَالَ من كَبِير عزا أَو دلّ على أَنه أذْنب ذَنبا فليتب
فَإِن رأى أَنه كَلمه حصل لَهُ علم وَمَعْرِفَة
وَمن رأى شيت نَالَ نعْمَة وفرحا
وَمن رأى إِدْرِيس نَالَ عزا ودرجة عاليةوَمن رأى نوحًا عمر طَويلا وَأصَاب شدَّة وأذى ويظفر ويرزق أَوْلَادًا من زَوْجَة دينة
وَمن رأى هودا يُسَلط عَلَيْهِ قوم سُفَهَاء جهال وينجو ويفوز برشد وَخير
وَمن رأى صَالحا ناله هم من سُفَهَاء ثمَّ يظفر أَو يكون فِي أمره صَالحا وَفِي قَوْله صَادِقا
وَمن رأى لوطا فَإِنَّهُ يتَحَوَّل من مَكَان إِلَى مَكَان وعاقبة أمره محمودة أَو يكون لَهُ امْرَأَة فاسقة وَإِن كَانَ مِمَّن يعْمل عمل قومه فليتق الله وليتبوَمن رأى إِبْرَاهِيم فَإِنَّهُ يحجّ أَو يرْزق محبَّة الله وَيذْهب همه وغمه
وَقيل يصل إِلَيْهِ جور من سُلْطَان ظَالِم وينصر وَقيل يعق أَبَاهُوَمن رأى إِسْمَاعِيل نَالَ فصاحة ورياسة وَعمر مَسْجِدا أَو يوعده أحد بوعد يصدق فِيهِ
وَمن رأى إِسْحَاق أَصَابَهُ هول ثمَّ ينجو وَيحصل لَهُ بِشَارَة وَفتح وغنيمةوَمن رأى يَعْقُوب رزق همة وأولادا أقوياء أَو يحصل لَهُ هم وغم من جِهَة الْأَوْلَاد ويفرح بعد ذَلِك وَإِن كَانَ لَهُ غَائِب يَأْتِي إِلَيْهِ بِخَير وَبشَارَةوَمن رأى يُوسُف حبس ونال شدَّة ثمَّ نصر وَولي ولَايَة أَو رُبمَا يحصل لَهُ من قبل امْرَأَة وعاقبته إِلَى خير أَو رُبمَا دلّت رُؤْيَته على بشرىوَمن رأى مُوسَى وَهَارُون فَإِنَّهُ يهْلك على يَده جَبَّار وَإِن كَانَ فِي بَحر ينجو سالماوَمن رأى أَيُّوب أَصَابَهُ بلَاء ثمَّ يخلص ويعوض خيرا وَإِن كَانَ مَرِيضا أَو لَهُ مَرِيض حصل لَهُ الشِّفَاء من الله تَعَالَىوَمن رأى يُونُس فَإِنَّهُ يعجل فِي أَمر يُصِيبهُ من حبس وضيق ثمَّ يخلصوَمن رأى دَاوُد ولي ولَايَة وَرُبمَا ابْتُلِيَ بِسَبَب امْرَأَة
وَرُبمَا كَانَ عِنْده شَيْء مدخرا فأثر فِيهِ السوس
وَمن رأى سُلَيْمَان ولي ولَايَة ورزق فقها
وَمن رأى زَكَرِيَّا نَالَ عِنْد كبره ولدا تقيا
وَمن رأى يحيى نَالَ ورعا وتقوى أَو صَار ذَا جاه ودولة وَبشَارَة تَأتيه
وَمن رأى عِيسَى صَار زاهدا عابدا كثير السّفر
وَمن رأى إلْيَاس فَإِن لَهُ دَعْوَة مجابة على أعدائه
وَمن رأى الْخضر فَإِنَّهُ يحجّ وَيكون عمره طَويلا
وَرُبمَا دلّ على خصب بعد غلاء
وَمن رأى لُقْمَان رزق حِكْمَة أَو ولدا صَالحا
وَمن رأى نَبيا من الْأَنْبِيَاء عَلَيْهِم السَّلَام فِي مَوضِع فَإِن كَانَ أَهله فِي حَرْب ظفروا بعدوهم وَإِن كَانُوا فِي كرب أَو قحط فرج الله عَنْهُم
وَمن رأى أَنه يزور نَبيا من الْأَنْبِيَاء حَيا أَو مَيتا فَإِن كَانَ تقيا زَاد فِي تقواه وَإِن كَانَ عَاصِيا تَابَ الله عَلَيْهِ
أَو دلّ على أَنه يزوره كَمَا رأى
أَو دلّ على أَنه من أهل الْجنَّة أَو حصل لَهُ خير وبركة
وَمن رأى أحدا مِنْهُم وَهُوَ فِي صُورَة حَسَنَة حصل لَهُ صَلَاح فِي دينه ودنياه
وَإِن رأى فِيهِ نُقْصَانا وعَلى غير صُورَة حَسَنَة دلّ على نُقْصَان دين الرَّائِي
وَمن رأى أَنه نَبِي من الْأَنْبِيَاء فَإِنَّهُ يَمُوت شَهِيدا ويقتر فِي رزقه ويرزق الصَّبْر على المصائب وَيصير بعد إِلَى الظفر
وَمن رأى ضريح نَبِي من الْأَنْبِيَاء فَهُوَ حُصُول خير وبركة
وَقيل يكون فِي شَفَاعَته وَإِن كَانَ عزبا يتَزَوَّج
وَقَالَ بَعضهم من رأى أَنه يزور ضريح أحد من الْأَنْبِيَاء أَو من الصَّحَابَة أَو من الصَّالِحين فَإِنَّهُ يفرج همه وغمه وتكفر ذنُوبه
رُؤْيَة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم
وَمن رأى النَّبِي
فَإِن كَانَ مهموما ذهب همه
أَو مديونا قضى الله دينه
أَو مَغْلُوبًا نصر
أَو مَحْبُوسًا أطلق
أَو عبدا أعتق
أَو غَائِبا رَجَعَ إِلَى أهل سالما
أَو مُعسرا أغناه الله
أَو مَرِيضا شفا الله
وَإِن رَأَتْهُ حَامِل ولدت ذكرا وَكَذَا
لَو رَآهُ الزَّوْج
وَإِن رثي بِبِلَاد الْكفَّار حدث فِيهَا وباء
وَإِن رَآهُ إِنْسَان غضبانا فَهُوَ مسيء أَو مرتكب للسيئات
وَإِن رَآهُ دفن فِي مَكَان فأهله على غير سنته
وَإِن رَآهُ فِي مَوضِع حَرْب أَو كرب أَو غلاء فَإِن أَهله ينْصرُونَ وَيرْفَع عَنْهُم مَا هم فِيهِ
وَمن رأى أَنه يتبعهُ ويقفو أَثَره فَإِنَّهُ يتبع سنته
وَمن رأى أَنه يُعَاتب النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو يجادله، أَو يرفع عَلَيْهِ صَوته، فَإِن ذَلِك بدعا قد أحدثتها فِي الدّين وَالسّنَن.