النفوذ الصهيوني وسيطرته على وسائل الإعلام
إن للصهيونية سلاحها الإعلامي في مواجهة كل الظروف، فهي تعد أحد أهم وسائل الإعلام الغربي وأخطر العوامل التي ساهمت في صياغة الصورة السيئة عن الإسلام والعرب، وترسيخها في العقل الغربي والعالمي .
كما ويعد النفوذ الصهيوني في العالم حقيقة لا يمكن انكارها وخصوصا في الولايات المتحدة الأمريكية وقد يتحكم ( اللوبي الصهيوني ) في جميع الوسائل الإعلام الغربية بطرق مباشرة وغير مباشرة .
للتنظيم الصهيوني في الولايات المتحدة الأمريكية يعتبر من أقوى التتظيمات السياسية شأنا وأرهبها جانبا . إذ أن له تأثيرا كبيرا سواء على الرأي العام أو على صانعي القرار السياسي لدرجة أن بعضهم يقبل به كمسلمة :" إن ما هو لصالح إسرائيل هو بالضرورة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية ".
تعتبر الصهيونية من أكثر القوى العرقية الضاغطة نجاحا في التاريخ الأمريكي الحديث، فالحركة الصهيونية تعتبر من أوضح الأمثلة الناجحة للقوي الضاغطة وقدرتها على كسب التأييد الرسمي للقضية التي تدافع عنها والعطف الشعبي لمطالبها . وأن أمثلة قليلة من تاريخ الحركة الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية لتوضيح ذلك جيدا.
ففي نهاية الثلاثينات نجحت الحركه الصهيونية في اقناع الرأي العام الأمريكي بضرورة إستمرار الهجرة اليهودية إلى فلسطين، ذلك عندما اصدرت بريطانيا ( الكتاب الأبيض ) الذي حد من الهجرة الى فلسطين ونظمها. استطاعت الحركه الصهيونية تحريك الرأي العام لصالحها ولممارسة الضغط على الحكومة الأمريكية للتدخل لدى الحكومة البريطانية لتغير موقفها.
وقد تعتمد الدعاية للصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية على الاقلية اليهوديه المنظمة والملتزمة سياسيا بالدفاع عن إسرائيل والصهيونية، وهذا الوضع يتيح للدعاية الصهيونية ميزة واضحة فقضية إسرائيل لا يدافع عنها شخص إسرائيلي عادي بل يتم ذلك أساسا عن طريق مواطنين أمريكيين يهود يتمتعون بكافة حقوق المواطن الأمريكي ويعرفون لغته وثقافته ويعرضون عليه القضيه في إطار قيمه ومفاهيمه وسلوكه بإعتبارها قضية تمس أحد قطاعات المجتمع الأمريكي ( أي الاقلية اليهوديه ).
وأما الميزة الأخرى والتي يوفرها هذا الوضع للدعاية الصهيونية هي عرض القضية في إطار فكرة الأقليات فكما هو معروف فإن المجتمع الأمريكي خليط من الاقليات العرقية والدينية وتاريخه هو تاريخ صهر هذه الاقليات في بوتقة المجتمع الواحد، ومازالت إحدى مشاغله الكبرى وحتى يومنا هذا هي كيفية إيجاد صيغ للتعامل مع أحد أقلياته ( السود ). هذه العوامل مجتمعة جعلت المجتمع الأمريكي في حالة حساسية شديدة وتقبل لمشاكل الاقليات في العالم وقد فهمت الدعاية الصهيونية ذلك جيدا وحرصت على أن تقدم قضيتها ومنذ البداية في هذا السياق والإطار.
قبل عام 1948 م كانت المشكلة تعرض على أنها قضية هجرة الأقلية اليهوديه المضطهدة في أوروبا إلى فلسطين، وبعد عام 1948م صورت الدعاية الصهيونية إسرائيل دائما في صورة الأقلية المستضعفة التي يحيطها ملايين من العرب المتعطشين للدماء وفي كلتا الحالتين كانت القضية تعرض على أنها محك لعدالة العالم وضميره في نصرتهم.