بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 5 سنة
  •  0
  •  0

كاتب(ة) : بوطيب عبد الرحمن

عام مضى.

"عام مضى".
وَتَمْضينَ، تَرْحَلينَ... مَنْ أَذِنَ لَكِ؟
عَجَباً تَذْهَبينَ، تَسْرِقينَ الْياسَمينَةَ الْعَرْعارَةَ الصّفْصافةَ، تَنْحَرينَ الْحُلْمَ مِنِّيَ ثَّوانِيَ دَقائِقَ ساعاتٍ تَنْتَحِرُ بَيْنَ سِنْدانٍ وَرَحىً في أَيّامٍ وَشُهور،
وَيْحَ قَلْبي، ما بالُ الدِّنانِ مِنْ أَحْلامٍ لَكِ مِنْكِ فيكِ مَعي لا تَدور؟
أَنا السّابِحُ الْغَريقُ في بُحورِ اسْتِعاراتِ نَبْضِكِ جارِفَةً ذاكَ الْعاشِقُ الْمَخْمور...
هَلْ لي قُبْلَةُ وَداعٍ مِنْكِ عَلى رَصيفِ الرّحيلِ حارِقَةٌ... بَعْدَها، بَعْدَكِ، بَعْدي الْاَيّامُ لا تَجور؟
هَيا عاشِقَةَ الْوَجَعِ الْفِرارِ الذّهابِ الاِنْكِسارِ في جِسْمِ لَحْدٍ مِنْ ثَرىً عاقِرٍ، بِاللّهِ عَلَيْكِ تَمَهّلي،لا الدّواخِلُ مِنِّيَ ارْتَوتْ، لا الْكُؤوسُ نَدامى، لا الثَّوانِيُ الرّاقِصاتُ إلى حَتْفٍ عَذارى.
وَتَرْحَلينَ... عَجَبي.
تَاللّهِ، تَمَهّلي، خَفِّفي الْوَطْأَ، انْظُري الْجِوانِحَ مِنّي... هاهُنا الصّبايا الغيدُ لا يَحْتَفِلْنَ بِعُرْسٍ، ذاكَ الْفارِسُ الْعاشِقُ الْوَلْهانُ قَدْ رَحَلَ، فَالْقُلوبُ مِنْهُنَّ كَمَداً عَلَيْهِ تَفور.
بِرَبِّ الْحُبِّ الْحَياةِ، عي مَعي، أَما هَمَسَتْ لَكِ اللَيالي الْحَزانى بِنَحيبِ طِفْلَةٍ، طِفْلٍ عَلى رَصيفِ النِّسْيانِ الْغادِرِ... هيَ تَدورُ، هوَ عَنْ عُشٍّ دافئٍ لَها يَبْحَثُ لا يُلاقيهِ... يَظَلُّ يَدور.
تَبّاً لَهُ مِنْ زَمانٍ فيكِ جَنينُ غَضَبٍ في أَحْشائِكِ لا يَثور.
أَما عَلِمْتِ الْجَدَّةَ ساهِرَةً في جُبِّ لَيْلٍ مِنْكِ كُحْلِيٍّ تَتَغَنّى تَعْزِفُ تَظْفِرُ الشَّعْرَ بِالشِّعْرِ تَنْسُجُهُ شالاً مِنْ أَسىً تَليدٍ تُهْديهِ لِأَميرَةٍ نائِمَةٍ على الرُّكْبَةِ تَرْتَجِفُ تَحْلُمُ بِفارِسٍ رَحَلَ قَبْلَ قَطافِ الخُزامى الرّيْحانِ النّعْناعِ الْحِنّاءِ بْيْنَ سِنْدِيانَةٍ وَالْوَتين.
ما بالُ الْوَتَرِ مِنْ شَرايينِكِ جُلْمودَ صَخْرٍ لا يَعْطِفُ، لا يَرْتَخي لا يَلين؟
وَتَرْحَلينَ، وَهَذي الْأَقْمارُ الْحَمْراءُ السّاهِراتُ يِبْكينَ دَماً، يَحْرُسْنَ النّجْمَ الْاَخيرَ في سَماءٍ لَنا ما هِيَ لَنا يَخْبو الشُّعاعُ مِنْهُ يَغور،
وَداعاً، وَداعاً، وَداعاً... هِيَ الْاَيّامُ مِنْكِ رَمادٌ... وَالْحُلْمُ مِنّا عَلى أَمَلٍ مُشْرِقٍ في ابْنَةٍ لَكِ مِنْكِ لَنا لا يَمور.
"عبد الرحمن بوطيب" ــ المغرب.
يوم: الأربعاء 18 دجنبر 2019.

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر
هذا المقال لا يعّبر بالضرورة عن رأي شبكة لاناس.