5 أشياء يجب تجنبها لتحسين صحتك العقلية والنفسية
من المؤكد أن كل إنسان يكون لديه الكثير من التوقعات والأهداف الخاصة به والتي يسعى دائماً لتحقيقها والوصول إليها في الحياة، ولكن هل تكون تلك التوقعات التي يحددها كل شخص لنفسه مسؤولة عن عدم شعوره بالسعادة والرضا عن حياته في بعض الأحيان؟!
سنتعرف من خلال هذا المقال على طرق تساعد على التفكير بطريقة إيجابية وكيفية التحرر من بعض المعتقدات والضرورات الخاطئة من أجل الحفاظ على الصحة العقلية والنفسية.
العقل هو مجموعة من القوى الإدراكية التي تتضمن الوعي، المعرفة،التفكير، وهو غالباً ما يعرف بملكة الشخص الفكرية والإدراكية.. يملك العقل القدرة على التخيل ، التمييز، وهو مسؤول عن معالجة المشاعر والإنفعالات.. لذلك يمكن إعتبار العقل البشري بمثابة المحرر والكاتب الذي يرصد كل الأحداث والمواقف التي يمر بها الشخص في الحياة ويقوم بتحليلها وتفسيرها و يختار طريقة سرد تلك الأحداث ويتوقف على ذلك التفسير والتحليل الذي يقوم به العقل.
فمثلا ، عندما يشعر الشخص بالقلق أو الإجهاد ، يسترجع عقله بعض المبادىء والقواعد الضرورية الشائعة التي يلزم إتباعها لحل تلك المشكلات والمواقف وللمساعدة على التخلص من تلك الحالة أو المشكلة، ولكن في الحقيقة نجد أن هذه "الضرورات" تميل إلى أن تكون غير دقيقة أو عقلانية.
وسنعرض لك بعض "الضرورات" الشائعة التي يجب الإنتباه إليها وتجنبها عند بدء الشعور بالقلق أوعند التعرض لأي أزمات ومشكلات في الحياة، ومن خلال الإبتعاد وتجنب الإلتزام بتلك الضرورات الوهمية والخاطئة ستتمكن من إحداث تغييرات إيجابية في حياتك وستنجح في الحفاظ على سلامتك وصحتك الذهنية والنفسية:
1- ضرورة أن يكون الشخص محبوباً من قبل الجميع في جميع الأوقات:
يعتبر هذا مفهوماً خاطئا وغير ضروري على الإطلاق وأيضا لا يجب الإهتمام بتطبيقه، لأنه عندما يحرص الشخص على ضرورة أن يكون مقبولاً إجتماعياً من قبل الجميع طوال الوقت ويرغب أن تنال تصرفاته وأفعاله رضا كل من حوله ويكون ذلك هدفاً أساسياً في حياته ويسعى لتحقيقه بشتي الطرق، فإن ذلك حتماً سيؤدي إلى ضعف شخصيته على المدي الطويل وسيقلل من ثقته بذاته وتقديره لها وسيؤثر سلباً على مبادئه بل سيحول الشخصإلى مجرد شخص تابع ، ضعيف ، متردد ، ليس له مبدأ وغير قادر على تحديد هويته وإهتماماته الخاصة، بل سيكون أغلب الوقت منشغل في التفكير في كيفية الحصول على رضا وقبول جميع من حوله حتي لوكان ذلك على حساب نفسه كما أنه لن يتمكن في النهاية من الحصول على رضا وإعجاب الجميع مهما حرص على فعل ذلك مما سيؤدي إلى شعوره بالإ حباط وسيسبب ضرراً بالغاً على صحته النفسية والعقلية.
لذلك من الأفضل أن يحاول كل شخص أن يقوم بالتركيز والإهتمام بالقيم الخاصة به، وفي نفس الوقت يحرص على أن يكون لطيفًا مع الآخرين، ويتعامل بأسلوب إيجابي معهم بدلاً من مجرد البحث عن حبهم ورضاؤهم طوال الوقت.
2- ضرورة أن يكون الشخص ناجحاً في كل شيء يقوم به:
ليس من الضرورى أن يكون الفرد دائم النجاح في كل شىء يقوم به، وإنما من الطبيعي جداً أن يتعرض الشخص للفشل في حياته حتي يكتسب تجارب وخبرات تؤهله للتقدم والنجاح في المستقبل في حياته العملية والشخصية.
وأكبر دليل على صحة ذلك هو أن الأشخاص الأكثر نجاحاً وتميزاً هم الذين مروا بالفعل بتجارب فشل في بداية حياتهم وقد ساعدهم المرور، بتلك التجارب الفاشلة على إكتساب خبرات جديدة جعلتهم قادرين على تحقيق أعلى مستويات النجاح فيما بعد.
كما أن مبداْ الحرص على ضرورة الوصول إلى المثالية طوال الوقت قد يسبب ضغوطات نفسية وضرراً على صحة الشخص الذهنية بدرجة كبيرة.
ولمحاربة هذا المفهوم الخاطىء ، يجب الحرص على عدم إجراء تعميمات عندما يتعرض الشخص للفشل فمثلا ، عدم الحصول على مقابلة عمل لا يعني أنك لن تجد عملاً أبداً.
3. ضرورة أن يشعر الشخص بالإرتباك أوالإستياء من كل ما يخشى حدوثه:
إن التطور التكنولوجي الذي يشهده عالمنا اليوم ساعد على زيادة شعور الأفراد بالإرتباك والقلق أغلب الوقت، و أدي إلى زيادة مخاوفهم تجاه الأشياء التي يخشون حدوثها، خاصة مع متابعة شبكات الأخبار على مدار 24 ساعة وإستخدام وسائل التواصل الاجتماعي.
وأصبح هناك معتقد وهمي وغير صحيح يحث الأفراد على ضرورة القلق والشعور بالإستياء من إمكانية حدوث الأشياء ولكن في كثير من الأحيان عندما يفحص الشخص طبيعة وواقع مخاوفه، سيجد أنه بإمكانه مواجهتها أو قبول حتميتها لا يعني القبول الاستسلام وإنما يعني التركيز فقط على ما يمكن للشخص التحكم فيه بدلاً من التركيز على ما لا يمكنه فعله.
4- ضرورة أن يتجنب الشخص الدخول في أي صراعات:
يعتقد الكثير من الناس أن الإبتعاد عن الدخول في أي صراعات أو مشاكل مع الأخرين والإنعزال يحميهم من الشعور بأي ضرر نفسي ويساعدهم على تفادي مشاعر القلق و الغضب والتوتر بقدر كبير ويعتبر بمثابة الحل الأكثر أمانا الذي يضمن لهم الحياة الهادئة والسعيدة ولكن في الحقيقة نجد أن هذا الهروب هو مجرد حل مؤقت ولا يحمي من الشعور بتلك المشاعر السيئة بل سيؤدي إلى المزيد من الصراعات والتفاعلات السلبية.
وفي الحياه ، سنواجه جميعًا أشخاصًا نتعرض للنزاع معهم وسيكون هناك خلافات وسوء تفاهم وتوتر ، وهذا شيئاً متوقع وطبيعي، ولكن تظل الطريقة الأفضل لحل تلك الصراعات، هو مواجهتها وحلها عن طريق التواصل الإيجابي والسعي لفهم الأسباب التي أدت إليحدوث هذا الصراع، وقد يبدو هذا الأمر مستحيلاً في البداية ولكن سيتأكد الشخص في النهاية من أن هذا هو الحل الأمثل لكي ينعم بحياة أكثر هدوءًا وسعادة.
5- ضرورة أن يكون الشخص قادر على إحكام السيطرة على كل شيء:
إن قدرة الشخص على السيطرة والتحكم في كل شىء لا يعتبر أمراً سيئاً وإنما يعتبر في كثير من الأحيان ميزة جيدة، من المحتمل أن يكون الأشخاص الذين لديهم شعور داخلي بالتحكم أكثر مرونة خلال تحديات الحياة.. ومع ذلك، عندما يمتد هذا التوقع إلى جميع الأحداث والمواقف، فإنه يصبح "ضرورة" خطيرة و غير مرغوب بها وتهدد سلامة الشخص النفسية والعقلية.
وفي النهاية ، يتضح أنه يجب على الأشخاص التفكير في كيفية الإستمتاع بالحياة والمرونة من أجل التعافي بسرعة أكبر من الأحداث السلبية ، كما يجب عدم الإلتزام بتطبيق تلك الضرورات الخاطئة والغير عقلانية من أجل تحسين وتعزيز الصحة العقلية .