كاتب(ة) : عمر ورغي
سياسات القوى الإمبريالية منذ الحرب العالمية الثانية
منذ نهاية الحرب العالمية الثانية استحوذت أكبر الرأسماليات على اقتصاد العالم دون أن تترك فرص حقيقية لباقي الدول خاصة السائرة في طريق النمو؛ بل وقفت هذه الرأسماليات المتوحشة في وجه تنمية و تقدم شعوب أغلبية العالم... أما الإتحاد السوفياتي المناهض لهذه القوى فقد حورب و حوصر ثم خرب من الداخل حتى تبقى فقط تلك الرأسماليات تجول ساحة العالم بدون حسيب و لا قيود.
نتكلم بالخصوص هنا على الولايات المتحدة الأمريكية ؛ بريطانيا و فرنسا ثم بعد حين انضمت إليها اليابان ، ألمانيا ، إيطاليا و كندا .
وقد استحوذت هذه الدول لاسيما منها الولايات المتحدة الأمركية على البنك العالمي و صندوق النقد الدولي . فهذين البنكين أسسا من طرف الرأسماليين حتى يمسكوا بزمام ثروات العالم و يمارسوا ضغوطا تلوى الأخرى على دول الجنوب السائرة مجملها في طريق النمو. و ذلك عن طريق إغراقها في الديون و الفوائد و التحكم في اقتصادياتها و سياساتها .
فمجموعة السبع الكبار لم تشأ أن تستقل الدول النامية بكل معنى يعنيه الإستقلال ، فأكبر الثروات و أهمها تتواجد في دول الجنوب .... لهذا فالدول الغنية لا تريد أن تفقد هذه الثروات أو تدفع مقابل عادل لأجل هذه الثروات ، ففي أكثر من مرة ساعدت و نظمت انقلابات عسكرية في دول الجنوب حتى تنقلب على حكومات وطنية و شعبية تناهض هذا التوحش الرأسمالي و تثبت حكومات مستبدة لا شعبية و لا وطنية و لا ديموقراطية تؤمن لها مصالحها.
لقد أثبتا كل من البنك العالمي و صندوق النقد الدولي في الثمانينات على سبيل المثال أنهما مخالب و أدوات فتاكة في يد الرأسماليين الكبار لاسيما الولايات المتحدة الأمريكية من خلال سياسات التقويم الهيكلي التي فرضت على كثير من الدول النامية خاصة بأمريكا اللاتينية و افريقيا لإستخلاص ديون الرأسماليين وفوائدها الكبيرة و مص خيرات شعوب الجنوب.
ففي كل مرة تنهض دولة نامية و تحاول أن تدخل نادي الدول المتقدمة عبر سياسات وطنية وشعبية إلا و أنقضت عليها تلك الرأسماليات بالعقوبات و الحروب و اتهامات و انقلابات تعيد هذه الدولة إلى عصر الخراب و الفقر .