كن مختلفا بذاتك

عندما يكون الإنسان وحيدا، في مكان هادئ و في وقت متأخر من الليل تعود له ذاكرته التي كانت مسجونة في ضجيج العالم، لتجلب معها ذكرياته وهواجسه و مخاوفه و آماله و أحلامه.

هنا يصمت الإنسان لتبدأ ذاته بالكلام، هنا يدخل الإنسان في عالمه الروحاني و يغوص في عالم غير عالمه ليرسم في مخيلته ما كان مفقودا في واقعه، لعل و عسى يشفي غليله أو يطفئ النار التي بداخله، ليبدأ بكائه الصامت الذي لا يسمعه أحد.

و عندما يأتي الصباح يفقد ذاكرته كأنه لم يفكر في شيء فتعود تلك التخيلات و الأفكار إلى مخبئها إلى أن يأتي موعدها ، فيخرج إلى العالم و يبدأ بشتم كل من حوله، هو يشتم المجتمع و الدولة و الإله و يشتم كل من يقترب منه هو ليس بواع و ليس مدركا ما يحدث حوله.

هو يحب الثراء و لكنه لا يريد أن يخطوا خطوة واحدة إلى الأمام لأنه مقيد بأوهام و مخاوف و كلام المجتمع.. ليس ذنبه أن يعيش في أوهام لأنه غير مدرك بأنه مخدر من قبل السلطة و الإعلام.. هو لا يريد الخروج من سجن أوهامه لأنه مرتاح و مطمأن في أوهامه و للأسف أغلب الناس يعيشون في مثل حاله.

هو يرى كل الناجحين قد قفزوا في ذلك الظلام و لكنه لا يريد القفز لأن مخاوفه مكبلة عقله إنه حتى لا يمتلك الجرأة لكي يقفز و لم يمر بتجربة لكي يتفادى هواجسه.. إن مثل هؤلاء الأشخاص يعيشون في فشل و إحباط طوال حياتهم لكي يمر في الأخير شريط أحلامهم أمام أعينهم متحسرين نادمين على ما ضيعوه من عمرهم ليأتي أجلهم مخلفين الغبار ورائهم.

فإن كنت حقا لا تريد العيش مثل هؤلاء الأشخاص فأنا أقول لك أن تتمرد على كل شيء مسيطر عليك أو تخاف منه أو مدمن عليه إدمان يحط من كرامتك و يدمر حياتك مهما كان الثمن الذي ستدفعه و مهما كان الطريق أمامك طويلا فستصل إلى ما تريده.. أكتشف نفسك و مواهبك الدفينة.. كن مختلف بذاتك و حينها ستكون حرا و صدقني ستجد لذة كبيرة عندما تصل إلى ذلك المستوى.