كاتب(ة) : بوطيب عبد الرحمن.
قارعة الطريق.
«قارعة الطريق».
ها أنا الآن كنتُ غداً يمكن أن أبقى إلى الأمس قاعداً أنسج حكياً على رصيفِ أعماقِ قارعةِ طريق،
يا رفيق.
وتحملني المسافات البعيدة من قادم عهود إلى ماض سحيق،
أبتلع صمتيَ الصارخَ من بلعوم رطب، صائم، ماهو حلق، وما به رحيق.
خسئ الزمان زماني...
لا الليل نهار،
لا النهار ليل،
لا الزمان يسكن فينا تحت جنح أمان،
يعانقني خُفّي على ذكرى من طريق،
لا جورب لي يغطي القلب من حَرّ زفير لشهيق.
هي الهلوسات تأخذني من منسيِّ حاضرٍ...
ترميني جثةً تمشي على الرأس في أعالي جُبٍّ ما انتظمتْ أنغامُه يوماً على إيقاع رصيفٍ منسيٍّ على هامش فؤاد يشعّ دخاناً لذيذاً من حريق.
أَفِقْ...
يا رفيق.
ما الهلوسات هلوسات،
ما البريق بريق،
ما الجُبُّ حُبٌّ،
ما الطريق إلا... طريق.
وذاك الرصيف منك يا وطني يرتمي في حضني،
يحكي طفلةً عذراءَ نامتْ على صدرٍ حارق من إسفلت قارعة على هامش أسلاك شائكات تقطر دماً من بين نهد وفخد على أوهام حلم وردي... ولا صديق.
أنا الطفل لم يبك يوماً، لا يعزف لحناً، ما ينبغي له أن يرسم قلبَ أمّ حملتْ في الرحم منها طفلةً عذراء تٌلْقى بين كلب وذئب على رصيف جُبٍّ يرتوي من قطرة دم سقطت غصباً على هامش أسلاك شائكة من طريق،
يا رفيق،
أفقْ...
هو ذا السَّحَرُ ما يلوح الفجر منه ذات ساعة من غد كان ذات يوم معطوفاً بِكَسْرٍ على ماض من سواد سحيق.
تباً للزمان يسير على مهلٍ ...
أمس اليوم غداً،
غداً أمس اليوم...
وما فيك يا وطنَ الضياع غيرُ ضياع منسي على هامش رصيف من قارعة طريق.
ذاك أنا...
شظايا أسلاك شائكة منسية على هامش رصيف من حروف تائهات بين سطر محموم وقارعة من طريق.
"عبد الرحمن بوطيب" - المغرب.