كيف يمكن للفيسبوك أن يقرأ عقولنا
قراءة العقول كانت يوماً ما درباً من دروب الخيال ، حيث أعلن موقع فيسبوك في شهر إبريل من عالم 2019 بأنهم يعملون على تطوير تقنية من شأنها العمل على قراءة العقول و تحويلها إلى نصوص ، و طبقأً لتصريحات موقع فيسبوك فإن تطوير هذة التقنية تتطلب حوالي عامين من العمل حتى تصبح جاهزة ، و كان الهدف المبدئي من هذا المشروع طبقاً لتصريحات رئيسية فريق التطوير بالفيسبوك ، بأنهم يعملون على تطوير نظام من شأنه تحويل و كتابة أفكار تتكون من 100 كلمة في الدقيقة الواحدة ، و هو ما يعادل 5 أضعاف سرعة كتابة البشر العاديين على أجهزتهم الذكية ، بحيث يقوم ذلك النظام بقراءة العقول و معرفة الأفكار و تحويلها إلى نصوص.
فيسبوك يقرأ العقول؟ كيف يُمكن ذلك ؟
لكي يستطيع موقع فيسبوك أن يقرأ العقول، يجب أولاً أن يتم اختراع تقنية من شأنها العمل على تصوير ضوئي لخلايا المخ، و الذي سيتيح للنظام المُستخدم و المُطور من قبل الفيسبوك بأن يرى تصرفات الخلايا العصبية داخل دماغ البشر ، و تعتمد هذة التقنية على شئ يسمى بالفوتونات، أو يُمكن القول بأنها أجزاء من الضوء، و التي من الممكن أن تنحرف قليلاً عن مسارها ، و ذلك عند محاولة مرورها خلال مادة ما ، و تفسيراً لذلك" فمثلاً ،عند توجيه أشعة الليزر على أصابعك ، فيُمكن ملاحظة أن الشعاع قد قام بتكوين نقطة مُضيئة كبيرة على الإصبع ، و يُمكن تفسير ذلك الأمر، بأن أشعة الليزر قامت بالإنحراف قليلاً عن مسارها، حيث أنها لم تستطيع العبور بشكل كامل عبر الإصبع و لذلك كونت نقطة كبيرة من الضوء مُقارنة بالشعاع ذاته ، و يجب على الفيسبوك أن يعتمد على ذلك النوع من الفوتونات التي لا تنحرف عند توجيهها و محاولة عبورها خلال المادة و ذلك لوضوح رؤية تصرفات الخلايا العصبية داخل الدماغ، و هو ما سيساعدهم بشكل كبير على رؤية الخلايا العصبية بوضوح و تنفيذ الفكرة الأساسية و هي قراءة عقول البشر.
هل تقنية قراءة العقول قابلة للتحقيق ؟
تم تداول تصريحات بين كثير من الصحفيين و الكثير من المواقع العالمية تُفيد بأن فيسبوك يقرأ العقول من خلال تقنية جديدة يعملون على تطويرها في الوقت الحالي ، و طبقاً للكلام المنقول من مسؤلي موقع فيسبوك ، فإن الفكرة نظرياً قابلة للتحقيق و لكن التحقيق العملي لها يتطلب تقنيات عالية جداً ، و طبقاً لكلام دكتور جونجي ياو بجامعة ديوك فإن القيام بقراءة العقول و تصوير الخلايا العصبية بأدمغة البشر تتطلب من مطوري هذة التقنية بأن يستعينوا بتقنيات عالية، و مبنية على أسس فيزيائية من الطراز الأول ؛ و ذلك حتى يُمكن لهم تحقيق هذا الأمر و لذلك فإن القيام بهذا الأمر يُعد أول عقبة تواجة مطوري تقنية قراءة العقول.
الإستنتاج:
قراءة العقول سيكون بمثابة إختراع علمي كبير و هائل للغاية، خاصة و أنه قد حاول الكثير من العُلماء بالقيام بهذا الأمر سابقاً وقد فشلوا. و لكن أصبح الأمر الان وارد التحقيق على الرغم من صعوبته ، و لكنه يتطلب الكثير من العمل .
و لنفترض نجاح هذة الفكرة.. فكيف سيصبح العالم بعد ذلك؟. فهل يُمكن القول بأن هذة الفكرة لن تُستخدم بشكل وحشي و لأغراض غير سلمية من قبل الدول و الحكومات للحصول على معلومات من أشخاص و محاولة تعذيبهم؟! أم ستكون هذة التقنية بمثابة إضافة جديدة إيجابية لحياة البشر ؟.