كاتب(ة) : عبير حسن
عاقب طفلك بلا ضرب
أن تربية الأبناء عملاً شاق، وتحتاج لبذل المجهود من قبل الوالدين بالتساوي، كما أنها بحاجة إلي الفطنة والذكاء للتعامل مع الطفل.
الطفل في المراحل الأولى يكن لك بالمرصاد فألابوين هما المرجع الأول له.. يُقلدهم في كل تصرفاتهم، وحركاتهم، وكلامهم. لذلك قبل أن تقرر إستخدام أحد وسائل العقاب، تأكد انك لست أنت، او أحد الكبار الموجودين بالمنزل -كالعم او الجد مثلاً- مصدر الفعل.
ومن الضروري ايضاً قبل إقاع العقاب علي الطفل التحدث معه فيما فعل ولما فعل، ولا يكون العقاب من أول مرة يصدر فيها الخطأ، أترك أول مرة للتحذير فقط، ثم يأتي دور العقاب أذا تكرر نفس الخطأ مرة أخري.
ولا نتحدث هنا عن الضرب كوسيلة للعقاب، لانه وسيلة غير مجدية سرعان ماتفشل، لان الطفل يعتاد الضرب، اضف الي ذلك ما يسبب الضرب من مخاطر نفسيه، كإنعدام الثقة واهتزاز الشخصية.
أما عن وسائل العقاب التي نتحدث عنها هي كتالي:
● ركن العقاب (رُكن الوحشين):
وهو عبارة عن مكان في المنزل خالي من كل وسائل الترفيه والألعاب الخاصه بالطفل.. تخصصه للعقاب يوضع به كرسي مثلاً، مع ضروره أن يكون قريب منك ولا يكون مظلم. والوقت دقيقة لكل سنة في أول عقاب، واذا تكرر يصبح خمس دقائق لكل سنة.
●صندوق الألعاب:
وهو عبارة عن صندوق توضع به الألعاب ويحرم من اللعب بها لمدة يومين أو ثلاث.. هذه الوسيلة ان كان الخطأ بسبب أحد الألعاب الخاصه به، كأن يرفض أن يشارك أحد إخواته أو ضيوفه في اللعب بها، أو تعمد إصدار الضجيج اثناء اللعب بهذه اللعبة بالتحديد.
●عوضني عن خطأك:
بمعني أن كسر شيئ مثلاً يُقططع جزء من مصروفه، أو أن أحدث فوضة في المكان وجب عليه تنظيمها.. ويمكن أن تستخدم هذه الوسيلة كعقاب علي خطأ أخر ليس بالضرورة كتعويض، بمعني ان أخطأ اتركه يقوم ببعض الأعمال المنزليه المناسبه لسنه.
وهي من أهم وسائل العقاب ليس فقط لأجل الكف عن تكرار الخطأ، لكن مهمه فى تكوين شخصية الطفل في أن يصبح رجلاً يتحمل نتيجة خطأه.
●شجرة الثمار:
هي شجرة تُصنع من الورق المقوي، ثم تعلق في مكان واضح في المنزل وتحمل أسم الطفل، فإذا أصاب توضع له ثمرة -تفاحة مثلاً- وأن أخطأ تقطف ثمرة من شجرته، وفي نهاية الأسبوع يُحتسب من لدية عدد ثمار أكثر ويكافئ بهدية او أن يختار مكان عطلة هذا الأسبوع.. وهي وسيلة رائعة لانها تحفيذ وعقاب في نفس الوقت.
●التجاهل:
هي وسيلة فعاله جداً مع الطفل العنيد، خاصتاً في نوبات غضبه الغير مبرر. يتم تجاهل الطفل تماماً حتي يهدء، ثم تبدء الحديث معه بهدوء لتخبره ان هذا الأسلوب لن يُجدي نفعاً. وأياك ثم أياك عزيزى المربي الأستجابه لمطالب الأبن أن استخدم الغضب والصراخ للضغط، فأن الأمر لن ينتهي كما تظن بل سيتمادي الطفل في استخدام هذه الوسيلة، ليرتفع سقف طلباته ولن تنتهي.
●الحرمان مما يُحب:
تستخدم هذه الوسيلة مع الأطفال الأكبر من ست سنوات وحتي المراهيقين، ويجب الحديث مع طفلك عن سبب ومدة الحرمان، ولا يكون الحرمان لفترات زمنيه طويلة. ومن الضروري تغير الشيئ الذي يحرم منه اذا تكرر الخطأ حتي لا يعتاد علي فقد هذا الشيئ ويصبح العقاب بلا جدوى، مع ذيادة فترة الحرمان.
وفي النهاية وقبل العِقاب إستخدم أسلوب الحوار مع طفلك، ثم الثواب والحرمان منه، وفي الآخير يأتي دور العقاب. وأعلم عزيزي المُربي أن العقاب مجرد وسيله لا غاية.. وإياك ثم إياك ووسائل العقاب التي تُلغي أدميته أو تُاذي إنسانيته أو تقلل من شأنه أمام نفسة والآخرين. فتلك الوسائل تُخرج أنسان مشوة نفسياً، ليُصبح عبئ علي المجتمع بأكمله.
من الخطأ أن تكون لطفلك بالمرصاد وتُعاقب طفلك علي كل كبيره وصغيره. فالتربية تحتاج إلي الذكاء، لتعرف متي تُعاقب ومتي تتغاضي عن الخطأ.
من الطبيعي ان تترك الطفل يُخطأ ليتعلم من خطئه، لكن هذا لا يعني ان يُترك الخطأ دون توجيه.