بيتُ القراء و المدونين
  •  منذ 5 سنة
  •  1
  •  0

كاتب(ة) : علي البدوي

حلمي يراودني إلى باريس

إنها بلد الأدب والفن والثقافة والعطور الباريسية، وهي حلم كل الحالمين... انهافرنسا.


كنت أزور من حين لآخر بلدي الحبيب تونس، ألتقي الأحبة والأصدقاء، ونتسامر الليالي، ونشرب الشاي الأخضر والقهوة، ونخوض الأحاديث في السياسية والدين والثقافة لا حدود لحديثنا . ولسنوات اعتدنا الجلوس والسمر معا مع تجدد الوجوه لتتسع دائرة الأحبة.

يبدو أن للقدر عنوان بيننا في رسم الإحلام، ورسم المستقبل، ورسم الطريق المؤدي للعاصمة الفرنسية باريس دون مقدمات.

جلس بيننا وابتسامته المتواضعة وعيناه كانت شاردة في عالمه الاخر.

قال لنا: السلام عليكم،وكان بصحبته صديقي العزير عمارة، فقال لنا: أعرفكم بالسيد بشير،صديق وأخ عزيز، والقادم من فرنسا.
دار الحديث كالمعتاد عن عالمنا العربي والسياسية، وربيعها العربي، والكل يدلي بدلوه إلا السيد بشير،التزم الصمت، وكأن الأمر لا يعنيه لا من قريب أو بعيد.
فطلبنا منه مشاركتنا الحديث، فقال لنا:ما قيمة الإنسان في وطنه؟!

ثم استطرد قائلا: إن حكومتنا ودولنا العربية لا تحترم آدمية الإنسان التي خلقها الله،وديننا هو الإسلام، ولا تقيم وزنا للإنسان من تقدير واحترام لدوره في المجتمع.
قال: فرنسا التي أعيش فيها وأنا عربي ومسلم، تقدرني وتحترمني لكوني إنسان، وتقدم لي المساعدة التي أحتاجها دون أن أبادر لهم بذلك.

فقال: أين نحن من ذلك؟!

فأدركنا أننا بحاجة إلى احترام الذات البشرية، واحترام خليفة الله في الأرض .


بعد يومين كانت لي جلسة في المساء،وأمام دار الثقافة بصحبة صديقنا الجديد بشير، ودار الحديث بشكل عام.

فسألني: ما هي مهنتك؟

فقلت صحفي .

فقال لي عبارة:"انني أحترام الصحافة ومهنة الصحافة وأقدر كل صحفي لأنها مهنة الثقافة والإدب والفن" .
و تحدثنا عن المهنة ومتاعبها ومتعتها.
فقال لي: لماذا لا تسافر لفرنسا وتعمل هناك؟

لحظات من الصمت وأنا أتمعن في عبارة "لماذا لا تسافر لفرنسا؟"

فقلت في نفسي: هل يمكن ذلك؟ وتلاشت مني الفكرة وبشكل سريع، واعتبرتها مجرد رأي من صديق ليس إلا .
ومرت أيام ليست بقصيرة من لقائي بالسيد بشير، وكان لنا تواصل عبر الهاتف، فجدد لي الدعوة لزيارة باريس،وعلى نفقته الخاصة، ومن أجل الانتقال بأسرتي لبلد الأضواء الباريسية وبرج إيفل.فكان من السلبية ردي الإيجابي. وبعد عدة أشهر، وباتفاق مع بشير ،زرته عند وصوله لتونس بخصوص الحديث الجدي، وحزم الأمر للسفر والهجرة لفرنسا، وكان الاتفاق إلى المجهول.
نعم.. السفر للمجهول، إلى عالم لا انتمي إليه، عالم جديد مليئ بكل جديد ،أضاء في داخلي حلم قد لا يبدو مستحيلا بالسفر للشانزليزيه الباريسية.
مر عام على لقاءنا الأخير، ولم نحرك ساكنا لحلمنا الوهاج بأمل الغد، وامل جديد ومستقبل مشرق.
تجددت الآمال من جديد، وتحركت الحواس بعد أن طال الغياب وتحصلنا على تأشيرة الدخول، وفتحت لنا باريس ذراعيها،وبعطرها الأخاذ رحبت بنا وبقدومنا بعد طول سنين من شوق اللقاء.

يتبع في الجزء الثاني من باريس

قم بتسجيل الدخول لكي تتمكن من رؤية المصادر
هذا المقال لا يعّبر بالضرورة عن رأي شبكة لاناس.