كاتب(ة) : بوطيب عبد الرحمن
محراب الهوى... وجَدّةٌ تبتسم.
«محراب الهوى، وَجَدَّةٌ تبتسم».
1/ شُدّي وثاقي،
كل القيود هي لك.
ما الأسير إلا أنا،
أما لي باسم الهوى من قيدي أَنْفَكّ؟
2/ قد أسرته آلهة البحار...
سندباد غادر الديار،
حبيبته الصغيرة الناهد تنتظر.
أما يعود؟
3/ في حقيبتي القديمة يا جدتي حكايات،
أوراق مصفرة ذابلات...
ورعشة،
أما تنتعش الذكريات؟
4/ وفي الأسفار الثاوية في جوف ماضٍ مضى جاءتنا شظايا من أسطورة،
كان هرقل يحمل صخرة،
غرابٌ ينهش لحمه،
ميدوزا تشتهي عينه...
أما تخجل عصائب طير من نسر على السفح عليل؟
5/ وأنت يا صغيرتي حبيبتي ترقدين في حضن جدتي تظفر لك من الشَّعْر شِعْراً يروي عذابات الحنين...
من ملايين السنين.
أما تنتهي الحكاية؟
6/ نامي صغيرتي حبيبتي، هذي القيود على معصم السندباد البحري آن لها أن تتكسر،
صدرك الناهد بأنفاسي يتعطر،
تلك العيون منك يا صغيرتي، أنا أعلم، هي لا تزال عهدَ الوفاء تتذكر...
وتحلم بالغد، يا أميرتي، فَجْرُهُ يتنفس، شَهْدُهُ رحيقاً حارقاً يتقطّر،
وتبتسم جدتي،
تحضنك...
تلون الخدودَ منك بحناء، بخزامى الجسدُ النوراني منك يتعطّر...
وأحملك في الهودج الموعود،
على جناح اليمامة البيضاء أرسم لك قلبيَ قطرةَ دمٍ حمراءَ...
وجدتي بقطرة الدم الحمراء تفخر...
أنت العذراء،
حلمٌ أنتِ في حناياه، على نغماته أسهر...
أما آن لي يا صغيرتي حبيبتي أن لا أسهر؟
7/ أنا السندباد العباد البلاد،
أنا الأسد الأطلسي على القمم البيض الشامخات أزأر،
أنا الحقول اليانعات بعذب ماء أم الربيع تتلون بالعرعار الزيتونة الخضراء على حلة عرسك يا صغيرتي بهيةً تظهر،
أما آن لعرس الأطلس خيامُهُ أن تُنشَر؟
8/ حبيبتي،
صغيرتي،
صدري الناهد...
لفّي الجسدَ منيَ محموماً بخلاصات شعر، بأنامل تسري في عروقي ترحل إلى القلب بقلب منكِ بالأشعار يتطهر.
أما آن له أن يتطهّر؟
9/ وجاء في أخبار الأولين ومَنْ بعدهم من كل التابعين أن السندباد في المعبد القديم ذات ليلة نام على صدر ناهد بالغد الفجرُ منه يتنفس يحلم وحبيبته الصغيرة ترسم على جبينه قبلة زواج في الغد القريب حروفُهُ تُسطَّر...
أَوَ ما تُسَطَّر؟
«عبد الرحمن بوطيب» - المغرب.