كاتب(ة) : طاهر محمود
الوهم والصواب
سيقولون لك ماتريد أن تسمعه؛ فتحبهم وتحترمهم وتقتدى بهم،وتستمر فى الإستماع لهم . ثم تقوم بجمع كل كلامهم وتردده على اذان الآخرين، وتصبح سعيدا بأن تقول لنفسك أنك سعيد،وتصبح ماهرا فى الحصاد من غير زراعة.
أوليس المهم النتيجة؟!
ستحلق فى السماء وأنت غارق فى الوحل .
انتظر قليلا ياصديقى، هل ترى ذلك الرجل فى الصورة؟ ياترى ماذا يفعل ؟! ربما يراقب جمال المكان ،ويستمتع بنسمات الهواء، وربما يستمع بالحياة مثلك، أو ربما هو يشعر بحلقة لازالت مفقودة فى حياته. ربما هو يسأل نفسه سؤالا كنت أنا وأنت ومعظمنا غافلين عنه.
هل أنا حقا على صواب ؟! هل فعلا أدركت حقيقة الأمور ؟! هل عرفت من أنا ؟! ولماذا أنا ؟! وإلى أين أنا ؟!
الأمور تبدوا معقدة فى البداية مثل مسألة رياضية،ولكن بتكرار التركيز فيها ومعرفة احتمالاتها، تتضح شيئا فشيئا حكمة تلوح فى الأفق تقول لك: اسمع ولا تتبع ،قبل أن تقول تأكد.
قال تعالى :﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ﴾.
الآية بسيطة، ولكن معناها عميق، نحن ننقل المعلومات من دون التأكد من صحتها؛
فنهلك ونهلك؛ لأن فيها عقاب فى نهاية الآية .
تقول لك نفسك: جالسنى وذكرنى ،فأنا أمارة بالسوء، وكلما نسيتنى أسوء.
هنا تذكرت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو فى الغار لساعات وساعات يتأمل فى الأشياء من حوله .
أوليس حريا بنا أن نجلس مع أنفسنا إقتداءا بحبيبنا؟ وحتى حبا فى المعرفة؟ وإجابة سؤال لماذا كان يفعل ذلك وماهو شعور الإنسان فى فعل ذلك الشئ ؟
أسرع فى فعل ذلك وراقب نفسك كأنك لاتعرفها، فلربما ستصدم بعدم معرفتها.