كاتب(ة) : روابح سهام
حراك الأبطال
صفعة قوية في وجه من يشكك بقوة الحراك وهدفه الأساسي، لكل من شكك في نوايا الثائرين، لكل من ربط حراك التغيير بحب التطبيل و التهليل، لكل من اتهم المتظاهرين بعادة كسر الروتين، نحن هنا نثور من أجل غد أفضل.
نحن لسنا مغيبين بل نحن مغيرين..
نحن لسنا ضد إنتخابات نزيهة و ديمقراطية، بل نقر بحتميتها ولكن في ظل مناخ سياسي مهيأ لمثل هذا الإستحقاق الكبير.
ألم تنجب الجزائر بن مهيدي آخر ..
شعب إلتف حول مطلب واحد، شباب برهنوا عن وطنيتهم ووعيهم السياسي في وقد فقد الكل الأمل منهم نعتوهم بأبشع الصفات من شباب "الكيراتين" وجيل "الفيسبوك" ولكن شاءت الأقدار أن دابر الحاقدين في نحورهم، أن هؤلاء الشبان و الشابات برهنوا عن حسهم الوطني من خلال كسرهم أغلال منع التجمهر و التظاهر منذ الربيع الأمازيغي.
الثاني و العشرين من شهر فيفري برهن الجزائريون باختلاف أطيافهم و توجهاتهم السياسية و الإجتماعية و التقافية و الدينية عن حسهم المدني، فبعد عشرين سنة من التغييب السياسي و الإنشغال وراء البطون و السكنات إنتفظ هذا الشعب لقول لكلمته في الأخير فالسلطة للشعب هذا ما ينص عليه القانون.
عشرون سنة من الترهيب والتذكير بمآسي العشرية السوداء زال الأفيون الذي حقنا به إستطعنا إثبات أننا مرضنا ولم نمت.
سلمية.. سلمية..
وبين ليلة وضحاها ثار أحفاد الشهداء نصرة لوطنهم الحبيب آملين أن التغيير يسير بوتيرة متسارعة.. وخلافا لذلك برزت أسماء كانت ولاتزال دمى تحركها جهات معينة فكيف لفلان كان في وقت مضى جلادا لشهداء في عمر الزهور (2001) أن يحفظ حقوق المواطنين باختلاف توجهاتهم السياسيةو الدينية والثقافية.
نحن لسنا أغبياء ننقاد وراء سيناريوهات مفبركة رسمت رئيس مستقبلي ثار ضد رجال أعمال بشكل مؤقت كسبا لقلوب الجزائريين التواقين لحكم عادل وحاكم غير جائر.
ولإكمال القائمة الشيقة كان لابد من بعض المهرجين الداعمين ل"هردة"(مصيبة) خامسة بممثل آخر.. الوضع أخطر من الظاهر إما التغيير الجذري أو الخضوع التام.. من اعتاد أن يحتمي تحت ظل العبودية لا يستطيع مجابهة شعاع الحرية.