كاتب(ة) : بوطيب عبد الرحمن
قولي لي... هل مني تهربين؟
«قولي لي: هل مني تهربين؟»
يا ذات البهاء،
قولي لي،
أما زلت عن طريق فؤادي تتهربين، تراوغين، تُقْبِلين، تدبرين، تتمنعين؟
أنت الأنثى،
ومن العذارى تَمَنّعٌ، رغبةٌ مدفونة في القلوب منذ ملايين السنين.
أو ما تعلمين؟
قد سرقتِ القلبَ به تطيرين،
وتضحكين،
تغمزين بالطرف، الرموشُ منك ترف، يكتوي صدر العاشق المسكين،
وتتلاعبين،
كنتُ بين عشيرة العشاق القنّاصَ،
صرتُ الطريدةَ تقنصين.
وعند المنحنى من رابية ترتاح على أيكاتِ عشاقٍ كنتِ طَيْفِيَ تنتظرين،
ذاك السلاح منكِ العيونُ بها الطيفَ الهائمَ ترشقين،
أُصابُ، وأبتسم،
بالغمزة الصاعقة خجلاً تجيبين،
ونلتقي يا حبيبتي،
نهرب من أنام،
على صدري العاري تسكنين،
تحلمين،
وعلى غفلة من صدر عار... لا أنتبه، تفرين.
في الدروب الحالمات لما كنتِ وخيالٍ من رعشاتِ جوانحي تتسابقين...
ما كنتُ أدري،
أأسبق القُبلةَ إلى شفاه راغبات منك، أم أنت إليها تسبقين.
ولما كانت الجداول تصب في المرافئ ترتوي... بشهيق منك تهمسين،
تقولين:
أما كفاكَ؟
كان العطش القديمُ مني يصرخ:
أنى لك مني الهروب، أَمِنْ نَبْلَةِ كيوبيدَ تهربين،
يتورد منك الخد، تعترفين:
أنا لك،
ما بي إلا جنونٌ، هو الجنون من جمرات حنين.
أحضنك...
تسهرين... لا تنامين.
"عبد الرحمن بوطيب" - المغرب .