نصائح مهمة لحيـاة زوجية ( 3 )
الوصية الحادية والأربعون
لما كان الكلام قليلًا كان ثمينًا كالذهب، ولما كثر رخص كالخردوات، وأنت في عصر كثر فيها الكلام ورخص، وفي كل مكان هناك مناد هيت لك، ليقدم نصائحه، فاحذر من نصائح الذين كانت تجربتهم الزوجية فاشلة، وفر منهم فرارك من المجذوم، وغلِّق الأبواب، معاذ الله إنه ربي أحسن مثواي.
الوصية الثانية والأربعون
أيها الزوج: إذا كانت حياة المرأة لوحة، فلماذا لا ترسم فيها أجمل أيام حياتها؟
الوصية الثالثة والأربعون
عندما ترقى الجبل وتجر العربة الخاصة بك، فسيكون الأمر صعباً، ومن الأصعب أن تجر العربات الخاصة بأهلك، والأشد صعوبة إن كان الحبل الذي تجر به كل هذه العربات رقيق، هذه هي صورة الإكراه؛ أن تكره نفسك على شيء فأنت كمن يجر العربة إلى أعلى الجبل، وأن تكره أهلك فأنت كمن يجر عرباتهم مع عربتك إلى القمة، وستكون الحياة صعبة عليك وثقيلة جداً، وتكون الحياة مملة على أي شخص يُقاد لا رأي له ولا تفكير إنما هو آلة، ومن المحتمل أن ينقطع الحبل في أي وقت ثم تنطلق العربات لا تلوي على شيء، وحينها ستقلب كفيك على ما أنفقت، ولن تجد للندم أصابع لتعضها فهو مبتور الأيدي، فخذ الأمور بالإقناع، فالدين مع أهميته لم يجعله الله إكراها، ومن المؤكد أن رأيك ليس بأهمية الدين. ﴿وَأَنْ أَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ﴾ [النمل:92].
الوصية الرابعة والأربعون
﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ﴾[النساء:34]، القوامة ليست على عقلها، ولو كان كذلك لكلِّفت أنت عنها، ولَرُفِع عنها التكليف بمجرد الزواج؛ قوامون: تعني الحماية للزوجة وذلك ﴿بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ﴾، وتعني الإنفاق عليها، ﴿وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ﴾، والزوج رب البيت، وليس رب الزوجة، فلك الرأي المتعلق في شؤون البيت، أما الأمور المتعلقة بشؤونها ولا تمس الحياة الزوجية بسوء فليس من شأنك؛ لذلك من البداية أحسن الاختيار، وعليك بـالصالحة القانتة الحافظة للغيب بما حفظ الله.
الوصية الخامسة والأربعون
من الأشياء الجميلة الغياب القصير عن بعضكما؛ كي يزداد الشوق، ويتجدد الهواء، ولكن لا تطل الغياب خاصة إذا كان الشريك الآخر متيم فيك، يستنشق رائحتك مع كل نسمة، ويرى صورتك في كل طيف.
ارجـع إلي...فإن الأرض واقفـة...... كأنما الأرض فرت من ثوانيها
ارجـع...فبعدك لا عقد أعلقـه...... ولا لمستُ عطوري في أوانيها
ارجع كما أنت صحوا كنت أو مطرا... فما حياتي أنا إن لم تكن فيها؟
الوصية السادسة والأربعون
إذا كنتِ زوجة ثانية فمن الطبيعي أن يكثر عليك الكلام وخاصة إذا كنت محبوبة عند زوجك، فهوني عليك، فكلام الناس لا قيمة له إلا إذا أدخل دائرة الاهتمام، وللقلب طاقة فلا تحمليه أكثر، وانشغلي بما يعود عليك وعلى أولادك بالخير، قالت أم عائشة لعائشة رضي الله عنهما في حادثة الإفك: "يَا بُنَيَّةُ هَوِّنِي عَلَى نَفْسِكِ الشَّأْنَ، فَوَاللَّهِ لَقَلَّمَا كَانَتِ امْرَأَةٌ قَطُّ وَضِيئَةٌ عِنْدَ رَجُلٍ يُحِبُّهَا وَلَهَا ضَرَائِرُ، إِلَّا أَكْثَرْنَ عَلَيْهَا". رواه البخاري.
الوصية السابعة والأربعون
من صفات الكريم أنه عندما يشكر يزيد في العطاء، فاملؤوا بيوتكم بالشكر أيها الكرماء، أشكري زوجك، أشكر زوجتك، صنعتما لبعضكما الكثير، فأشكرا الله، فهو أحق من شكر، وابشرا بالزيادة،﴿وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لأزِيدَنَّكُمْ﴾ [إبراهيم: 7].
الوصية الثامنة والأربعون
من جمال الجمال أن الله يحبه، فالجمال يسر الناظر، ومن حقك إيها الزوج أن تتجمل لك الزوجة، فخير النساء من تسر الزوج إذا نظر، ومن حقها أن تتجمل لها، قال ابن عباس t: "إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَتَزَيَّنَ لِلْمَرْأَةِ، كَمَا أُحِبُّ أَنْ تَتَزَيَّنَ لِي الْمَرْأَةُ، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ﴾ [البقرة: 228]، وَمَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَنْظِفَ جَمِيعَ حَقِّي عَلَيْهَا، لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: ﴿وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ﴾[البقرة: 228] ". مصنف ابن أبي شيبة.
الوصية التاسعة والأربعون
الشخص عندما يعتاد على رؤية منظر يمله، ولا يشيد به، وقلما يذكر محاسنه، والشيء الغريب محل اهتمام؛ ففي الغالب عندما تمدح امرأة أخرى أمام زوجتك فهي إشارة إلى فقدك هذا الشيء فيها، وكذلك الزوجة عندما تمدح تصرفا آخر في رجل غير زوجها فهي دلالة على فقد هذا الشيء في حياتها، ولو تعودتما وجوده لما لفت الانتباه؛ لذلك من الأفضل ألا توقظا أسد المشكلة في حياتكما، فلا تمدح أي امرأة أمام زوجتك، ولا تمدحي أي رجل أمام زوجك، ركزا على ما تريدان دون ذكر الأشخاص، والإشارة تكفي اللبيب.
الوصية الخمسون
اعتذارك من زوجتك أو طفلك عند الخطأ يرفع قدرك، ويعلي شأنك، والخطأ شيء طبعي، وغير الطبعي هو الإصرار على عدم الاعتذار.
الوصية الحادية والخمسون
وسائل كثيرة تقربنا إلى الله تعالى، الزوج وسيلة توصل إلى الله، والزوجة وسيلة تقرب من الله، اغرسا الحب في قلبيكما، وازرعا الأمل في حياتكما، فستجنيان الثمرة أنتما وأطفالكما، والأرض ستفرح بكم، والطير يغني لكم، وتكونون قدوة لغيركم، فإن كل « مُسْلِمٍ يَغْرِسُ غَرْسًا، أَوْ يَزْرَعُ زَرْعًا، فَيَأْكُلُ مِنْهُ طَيْرٌ أَوْ إِنْسَانٌ أَوْ بَهِيمَةٌ، إِلَّا كَانَ لَهُ بِهِ صَدَقَةٌ» متفق عليه، فكيف بمن يغرس حبًا، ويزرع سلامًا، ورحمة؟
الوصية الثانية والخمسون
لا تبغض زوجتك ولو كانت فيها أخلاق تكرهها، انظر في العين الأخرى، فهناك أخلاق ترضاها، وقد r:«لَا يَفْرَكْ-أي يبغض- مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ» رواه مسلم.
الوصية الثالثة والخمسون
المرأة تحب التفاصيل، والرجل على العكس، فالرجل يتضايق من حديث زوجته لكثرة التفاصيل، والزوجة تتضايق من زوجها؛ لأنه يتحدث دون تفصيل، تتعب نفسها ويأكلها القلق؛ لأن الزوج لم ينتبه للإضافة التي فيها، وهو مستغرب من صدود زوجته دون مبرر، فيا أيها الزوج؛ ركز، وتأمل، ودقق، وأثن، على ما جد فيها وإن كنت تراه صغيرا، ويا أيتها الزوجة: لا تغضبي فالزوج لم ينتبه لجديدك، نبهيه واعذريه، واستمري في التجديد.
الوصية الرابعة والخمسون
عندما تحب لا تشترط، الحب كالهواء والشروط تلوثه، ميزة الأطفال أنهم يحبونك دون شروط أو قيود، يحبونك أنت بكل ما فيك، كذلك أنت كن كالشمس وانشر أشعة حبك على أرجاء أرضك التي تسكنها، كن كالغيث وأمطر حبا يروي عطش القلوب.
وما أنا بالباغي على الحب رشوةً ...ضعيف هوى يبغى عليه ثوابُ
***
أنا أحبك فوق المــاء أكتبهـا...وللعناقيد والأقداح أسقيهـا
الوصية الخامسة والخمسون
زوج يشكو من زوجته، وزوجة تشكو من زوجها، كلاهما يريد تغيير الآخر، فهلا سألت نفسك قد تكون أنت السبب في هذه المشكلة التي تشكوها؟ فغير نفسك يتغير شريك الحياة.
الوصية السادسة والخمسون
لو كنت شريكا لصاحب بستان وتخالفتما، فليس للأزهار ذنب بأن تسقيها السم، أو تخلعها من الجذور، كذلك عندما تتخاصم مع زوجتك، فليس للأطفال ذنب أن يسقوا سم الخصومة، أو تخلع الفرحة من قلوبهم، فدعوهم للبراءة يستمتعون بأيامها ولياليها، لماذا يعاقبون على ذنب لم يفعلوه؟ دعوهم للهواء، للنقاء، فالأنهار الصغيرة لا تتحمل كدر المحيطات، فدعوهم.
الوصية السابعة والخمسون
قال r: «السَّفَرُ قِطْعَةٌ مِنَ العَذَابِ» متفق عليه، فعندما يسافر زوجك، ويتصل ليطمئن على البيت فلا تكوني أنت قطعة من العذاب أيضا، طمنيه أن الأمور بخير، وانقلي له أجمل الأخبار، وأجلي الأخبار السيئة وغير الضرورية إلى عودته، المرأة الحكيمة قطعة من رحمة وبركة، من رُزق بها فرحمة اللَّه وبركاته عليكم أَهل البيت..
الوصية الثامنة والخمسون
حافظ على الصلاح، فصلاحك سبب في صلاح أهلك، والله يحفظ ذرية الصالح في حياته وبعد موته، قال تعالى:﴿وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا فَأَرَادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغَا أَشُدَّهُمَا وَيَسْتَخْرِجَا كَنزهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ﴾[ الكهف:82]
رأيت صلاح المرء يصلح أهله ... ويعديهم داء الفسـاد إذا فسـد
يعظم في الدنيا بفضل صلاحه ... ويحفظ بعد الموت في الأهل والولد.
الوصية التاسعة والخمسون
لو دخلت أيها الزوج في قلب زوجتك قبل أن تدخل عليها في العش الزوجي لسمعت القلب ينبض بـــ:
أتيتك والمنى عندي....بقايا بين أحضاني
ربيع مات طائره.....على أنقاض بستان
رياح الحزن تعصرني..وتسخر بين وجداني
أحبك واحة هدأت..عليهـا كل أحزاني
أحبك نشوة تسري.. وتشعل نار بركاني
أحبك أنت يا أملا.. كضوء الصبح يلقاني
هل فعلا كنت الأمـــل، ولقيتها كضوء الصبح وبددت الظلام من حياتها، أم أنك ريح حزن أطفأت بقايا شموعها التي كانت تؤنسها في غربة روحها؟
الوصية الستون
عليك بالدعاء، يقول كنت أعيش في شقاء، لم أفهمها، ولم تفهمني، وكنت أسأل الله أن يؤلف بين قلبي وقلب زوجتي، والآن أعيش في أهنأ عيش، أدامه الله.
﴿رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا﴾[الفرقان:74].