تأليف المراجع العلمية الأصيلة
والمراد به: تأليف كتب تكون مرجعاً معتمداً لا يستغني عنه متخصص، فتدرس الكتب وتكون معياراً وحجة في العلم.
ونقدم هنا أمثلة على بعض المراجع والمؤلفات:
- الفرغاني (ت 235هـ/849م) فهو أول من حاول قياس محيط الأرض، وكانت مؤلفاته تدرس في جامعات أوروبا حتى القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي).
- ترجم المستشرقون كتاب "صور الأقاليم" لجعفر البلخي (ت 323هـ/934م) إلى اللاتينية والفرنسية ثم الإنكليزية، وابن الآدمي (عاش قبل سنة 308هـ/ 920م) وقد دُرِّس كتابه "نظم العقد" في الجامعات الأوروبية.
- ألف ابن يونس الصدفي (ت 399هـ/1009م) "الزيج الحاكمي"، وصار متداولاً في جميع أنحاء العالم، فقد ترجم العالم الفرنسي كوسان بعض فصوله إلى اللغة الفرنسية عام (1219هـ/1804م) وطبع قسم منه، أما الكوهي (ت 405هـ/1014م) فقد صارت مصنفاته من المراجع المعتمدة في جامعات العالم، وقد استنسخ وانتحل علماء الغرب معظم مؤلفاته.
- يعتبر زيج ابن الصفار (ت 426هـ/1043م) أهم مصادر المعلومات في علم الفلك للباحثين.
- جابر بن أفلج (ت في القرن السادس الهجري)، كان لكتبه الأثر الملموس في تقدم علم المثلثات في أوروبا، وبقي كتابه "الهيئة في إصلاح المجسطي" متداولاً في جميع أنحاء المعمورة، ومعتمداً في التدريس في مدارس وجامعات أوروبا.
- الطوسي (ت 673هـ/1274م) بقي كتابه "شكل القطاعات" مرجعاً هاماً وضرورياً لعلماء الغرب، اعتمد عليه العالم الألماني ريجيو مونتانس (ت 881هـ/1476م) في تأليف كتاب "علم حساب المثلثات".
- المغربي (ت 672هـ/1273م)، هو أندلسي نال شهرة في كتابه "تاج الأزياج وغنية المحتاج".
-ابن الشاطر (ت 777هـ/1375م) من مواليد دمشق، قدم نماذج فلكية في "الزيج
الجديد" وقد ادعى العالم البولندي كوبرنيكوس (955هـ/ 1548م) هذه النماذج لنفسه، وسايره من جاء بعده من علماء الغرب، هذا الادعاء حتى القرن الرابع عشر الهجري أي القرن العشرين الميلادي، وقد عثر في عام (1393هـ/1973م) على مخطوطات عربية في بولندا مسقط رأس كوبرنيكوس، اتضح منها انتحال كوبرنيكس لهذه المخطوطات وإثباتها لنفسه، وقد نشر المستشرق الإنكليزي ديفيد كنج في مقالة له في قاموس الشخصيات العلمية، أنه قد ثبت له في سنة (1390هـ/1970م) أن كثيراً من النظريات الفلكية المنسوبة لكوبرنيكوس قد أخذها من العالم ابن الشاطر.
- ترجمت الموسوعات الطبية التي وضعها العرب للاتينية، وألّم بها أطباء أوروبا، نهلوا من معينها حتى مطلع العصور الحديثة، وفي مقدمتها كتاب "القانون" لابن سينا وهو جمع لخلاصة الطب عند العرب واليونان والسريان والأقباط، وملاحظات جديدة وضعها عن الالتهاب الرئوي وعدوى السل مع وصف لسبعمائة وستين دواء، وقد اعتمد القسم الأول من القانون في المنهاج الرسمي لمن يرشح نفسه لنيل درجة علمية عليا في الطب في جامعة مونبلييه في فرنسا في سنة (741هـ/1430م)، وترجم إلى اللغات اللاتينية والرومانية والتركية والألمانية، وطبع ونشر عشرات المرات، وقد ذكر مؤلفات ابن سينا وطباعتها "القانون وغيره" ألبرت فون هيلليرA. V. Haller في كتابين صدرا في سنتي (1185هـ/1771م) و(190هـ/1776م)، وبلغت آثار ابن سينا الطبية 42 كتاباً ورسالة وأرجوزة ومقالة، وتميز ابن سينا باعتماده على الملاحظة والتجربة، كان أول من قال وتحدث عن العدوى، ووصف التهاب السحايا، وعرف الدودة المستديرة "الأنكلوستوما" وميز بين أنواع اليرقان، ووصف السكتة الدماغية "الموت الفجائي" وأبدع "المرقد" أي المخدر، وأبدع "الزرقة" التي تعطى تحت الجلد.
-كانت كتب أبي القاسم الزهراوي (ت384هـ/ 994م) المصدر الهام الذي استقى منه من ظَهَر من الجراحين بعد القرن الرابع عشر، وكما يقول العالم الفيسيولوجي هالر: إن أبي القاسم الزهراوي هو أول من سحق الحصاة في المثانة، والتي اعتبرت اختراعاً عصرياً، وهو أول من ربط الشرايين لمنع النزف، على ما ورد في دائرة المعارف البريطانية، وبهذا سبق أمبروزا باري بأجيال، وأول من وضع أصول علم الجراحة، وطبع كتابه "التصريف لمن عجز عن التأليف" وهو دائرة معارف طبية وجراحية باللغة اللاتينية عام (903هـ/1497م) وقد قام لوسيان لوكير بنشره، وهو أحد الكتب السبعة التي قام عليها العلاج والصيدلة في أوروبا.
أحمد بن الأشعث (ت 360هـ/971م) وكتابه "الغاذي والمغتذي" يعتبر أقدم مخطوطة عربية طبية.