كاتب(ة) : بوطيب عبد الرحمن
أنا، المرآة.
.أنا، المرآة
وتحملني مرآتي،
ترحل بي من أعماقي،
ترميني على هوامش من ذاتي،
وتسألني،
أسألها...
أما كنت أنت صورة من حماقاتي؟
تعب الزمان من شروخ الزمان،
تغنت الصبية العذراء بسواد يأكل المكان،
وفي المعبد القديم انزوى كل ما مضى،
تكسرت الدنان...
وما عاد أوليس يأبه لرحيل،
ما عاد يأبه لأهوال،
وعشر سنين من متاهات بلا أمان.
حصان طروادة ما عاد هو الحصان،
ما كل الطرق تؤدي إليك روما،
امحت الخرائط،
عانق الزمان المكان،
ضاجع المكان الزمان...
وما حبلت فينوس،
ما انتظرت من بطنها همس ألحان،
ها قد احترقت الأحضان في حضن الأحضان،
وذاك الصارخُ أمسِ ها قَدْ طوى كل الصحائف...
كان أشعل النيران،
قد رقصت عشيرةٌ له على حطامِ سالفٍ من زمان،
يا زمان.
والآن،
ذاك العاشقُ المعبدَ القديم ينسج خيوطَ رحيله في أمان،
يحرق الحماقات...
يناجي مرآةً،
تناجيه،
وفينوسُ تعزف اللحنَ الأخير،
تُكَسِّرُ كل الأوزان.
"عبد الرحمن بوطيب" - المغرب.