كاتب(ة) : نور أبوعودة
أحزان أيلول
لماضي الزمانِ أهجرُ وحدي لكي أُسافر.
كبائسةٍ فقيرةٍ بلا حظٍ نابع.
أتِيهُ بلا حالٍ وبلا وجهٍ سافر.
وتَقْطُرني من رأس الأسى الخناجر.
غروبٌ ووهمٌ في البيدِ ووهمُ واهِم.
غُبارٌ كثيفٌ ومجازٌ عابر.
يَشُقُ صدى العُبابِ صمتٌ ساهِر.
تلوحُ منه وتنهَدُ صُراخُ سائِل.
"كَأَيْلُوْل" والميلادُ حلَ وتَرنمت منه البلابل.
مزيجٌ من نورٍ واخضرت منه السنابل.
"كَأَيْلُوْل" واليَبسُ أُزهرت منه التلائل؟
وأَيْلُوْل وما وأَيْلُوْل ؟! في الحُبِ ونارُ العاشِق.
بَعيدٌ، قريبٌ يُشبه الحُزنَ ، الخاسِر.
خيالٌ، ودخانٌ، واحتراقُ شمعةَ الكاسِر.
وروحٌ بنا دفنتها سيدةُ المقابر.
نعودُ طلولاً يسرُق الوهم حُلمنا.
ونُبلى بسرابِ الأرضِ والوهمُ عازِف.
تغيرت الاحوالُ وانهدت عُرى الأحزان.
وعانت بنا الأزمانُ من كلِ نحوٍ وحاذر.
الى قلبٍ انسلخَ الشِقُ ضلعاً.
وكانَ الشقين قاتل.
أعودُ أنا نِصفي، وكُلِّي يهاجم.
ربيعٌ، خريفٌ، وهمُ بردَ الشتاءِ ، فالطفلُ حافٍ.
وصَيفٌ أذابته ثلجُ الأحزانِ في العزائِم.
"وأَيْلول، وما بعدُ أَيْلول!
عليَ صلاةُ الدمعِ والكرى في المنابع.