بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 5 سنة
  •  1
  •  0

كيف سامحت نفسي على أخطائي وجعلت حياتي أكثر سعادة؟

الحياة معقدة، في حين أن كل ما كنت أريده هو أن تكون الحياة أبسط.. لكن لا !

لطالما كانت حياتي معقدة، وفي معظم الأوقات كنت متأكدًا من أنني كنت أعيشها على نحو خاطئ.

في الحقيقة، اعتدت أن ترديد شعار شخصي له مفعول السحر: أنا الأسوأ! لا بدّ أنك سمعت بمصطلح التوكيدات الإيجابية، أليس كذلك؟ حسنًا! كنت أقوم بشيء مُشابه ما عدا أنه كان العكس. البعض يقول "أنا جيد بما فيه الكفاية، أنا ذكي بما فيه الكفاية، ولدي كل ما يتطلبه الأمر." في حين كنت أخاطب نفسي: "أوه، كان علي أن أعرف".

نفدت بطارية هاتفي؟ أنا الأسوأ في شحن الهواتف.

بقع صلصة على قميصي؟ أنا الأسوأ في صنع السباغيتي.

ممم، ما كان اسم هذا الرجل؟ نسيت.. وهذا يجعلني الأسوأ في التذكر.

بدا ليّ الجميع جيدين، في حين كنت شخصًا سيئًا وفوضويًا. كان الجميع أفضل وكنت الأسوأ. بدت ليّ تلك حقيقة مُثبتة علميًا!!

لكن الحياة فقط معقدة، وأن تنتمي للبشر لهو أمرٌ صعب، هذا لا يعني أننا نفعل كل شيء خاطئ، بل هي حال الدنيا. ولوم الذات -على أمرٍ طبيعي- يجعل الأمور أكثر تعقيدًا طوال الوقت.

نعلم جميعًا -على الأقل من الناحية النظرية- كيفية ترتيب الخزائن وإزالة الغبار، ولكن كيف يمكنك تنظيف الفوضى في رأسك وقلبك؟ كيف تتعلم التخلي عن كل الأشياء التي تتحملها والتي لا تساعدك حقًا؟ كيف يمكنك أن تقرر أن الشخص الذي بداخلك - شخصك الحقيقي، الشخص الذي يرزح تحت كل التوقعات والمقارنات- يحق له الظهور في حياتك؟

دعني أروِ لك قصتي، وكيف تعلمت أن أمنح نفسي الأذن بأن أكون على طبيعيتي (دون لوم ذاتي) ﻷعيش في سعادة.

الإذن لإعادة كتابة قصة حياتك:

لدينا جميعا قصص تدور في أذهاننا في مكان ما. في بعض الأحيان تكون مفيدة، لكنها في كثير من الأحيان مجرد فوضى عقلية تبقينا عالقين وسط حالٍ لا نرتضيه ﻷنفسنا.

إذا لم تكن متأكدًا من شكل (قصصك)، فاستمع إلى ما تقوله لنفسك عندما تسوء الأمور أو عندما تنظر إلى المرآة أو فور استيقاظك.. ما الرسائل التي ترسلها لنفسك؟ هل هي مفيدة؟

القصة التي كانت في رأسي، والتي تدعم موقفًا مفاده "أنا الأسوأ" كانت مجحفة وغير مفيدة (بالعكس، كانت تضرّني جدًا). لذا كنت بحاجة إلى استبدال (الحقيقة) بهذه القصة/القصص. لم أكن بحاجة لإقناع نفسي بأنني كنت الأفضل بدلاً من الأسوأ - كنت فقط أريد أن أقول الحقيقة.

الحقيقة هي أنني لست الأسوأ. الحقيقة هي أنني أقوم بما أفعله لسبب وجيه (من وجهة نظري)، وهذا طبيعي.

الآن عندما تتردد في ذهني تلك القصص/المواقف، أعلم -على الفور- أن عليّ التنفس بعمق وقول شيء حقيقي لنفسي.

الإذن للحدّ من التوقعات:

هناك ما يقرب من ترليون شيء نفعله في يومنا العادي: توصيل من نحب بسيارتنا و استيفاء المواعيد النهائية وغسيل الملابس وتحضير العشاء والردّ على رسائل البريد الإلكتروني وحضور الاجتماعات وإجراء المكالمات الهاتفية وإنهاء الأوراق والواجبات المدرسية ﻷطفالنا. ولا تنسَ أن تكون مواطنًا صالحًا وعضوًا فعّالًا في المجتمع، وأن تنشِئ بشرًا شجاعًا وعاطفيًا (إذا كنت تساهم في تنشئة الأطفال) .. أوه! ولا تنسى أن تستجمّ قليلًا.. وترفّه عن نفسك.. يا لها من قائمة طويلة حقًا!

ولكن عندما نتوقف لنسأل أنفسنا عن سبب قيامنا بنصف تلك الأشياء، فإن ما نكتشفه -في بعض الأحيان- هو أننا نقوم بها لأن هذا ما يفعله الجميع في مجتمعنا. نحن لم نختار تلك الأشياء، بعبارة أخرى: ننخرض في هذه النشاطات لأن ذلك متوقع منّا.

وبالتأكيد، يمكننا محاولة أن نكون الشخص الذي يتوقعه العالم أن نكونه إلى الأبد ... ولكن عندما تحاول تلبية توقعات الآخرين بدلاً من توقعاتك، فهذه بداية تعقيد الأمور.

امنح نفسك الإذن بأن تكون من أنت حقًا، وليس من يتوقعه الآخرون منك.

الإذن للتجربة:

اعتدت أن أظن أنه إذا لم أتمكن من أداء المهام بذات الطريقة التي يمكن لأي شخص آخر أدائها، فعليّ أن أتظاهر على الأقل بأنني أعرف ما أفعله. بعبارة أخرى: (Fake it till you make it - ادّعي الأمر حتى تتقنه)، لذا كنت ابتسم وأومئ وأقول نعم لكل شيء يكلفني به الآخرون.. هل يبدو ذلك مألوفًا؟ دعني أخبرك أن ذلك لم يُوصلني للمكان الذي أحلم بالتواجد فيه!

لكن عندما قررت التوقف عن فعل كل ذلك، لم أكن متأكدًا مما سيحدث، كنت أعلم أنني بحاجة إلى التوقف عن محاولة كونيّ الشخص الذي يتوقع الجميع، كنت أعلم أنني بحاجة إلى قول الحقيقة، لكنني لم أكن متأكداً من الشكل الذي سيبدو عليه بالضبط، أو ما الذي سيحدث بعد ذلك.

ما لم أدركه هو: عندما نجري تغييرات في حياتنا، فسنحاول القيام ببعض الأشياء التي لن تنجح. سننسى الخطة التي وضعناها لحياتنا ونضطر إلى التراجع مرة أخرى. قد نسمع أنفسنا نهمس: يا إلهي، أنا حقًا أسوء شخصٍ في العالم. (لا تقلق، لست كذلك). لكن إذا انتظرنا (البداية الجديدة) حتى نمضي في حياتنا على النحو الصحيح، فلن نتخذ الخطوة الأولى أبدًا!

حاول أن تقول (لا) للمهام التي لا تُناسبك. حاول قول (نعم) للمهام التي تُحفزك. حاول قول الحقيقة في المرة القادمة عندما يسألك أحدهم: كيف حالك؟ حاول الاستماع إلى نفسك. حاول اتباع قلبك بدلاً من الانتظار. امنح نفسك إذن للتجربة والخطأ.

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر
هذا المقال لا يعّبر بالضرورة عن رأي شبكة لاناس.