كاتب(ة) : عائشة
شهوة الروح. (الجزء الأول)
«هل بي جنون , أم بي مَس ..أم أنه التيه في هواها..؟» هذا ما سمعته يتمتم به, بينه و بين نفسه , فما كان من فضولي سوى أن دفعني بقوة لأصل إلى جانب نفسه, و عانقتها بعنف لطيف و رُحنا – أنا و نفسه- نهضم بعسر ما كان يقوله وهو مستغرقٌ في تفكيره اللذيذ ,أيما استغراق....كان يقول:
« أنا ما كنت يوما أحمقا , و ما كنت يوما ساذجا لتستهويني امرأة حدًا يفوق طاقتي أو يكاد, و تجعلني كما انا الآن.. مُستَعمرا راضياً !ً أنا ما قبلت يوما – كما أنا الآن- أن تعصر امرأة ما تفكيري , و تشربه بشهوة ....امرأة تحتل ليلي و صباحي , و تستعبد صبري و تغتصب مشاعري...
أنا...أنا رجل لم تستطع امرأة أن تزعزع سلطانه , أو تفُصّل ملامحه على مقاسها ..أو تزرع فيه لغة جديدة , و وطناً جديدا..كما فعلت هذه المرأة المختبأة بداخلي ...!
أنا لا أذكر مرّةً ..أنّي كنت رجلا مضطرباً إلاّ في غيابها..و حتّى في حضرتها...أنا ما عشت مع امرأة سواها كما أعيش الآن , كل هذه الحالات..أكون رجلاً و أصير فجأةً زوجا أصونها بشرفي و كبريائي...ثمّ أُصبح طفلاً فأبحث فيها عن مكان أنام فيه بهدوء.... ثمّ أصير في لحظات غالبة ...عاشقا مراهقا تستبد به الغيرة عليها . ..و بعدها أكون أباً, أخيطُ من أُبُوّتي لها ..وشاحا من الخوف عليها...
أنا لم أسكن يوما امرأة, كما أفعل الآن و أنا بداخلها لا أكاد أخرج منها ...و لا أكاد أجزم : هل اختلتني هي أم أنا الذي احْتلَلْتُها..؟ - يتبع-