3 طرق بسيطة لنجعل ممارسة الرياضة عادة حياتية
يهتم الكثير من الناس بمعرفة الطرق التي تحفزهم على ممارسة التمارين الرياضية، وجعلها عادة حياتية، والتمسك بها، وقد أُجري استطلاع في عام 2012، وأهتم بتحليل أهم ١٠ عادات لآلاف الأشخاص، ونتج أن ممارسة التمارين تشغل المرتبة الأولى بصورة مطلقة.
إن الرغبة في جعل التمرين عادةً، والقيام بها فعلاً هما شيئان مختلفان بلا شك، فتغيير سلوكك أمر صعب، وأن تعيش في نمط حياة جديد أمر صعب أيضاً، وخاصة عندما تستسلم لمشاعرك الشخصية تجاه هيئة جسدك وثقتك بذاتك..ولكن يوجد بعض الاستراتيجيات التي تجعل التمسك بممارسة التمارين، ومن ثم تصير عادة أمراً سهلاً.
ولقد استخدمت ثلاث استراتيجيات -والتي سنذكرها فيما بعد- لإنشاء روتين التمارين الرياضية الخاص بي، وقد واظبت عليه عامين دون تفويت لأي منها، ولا أدعي امتلاك كافة المعلومات، لكنني سأكون سعيداً بمشاركتي لتجربتي الخاصة، وما تعلمته حتى اليوم، وتوضيح كيف نجحت في جعل ممارسة التمارين روتيناً أتحمس لممارسته كل أسبوع.
وهناك 3 طرق بسيطة لتحفيزك بالقيام بالتمارين وجعلها عادة:-
1. القيام بطقوس تجعل البدء أسهل:
العادات هي سلوكيات تكررها مرارًا وتكرارًا، وهي أيضاً السلوكيات التي تبدأ مرارًا وتكرارًا، وهذا يعني أنك إذا بدأت ولم تستمر، فلن يكون لديك عادة أبداً، فمن نواحي كثيرة يعتمد تكوين عادات جديدة على بدء ممارسة التمرين مرة تلو الأخرى.
وهذا يعني أنك إذا تمكنت من إيجاد طريقة لتجعل بدء التمرين أمراً سهلاً، فبإمكانك جعله عادة بسهولة، وهنا تكمن أهمية الطقوس والروتين، فإذا كان بإمكانك تطوير الطقوس اللازمة لبدء التمرين بصورة تلقائية وبدون تفكير، فستتمكن من التقدم بطريقة أسهل بكثير.
ويمكنك البدء في بناء طقوسك الخاصة عن طريق جعل ممارسة التمرين الخاص بك ذا أولوية عالية بين عاداتك الحالية أو عن طريق تنظيم جدول زمني خاص بك، ويمكنك العزم على ممارسة التمرين عن طريق ملء فراغات هذه الجملة:
سأمارس التمارين خلال الأسبوع المقبل بهذه الطريقة، مثال:-
- اليوم: يوم الاحد و الخميس.
- الوقت من اليوم: ساعة 8 صباحا.
- المكان: في حديقة (===).
وقد ذكرت إحدى الدراسات البحثية أن الأشخاص الذين قاموا بملء فراغات الجملة السابقة كانوا أكثر مواظبة بمرتين إلى ثلاث مرات على ممارسة التمرينات على المدى الطويل، وهو مصطلح في علم النفس يسمى تنفيذ النوايا، ويوجد المئات من الدراسات التي تثبت ذلك.
2. ابدأ بتمرين صغير للغاية:
ويعد البدء بممارسة تمرين سهل للغاية أفضل طريقة لجعل التمرين عادةً، وذلك لأنك تتمكن من ممارسته في الأوقات التي تنقص فيها قوة إرادتك، وفي الأوقات التي لا تتحمس فيها لممارسة التمرين، فكما قال (ليو بابوتا) "ابدأ بشيء سهل للغاية حتى لا يمكنك أن تقول لا".
وإليك إحدى الاستراتيجيات التي يمكنك استخدامها عندما تبدأ: قاعدة الدقيقتين.
إن الأمر بسيط للغاية: فبدلاً من أن تترد في ممارسة التمرين، قم بالتركيز على إيجاد طريقة لبدء التمرين خلال دقيقتين فقط.
هل تبذل جهداً في البحث عن حافز قوي للبدء؟ فقط قم بملء زجاجة المياه الخاصة بك، وارتدي حذاءك الخاص، فسيكون كل ذلك كافياً لنعتبر تمرين اليوم ناجحًا، وغالباً ما ستكون هذه البداية الصغيرة، والتي لم تتعد الدقيقتين كافية تماماً لتحفيزك ومساعدتك على إنهاء المهمة.
3. ركز على عادتك في البداية واترك النتائج فيما بعد:
إن التركيز على النتائج في بداية الأمر هو الطريقة المثالية في اتباع الأنظمة الغذائية وممارسة الرياضة، ويبدأ معظم الناس بوضع هدف في بداية أمر، مثلاً "أريد أن أخسر ١٠ كجم خلال الأربعة أشهر المقبلة" أو "أريد أن أخسر٢٠ كجم خلال ستة أشهر من الآن" وأعتقد أن هذه طريقة خاطئة، وسيكون من الأفضل لو تهتم بالنظام المتبع بدلاً من اهتمامك بالهدف.
ويجب أن توجه اهتمامك في بداية الأمر نحو وضع روتين يومي جديد، والإلتزام به، ولا تهتم كثيراً بالنتائج المرتقبة، فبمعنى آخر يجب عليك في الستة أشهر الأولى ألا تفوت التمرينات، ولا تلتفت كثيراً لإحراز تقدم، لكن عندما تبدأ بالمواظبة على التمرين دون تفويت، حينها يمكنك الاهتمام بإحراز التقدم وتحسين النتائج.
ويوجد هناك طريقة واحدة للقيام بذلك وهي تقييد تصرفاتك:
وضع أحد أخواننا قاعدة لنفسه، وذلك لأنه في البداية لم يستطع البقاء في صالة الألعاب الرياضية لأكثر من 5 دقائق، وكان عليه الذهاب إلى هناك كل يوم، لكنه لم يُسمح له بالبقاء لأكثر من 6 دقائق، وكان يهتم كثيراً بإنشاء عادة حياتية خاصة به تنص على عدم تفويت التدريبات، وقد واظب عليها لمدة شهر أو شهرين، ثم قام بإنشاء روتين للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية، ومن ثم بدأ بالاهتمام بممارسة التمارين الأكثر صعوبة، واليوم فقد هذا الاخ ما يقارب من ٥٠ كجم من وزنه (وهي ليست نتيجة ممارسة التمرين فقط، ولكن تغيرات النظام الغذائي ونمط الحياة أيضاً).
وبمجرد أن يصبح التمرين عادة، يمكنك حينها العثور على آلاف الطرق لتحسين النتائج، فمن غير وجود العادة، تصبح كل الاستراتيجيات بلا فائدة.. قم بإنشاء عادتك الخاصة أولًا، واهتم النتائج فيما بعد.