كاتب(ة) : تريعة شهيناز
فراق أبي ودولاب الحياة
وأسى تعيشه القلوب فترقرق له الدموع.
وروح انتهت منها الحياة فتركت الشوق بعد الوداع
واصبري أيتها النفس وتحملي الأمر المطاع
وارتحمي وارأفي عليه
فالبكاء والحزن ليس من داع
أبي، أبي وما أجمل كتابتها فهل أنت معي في كتابتها لأسعى إلى نقشها ؟!!
طيفك في منامي وخيالك في بالي
وفراقك صعب بعد الحياة، فإن كنت تسمعني فهذه الكلمات لك بعد الوفاة
حقا،حقا؟! الروح لا تعود
لكن حبك يا أبي يبقى في القلوب
أنا شجن أيلول، وأوراقه الصفراء إذ ينتابها الذبول
أنا حزينة حزن كل الفصول، أذكرك يا أبي عند بداية الأمطار بالهطول
عند الجري بين الأودية والسهول، عند حلول الليل تبدأ ذكرايتنا تصول وتجول
فالحزن عميق والدموع تسيل إلى هنا مات الكلام، واستشهدت الحروف
أكلم البحر فيغرقني، أجاري الشمس فنار البعد تقتلني وتكويني
أهواه من كان حب عمري ورفيق دربي وصغري وكبري، ألا تسمعني؟!
يا أبي، أنت سدي المنيع أنت المرج الذي ألمح فيها خيول أحلامي وأمانيّ
مرارة وغصة في حلقي على الدوام ووحشة وانكسار وسهاد، ذلك حقا معنى الفراق
من لم تخدشه مرارة الحياة من لم يشرب كأس السم خذلانا وخيبة وفراقا ووجعا
نعيش على أرض أعدت للبلاء فلا ظن في إرهاصتها ونهايتها الغير متوقعة على العقل والخاطر
كل شيء له ثمن كما لكل دمعة سبب لا نعيش في عبثية التفاهة بل في أغوار المفاجآت والتقلبات، ينتهي الجميع وتبقى رواية فالزمن قدر ولغز يسمى الحياة
أحتاج شتاءا هادئا في مكان قصي أنا وكوب قهوة بعيدا عن دينامو الحياة الذي لا يتعطل
أحتاج تنظيف ذاكرتي من غبار السنين المتراكمة الجميلة والقبيحة
أصبح عقلي سلة مهملات كان لابد أن ألقي بها بعيدا
وأراها تتحطم أمام عيناي ليعود عقلي طفلا كما كان
كل ما يشغله شراء حلوى من البقال
ومشاهدة كرتون لولو الصغيرة، وحكايات علمية، وافتح ياسمسم
أحتاج لأن يعود عقلي طفلا أكبر مصائبه إختبار معقد في صفوف الدراسة، أوتوبيخ معلمة،أوغياب صديق
سيعود عقلي صافيا معافا من جنون الحياة
فإن انتهيت من تنظيفها تصالحت مع روحي التي شاخت شوعا
سأسقيها بذكر الله ياأبي وحفظ كتابه لكنها تبقى أماني مؤجلة
يارب الحياة كامرأة فاتنة في ليلة زفافها، فماذا عساي أن أفعل؟
أخشى أن يمضي عمري ونصيبي في الآخرة كفقير ليس له رصيد كباقي الأغنياء
صدقا أتوق لليل، شتاء هادئ بعيدا عن أقرب الناس إلي، لأعيد ترتيب حياتي من فوضى الحياة
وألملم شتات نفسي وأحافظ عليها من عبث الحياة السريع قبل أن تعبت بي
كلامي سيشعر به كل من فقدوا أبآءهم ستجدون مشاعركم، شتاتكم ودموعكم في أسطري أنا من لعبت بها الحياة وتحدت الصعاب، هذه الكلمات تخرج من قلبي لتقرأوها
أشارككم همومي وأحزاني أكتب لعلي إذا أخرجت هذه الكلمات من قلبي سأرتاح
لعلي أنقد من الغرق إلى بر الأمان
ضائعة يا أبي لا أحد يسمع بكائي وأنيني، وحيدة وِحدة الليل وسكونه
متى أتصالح مع نفسي وأطوي صفحات الأحزان أما آن موعد الأفراح؟
كأن الماضي يلحقني لا يريد تركي، ذكرياتنا معلقة بين عيناي وعقلي
لا تخرج حروف إسمك من حبر قلمي وأفكاري، رأسي وذاكرتي
حفرت صورتك، وأنفي لا ينسى رائحتك وقلبي غرس حبك كسم في جسدي
تأبى الدموع أن تتوقف، لم أنساك يوما في دعائي، كل يوم أراك في أحلامي
أنت من رسمت أحلامي، سطرناه على دفتري
أنت من علمني أول خطوات مشيي، أنت من علمتني كيف أقف وأحارب الحياة
ولكنك وعدتني أن نقف معا ونواجهها فأنا لا أستطيع بمفردي
جسمي ضعيف وخبرتي بسيطة، فكيف لي أن أواجهها بمفردي يا أبي؟!
نعم أعلم أنه حان لي أن أطوي الصفحات السوداء وأفتح صفحة بيضاء ناصعة
تعبر عن الأمل، فبالأمل نستشعر أجمل لحظات العمر
وتشرق شمس الحياة على غد أفضل
وبالتفاؤل ينبض القلب حبا وسعادة
ساتلألأ كالنجوم في السماء لأرسم طريقا لأحلامي
وأرمي أحزاني في البحر وأرفع رأسي إلى السماء
سأخرج كل طاقتي السلبية، سألمح صورة أبي وإبتساماته في سماء نجاحاتي
وأحقق أحلامي التي رسمتها وسطرتها سأترك إسمي خالدا عبر التاريخ
أليست الأحلا م مجانية؟! سأطمح وسأعمل، سأخرج عن صمتي وأعبر بحار فشلي
سأتخطى صعابي وعقباتي لأجعل منها جسرا لنجاحي
سأسهر وأعمل وأؤمن بقدرتي فيوما ما سأصل إلى هدفي
سأدعو الله في سجودي فهو سندي في وحدتي وهو موفقي في طريقي ودربي
اليوم شاركتكم أحلامي وطموحاتي، لاتيأسوا ولا تفقدوا إيمانكم بالله
إذا كسرتم وسقطتم حاولوا أن تقوموا من جديد
فغدا يوم أحلى وواقع أفضل ومستقبل جديد